بغداد - وكالات - أكد زعيم تحالف «سائرون» الفائز في الانتخابات العراقية مقتدى الصدر أنه «لن يتخندق طائفياً»، وذلك في خضم المشاورات التي يجريها في بغداد مع زعماء القوائم الفائزة في الانتخابات التشريعية، بهدف التوصل إلى تحالف لتشكيل «الكتلة الأكبر» المعنية بتسمية رئيس الحكومة الجديدة.وبحث الصدر، في لقاءات منفصلة مساء أول من أمس، مع زعيم ائتلاف «الوطنية» إياد علاوي ورئيس «تيار الحكمة» عمار الحكيم ورئيس حزب «التجمع الجمهوري العراقي» سعد عاصم الجنابي، متطلبات مرحلة ما بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات.وخلال اجتماع الصدر مع علاوي، ناقشا تطورات العملية السياسية وضرورة الابتعاد عن الاصطفافات والتخندقات، كما أفاد مكتب الصدر في بيان، مشيراً إلى أنّهما شددا على «أهمية العمل بمبدأ الوطنية الحقيقية والابتعاد عن كل أنواع الاصطفافات والتخندقات».وأضاف أنّه تم أيضاً «التركيز على سد الثغرات التي تكتنف العملية السياسية والإسراع بتشكيل الحكومة لتقوم بمسؤولياتها». وأكد الصدر «أولويات الشعب العراقي في محاربة الطائفية والفساد وتثبيت أسس العدالة الاجتماعية والتنعم بخيراته وموارده». وفي أعقاب الاجتماع، أفادت تقارير عراقية أن علاوي اشترط على الصدر للتحالف معه أن يكون رئيس الحكومة المقبل خارج «حزب الدعوة»، وإذا كان حيدر العبادي مرشحاً لتحالفات فائزة فإن عليه أن يعلن مغادرته «حزب الدعوة» ليكون متحالفاً معه.وفي ثاني لقاء بينهما خلال أيام قليلة، استكمل الصدر والحكيم المشاورات بشأن التحالفات السياسية وتشكيل الكتلة النيابية الأكبر التي ستكلف بتشكيل الحكومة الجديدة.وأشار مكتب الصدر في بيان إلى أنّه «ضمن سلسلة العمل الدؤوب والمتواصل»، زار الصدر الحكيم حيث ناقشا آخر التطورات السياسية حول المرحلة المقبلة و«الركائز الأساسية التي ستنبثق منها الحكومة المقبلة».وأكد الصدر، وفق البيان،أهمية «تصحيح مسار العملية السياسية... وبما يتوافق مع تطلعات الشعب العراقي الرافض للطائفية والفساد».وأكد الطرفان «أهمية أن يكون القرار العراقي وفق المصلحة العراقية».وعقب هذه الاجتماعات، أكد الصدر أنه لن يتجه إلى التخندق الطائفي وإنما لتشكيل تحالف عراقي شامل خلال المرحلة المقبلة.وكتب في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «أنا مقتدى... شيعي في العلا... سني الصدى... مسيحي الشذى... صابئي الرؤى... ايزيدي الولا... إسلامي المنتهى... مدني النهى... عربي القنى... كردي السنا... اشوري الدنى... تركماني المنى... كلداني الفنا... شبكي الذرى... (عراقي انا)... فلا تتوقعوا مني أي تخندق طائفي يعيد لنا الردى ويجدد العدى.. بل نحو تحالف عراقي شامل وتلك هي البشرى ولن نتنازل عن ذلك طول المدى».في سياق متصل، وصف السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي، علاقات المسؤولين الإيرانيين مع الصدر، بأنها ودية وأخوية.وقال في تصريح صحافي: «إيران ترحب بإرادة الشعب العراقي في انتخاب نواب برلمانه وتهنئ جميع الأحزاب والتيارات والائتلافات، التي فازت بأصوات الشعب وتأهلت للمجلس».وأكد أن «إيران تربطها علاقات بناءة بجميع الأحزاب والتيارات والائتلافات، التي فازت بأغلبية كراسي البرلمان في الانتخابات الرابعة، وجميع الفائزين من إخواننا الأعزاء».وحول ما يتردد عن وجود بعض الخلافات بين إيران والصدر، قال مسجدي إن ذلك لا أساس له من الصحة بتاتا، وإن الصدر «من الأصدقاء والإخوة الأعزاء والمؤثرين في البلد الشقيق والجار العراق»، مضيفاً أن العلاقات الإيرانية معه «تاريخية ومتجذرة».