شيع جمع من نجوم الفن وقيادات نقابة المهن التمثيلية وعشاق الفن أمس، من مسجد السيدة نفيسة، في منطقة مصر القديمة في القاهرة، جثمان الفنانة المصرية الكبيرة مديحة يسري، والتي غيبها الموت، مساء أول من أمس، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 97 عاماً.وفي حين نعتها كل من وزيرتي الثقافة والتضامن الاجتماعي في مصر، قال مصدر في نقابة المهن التمثيلية، إن النقيب الفنان الدكتور أشرف زكي، هو من أنهى أوراق تصاريح الدفن.وأعلنت أسرتها، أن سرادق العزاء سيقام في دار مناسبات مسجد الحامدية الشاذلية، في منطقة المهندسين يوم «السبت» المقبل. وعقب إعلان وفاتها، كان أول من حضر إلى بيتها منهارة وبشدة الفنانة نبيلة عبيد، وتوالى حضور عدد من نجوم الفن، وكانوا في وداعها من منزلها، وكانت آخر الزيارات لها، قبل يومين حيث زارها سامح الصريطي وبصحبته إلهام شاهين ودنيا سمير غانم ودلال عبدالعزيز. «سمراء النيل»، خلّفت وراءها تركةً فنية كبيرة، وشهدت مسيرتها إنتاجاً فنياً متنوعاً، ووقفت في كثير من أعمالها أمام فنانين عمالقة ومشاهير، كل من محمد فوزي وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش ويوسف وهبي، ورشدي أباظة وعماد حمدي، ومن أبرز أعمالها: «الأفوكاتو مديحة - ابن الحداد - حياة أو موت - الخطايا - ممنوع الحب - لحن الخلود - وممنوع من الحب».وكان أول ظهور لها مع محمد عبدالوهاب في فيلم «ممنوع الحب»، في العام 1940 كصاحبة وجه مبتسم، واختيرت واحدة من بين أجمل عشر نساء في العالم خلال حقبة الأربعينات.ولدت مديحة يسري أو هنومة خليل حبيب، وهذا هو اسمها في السجلات الرسمية، في 3 ديسمبر من العام 1921 في أحد أحياء القاهرة الشعبية، وتلقت تعليمها بمدرسة «الفنون». ورغم طغيان رفض العائلات التحاق ابنائها بالفن وقتذاك، فان موهبتها فرضت نفسها منذ كانت طالبة بمدرسة التطريز بحي شبرا، شمال القاهرة، التي مارست فيها الرسم.وفي بداية مسيرتها، اكتشفها المخرج الرائد محمد كريم، وقدمها للمرة الأولى في دور صغير العام 1942 في فيلم «ممنوع الحب».وحتى 2012 قدّمت خلال مشوارها الفني، مجموعة من الأدوار ما بين الكوميديا والتراجيديا، وتركت إرثاً فنيًا يقارب 90 فيلماً.والفنانة الراحلة، تزوجت أربع مرات، ثلاث زيجات، منها كانت من داخل الوسط الفني، الأولى من المطرب والملحن محمد أمين، وبعد انفصالهما تزوجت من الفنان والمنتج أحمد سالم، الذي كان معروفًا بمغامراته النسائية، وخاصة مع نجمات الوسط الفني في العام 1946، وبعدما انفصلا، تزوجت من الفنان محمد فوزي الذي شاركته في تأسيس شركة الأسطوانات «مصرفون»، وبعد زواجهما اشتركت معه في بطولة العديد من الأفلام.أما آخر زيجاتها فكانت من الشيخ إبراهيم سلامة الراضي، شيخ الطريقة الحامدية الشاذلية الصوفية، وهو أحد أشهر مشايخ الطرق الصوفية في مصر، ومسجد الطريقة الرئيسي، هو الموجود حالياً في سور نادي الزمالك.ونعت وزيرة الثقافة في الحكومة المصرية الدكتورة إيناس عبدالدايم، وجميع القطاعات والهيئات بوزارة الثقافة رحيل سمراء النيل، وقالت إن السينما المصرية والعربية فقدت نجمة كبيرة، طالما أثرت الساحة الفنية بأعمالها التي ستظل خالدة أبد الدهر، ووصفتها بأنها تركت إرثاً فنياً ضخماً تتعلم منه الأجيال. وأضافت أن مديحة يسري سطرت تاريخاً من نور في السينما المصرية والعربية، وأصبحت رمزاً في تاريخ وذاكرة الفن باعتبارها أحد مبدعي زمن الفن الجميل، فالفنان يرحل بجسده ويبقى خالداً بأعماله.كما نعتها وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي، وقالت، إن الفنانة الكبيرة، قدمت عدداً كبيراً من الأعمال الفنية الراقية التي شكلت روائع السينما المصرية على مدار تاريخها، وتركت بصمة قوية بمشوارها الفني وأعمالها الخالدة.ومن بين المواقف والذكريات في حياة سمراء النيل، أنها، وهي نجمة شابة، حضرت حفلة ملكية، أثناء حكم ملك مصر الراحل فاروق، لعرض أوبرا، وكان التقليد «تقبيل» يد الملك، ولكنها لم تُقبل يده وحيته بعبارة: «أهلاً يا مولانا»، وكان لا يعرفها، ولكنه سأل عن هويتها، وعندما احتج أحد المقربين من الملك، غادرت القصر».
فنون - مشاهير
«سمراء النيل» تركت خلفها مسيرة فنية «ثرية»... ونعتْها وزيرتا الثقافة والتضامن
الموت... غيَّب مديحة يُسري
06:35 م