لم يغب العرب عن حفل ختام جوائز مهرجان «كان» السينمائي بدورته الـ 71.ففي مساء أول من أمس، ومن قصر المهرجانات على شواطئ الريفيرا، أسدل الستار رسمياً على العرس السينمائي في مهرجان كان، مختتماً الفعاليات بعد مرور 11 يوماً ضمن إجراءات أمنية مشددة، والجميل فيه كانت «زغرودة» أطلقتها المخرجة اللبنانية نادين لبكي بعد حصولها على جائزة «لجنة التحكيم» عن الفيلم الدرامي الواقعي «كفرناحوم» المتناول لقضية الإهمال الذي يتعرض له الأطفال في أحياء لبنان الفقيرة.وعلى إثر إعلان فوز لبكي، هنّأ رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، لبكي عبر «تويتر» بالقول: «مبروك للمخرجة نادين لبكي وكل طاقم فيلم كفرناحوم الفوز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي، كل لبنان يفتخر بنجاحك يا نادين». وبهذا تعتبر لبكي رابع مخرجة لبنانية وثاني امرأة تشارك ضمن المسابقة الرسمية بعد كل من جورج نصر بفيلمه «إلى أين» في العام 1957، وهيني سرور بفيلم «ساعة التحرير دقت» وكانت أول امرأة عربية تشارك في المسابقة الرسمية العام 1974، بعدها حقق المخرج الراحل مارون بغدادي الجائزة ذاتها عن فيلمه «خارج الحياة» في 1991 أي منذ 27 عاماً. وبهذا أعادت لبكي البريق مجدداً إلى السينما العربية عامة واللبنانية خاصة. كذلك، وفي اليوم الذي سبق هذا الحفل، كان تم الإعلان عن فوز الفيلم المصري «يوم الدين» للمخرج أبو بكر شوقي بجائزة «Francois Chalais» التي تمنح للأعمال التي تكرس قيم الحياة والصحافة.الحفل، الذي قدمه الممثل إدوار باير، حضره عدد كبير من المشاهير والنجوم، وعرض فيه الفيلم البريطاني «الرجل الذي قتل دون كيشوت» للمخرج تيري غيليام، بعد أن افتتح الحفل المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي والممثلة الأسترالية كيت بلانشيت التي ترأست لجنة التحكيم بعضوية كل من كريستين ستيورات وآفا دوفيرناي وليا سيدو إلى جانب خديجة نين والمخرج الكندي دينس فيلنوف والمخرج الروسي أندريه زايتسيف والممثل التايواني تشانغ شين. وفي ما يخصّ جوائز الحفل الختامي، حصد الفيلم الياباني «Shoplifters» (لصوص المحلات) للمخرج هيروكازو كوري إيدا جائزة «السعفة الذهبية» بعدما أثار الفيلم إعجاب الجمهور لتصويره الدقيق للحياة الأسرية والتطورات المفاجئة في حبكته الدرامية، وفوز هذا المخرج الذي حصل على جوائز في المهرجان في سنوات سابقة، خالف التوقعات بحصول امرأة على السعفة الذهبية مع وجود ثلاث مرشحات بشكل قوي في سنة كان التركيز فيها على قضية التحرش الجنسي في هوليوود. أما الجائزة الكبرى التي تعتبر ثاني أهم جوائز المهرجان السينمائي الأشهر بعد «الأوسكار»، فكانت من نصيب فيلم «BlackKklansman» للمخرج الأميركي سبايك لي، والذي ندد فيه بالعنصرية واليمين المتطرف والرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ تناول الفيلم القصة الحقيقية لرجل شرطة أسود استطاع اختراق جماعة «كو كلوكس كلان» العنصرية في سبعينات القرن الماضي، وجاء هذا كله بعد منافسة دارت رحاها بين 21 فيلماً.