«لم أغب، ولكني أبحث عن عمل يناسب تاريخي». هكذا بررت الفنانة المصرية الكبيرة ليلى طاهر، تواريها عن الساحة الفنية طوال السنوات الماضية، مؤكدة، أنها اعتذرت عن الكثير من الأعمال، لأنها وجدت أنها لا تليق بمستوى الأعمال التي قدمتها، وهي ليست في حاجة إلى عمل يعيدها إلى الخلف، كما أنها تحترم المكانة التي يراها من خلالها الجمهور. ليلى طاهر تحدثت مع «الراي»، عن تكريمها في مهرجان شرم الشيخ قبل فترة قصيرة، وذكرياتها مع كبار الفنانين الذين تعاونت معهم عبر مشوارها، ورأيها في تحويل حياتها إلى عمل فني، وعرجت على الخطوط الحمراء التي وضعتها لنفسها منذ دخولها الفن وتفاصيل أخرى، وهذه تفاصيل الحوار:• ماذا عن تكريمك في مهرجان شرم الشيخ الفائت؟- كنت سعيدة جدا لأن الدورة الأولى من مهرجان شرم الشيخ كانت قوية، ولها أثر وسمعة طيبة، خصوصا القائمين عليه بداية من رئيس المهرجان جمال زايد، هذا إلى جانب وجود المهرجان في منطقة حيوية بالنسبة إلى السياحة المصرية، مثل شرم الشيخ وهو اختيار جيد جداً، فنحن نتمنى إقامة مهرجان سينما وفعاليات فنية مختلفة في كل منطقه حيوية في جميع أرجاء مصر، بحيث تكون مصدر جذب للسياحة كدعاية لمصر في ظل الصورة الخطأ التي ينشرها الإعلام الغربي عن بلدنا وعندما تكون الصورة الحقيقية منقولة بالتأكيد فسيكون هناك رد فعل جيد.• وما كواليس هذا التكريم الذي يعد الأحدث في مسيرتك؟- اخترت فيلم «مطلوب زوجة فوراً» ليعرض في إطار تكريمي لأني أعتز به جدا، فهو ثاني عمل أقف فيه أمام عملاق السينما ووحش الشاشة فريد شوقي، وأعتبر اختياري لهذا الفيلم ليعرض في المهرجان هو تكريم لفريد شوقي وأنا معه، كما أنه يمثل اعتزازا بأن مشواري مع الفن بدأ مع فريد شوقي.• وماذا يمثل التكريم بالنسبة إلى الفنان؟- التكريم يظل تأثيره قوياً على الفنان، الذي يشعر مع كل تكريم بسعادة وتقدير، وبأن له حضورا في المجتمع، وأن وطنه يعتز بإبداعه، لأنه قدم أعمالاً تلقى نجاحاً ومؤثرة في الناس وتعيش في وجدانهم. فهذا يسعده، لكن في بداية المشوار كان يلقي على عاتقي مسؤولية كبيرة ويشعرني بأن القادم لا بد أن يكون أفضل حتى أحافظ على هذه المكانة. غير أن التكريم الآن يعنى تكريماً لكل مشواري الفني وأنا سعيدة بأن العام 2018 بدأ بثلاثة تكريمات هي مهرجان شرم الشيخ والمركز الكاثوليكي وقناة نيل سينما.• نعود إلى أعمالك... ما المواقف التي لا تنسيها في أعمالك الفنية؟- في فيلم «أبو حديد»، مشهد لا أنسي تصويره، وهو في بداية الفيلم وأظهر فيه، وأنا أغرق وأثناء نزولي البحر دخلت في دوامة حقيقية وكدت أموت غرقاً، وأنقذني منها فريد شوقي، وأيضا في الناصر صلاح الدين في مشهد دخول ريتشارد قلب الأسد «أورشليم» المفروض أن أكون بجواره وأنا على حصان مثل حصان ريشارد، لكن كنت أول مرة أركب خيل، ولم يكن لدي خبرة والحصان كان عصبياً للغاية، فأحضروا لي حصاناً آخر أقل في الحجم، ومنذ هذا الوقت قررت أن أتعلم ركوب الخيل واستفدت من ذلك فيما بعد في تقديم أعمال تاريخية ودينية.• ومَن من الفنانين تتذكرين ثنائياتك معه؟- أختار وحش الشاشة وملك الترسو، فريد شوقي، الذي قدمت معه عدداً من الأعمال المتميزة، مثل «أبو حديد»، أيضا صلاح ذوالفقار الذي استمررت في التعاون معه حتى نهاية حياته وشكري سرحان أما على صعيد الفنانات هناك شادية وفاتن حمامة.• وماذا عن أدوار الإغراء في مسيرتك الفنية؟- كنت أرفض أدوار الإغراء، ولم أر نفسي فيها وكنت أعتقد أنني إذا حاولت تقديمها فلن أنجح فيها. ودائما كنت أختار العمل الذي أجيده مع احتفاظي باحترام المُشاهد لي، وأنا أحافظ أيضاً على صورتي أمام عائلتي وأصدقائي حتى يفتخروا بي.• وهل لنا أن نتعرف على تجربتك مع المخرج الراحل يوسف شاهين؟- تعاونت معه في عمل واحد وهو فيلم «الناصر صلاح الدين»، وبالمناسبة اعتذرت في البداية عن دور ملكة انجلترا لأني تصورتها أن تكون قوية وبنفس قوة ريشارد قلب الأسد، وأنا لم أشعر بأنني سأقدم الدور كما ينبغي، لكن يوسف شاهين فهمني أن الشخصية لا بد ان تكون عكس شخصية ريتشارد في طيبتها وهدوئها وعقلانيتها... وكان شاهين قوياً في توجيه الممثل، وأنا سعيدة بأن مهرجان شرم الشيخ أعطاه حظه من التكريم في هذه الدورة.• وبماذا تفسرين ظاهرة اعتزال عدد من النجوم في الفترة الأخيرة ؟- هذا الأمر حدث معي فقد اعتذرت في آخر عامين عن الأعمال المعروضة عليَّ لأنها ليست مناسبة لتاريخي، ولست في حاجة إلى أن أقدم شيئاً أقل من مستوى أعمالي السابقة حتى لو اعتزلت• وكيف ترين مستوى السينما في السنوات الأخيرة ؟- الفن عموماً في السنوات الأخيرة هبط درجات من بعد 25 يناير، ولم تعد الموضوعات التي تقدم جاذبة للناس... من الجائز أن تعجب فئة معينة، لكنها لا تجذب كل المصريين.والناحية الفنية تراجعت، إلى جانب وجود استغناء كبير عن النجوم الكبار ومع هذا أحترم وأحيي جداً المنتج الذي استمر في تقديم أفلام في هذه الظروف الصعبة من الناحية الاقتصادية.• وكيف ترين فكرة كتابة المذكرات بالنسبة إلى نجوم الفن، وتحديدا ليلى طاهر؟- هذه الفكرة غير واردة تماما، خاصة أن حياتي ليس بها أحداث درامية بجانب أن حياتي الخاصة لا أحب المساس بها، وحياتي الخاصة تأثرت بالفن. وأرى أن الفن أناني ودائما ليس له شريك، وأنني حاولت التوفيق بين المسؤوليتين، لكن كفة الفن دائما كانت هي التي تكسب.• وماذا عن علاقة ليلى طاهر بأحفادها؟- لدي 3 أحفاد... بنتان وولد، وهذا الجيل له شخصيته الخاصة، وتجمعني بهم صداقة كبيرة لدرجة أنهم ممكن أن يلجأوا لي في مشاكلهم الخاصة أكثر من والديهم، من جانب آخر هم من جمهوري ويشاهدون أعمالي بانتظام.