إلى جانب ذلك، منح المهرجان جائزة «السعفة الذهبية الخاصة» للسويسري الفرنسي جان لوك غودار تكريماً لمسيرته المهنية.هذه الدورة لم تكن عادية بالنسبة إلى غودار، لأنه وبعد مرور 50 عاماً على مساعدته في إلغاء مهرجان «كان» في العام 1968 تضامناً مع احتجاجات الطلاب العاملين، حصل على جائزة «السعفة الذهبية الخاصة» عن فيلم «ذا إميدج بوك». وجائزة «أفضل ممثل»، فقد منحت إلى مارسيلو فونتي عن دوره بفيلم «Dogman»، وجائزة «أفضل ممثلة» ذهبت إلى الكازخستانية سامال يسلياموفا عن دورها بفيلم «Ayka» للمخرج الروسي سيرغي دفورتسيفوي، فيما حصلت المخرجة الايطالية أليس روراشر على جائزة «أفضل سيناريو» عن فيلم «Happy as Lazzaro» مناصفة مع السيناريست الإيراني جعفر بناهي عن فيلمه «3faces» لكنه لم يتمكن من الحضور لتسلم جائزته لأسباب سياسية كونه ممنوعاً من مغادرة إيران ويحظر عليه نظرياً المشاركة في صناعة السينما. كما فاز المخرج البولندي بافل بافليكوفسكي بجائزة «أفضل مخرج» عن الفيلم الدرامي «Cold War» الذي ينتقل من حياة المزارعين في بولندا إلى أندية الجاز في باريس ويعود من الأربعينات إلى الستينات.وأحرز الفيلم البلجيكي «Girl» الذي يتناول سعي مراهقة متحولة جنسياً كي تصبح راقصة باليه بجائزة «أفضل إخراج لأول مرة» للمخرج لوكاس دونت، بينما حصد الفيلم الفرنسي «The image book» على جائزة مهرجان كان الخاصة، وهو فيلم درامي تدور قصته كانعكاس على العالم العربي اليوم.

آسيا أرجنتو: هارفي واينستين اغتصبني في «كان» 1997!

خلال الحفل، وفي كلمة قبل تسليم الجوائز، قالت الممثلة الإيطالية آسيا أرجنتو التي اتهمت المنتج السينمائي الأميركي هارفي واينستين بالتحرش الجنسي، إن متحرشين كانوا وسط الحضور وكان ينبغي طردهم. وأضافت أن واينستين كان اغتصبها خلال مهرجان «كان» الذي أقيم في العام 1997 عندما كانت تبلغ حينها من العمر 21 عاماً، وأردفت: «كان هذا المهرجان ساحة الصيد بالنسبة إليه. حتى الليلة، يجلس بينكم من يجب مساءلتهم عن سلوكهم ضد النساء». واختتمت بالقول: «أنتم تعلمون أنفسكم، لكن، الأكثر أهمية هو أننا نعلم من أنتم ولن نسمح لكم بالهرب بفعلتكم أكثر من ذلك».ومن جانبه، نفى واينستين مزاعم ممارسة الجنس من دون موافقة أي امرأة، ولم يُدل المتحدث باسمه بتعليق، كما لم يتسن الوصول إلى ستيف كنيس وكيل أرجنتو المقيم في لندن للحصول على مزيد من التفاصيل.يذكر أن منظمي المهرجان الذي بدأ في التاسع من مايو الجاري أقاموا خطاً ساخناً لضحايا التحرش، وأقيمت جلسات نقاش عدة حول قضايا التحرش الجنسي، وعدم تمثيل المرأة على نحو جيد في صناعة السينما.وكانت الفضيحة الأولى تفجرت عندما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» أول تحقيق حول التعديات الجنسية لعملاق الانتاج السينمائي هارفي واينستين بعد تصريحات من روز مكغوين، غينيث بالترو، آشلي جود، كايت بلانشيت والكثيرات من نجمات هوليوود.