لم يكن أحد يعتقد بأن جرائم إيران في سورية واستباحتها لأراضيها وإبادتها لآلاف الأبرياء بالتعاون مع النظام السوري المجرم، سيجد من يتصدى له ويمنعه، فقد ضبطت إيران علاقاتها مع كبار قيادات أوروبا واستندت إلى دولة الإجرام في روسيا، واستفادت من اتفاقيتها النووية التي وصفها الرئيس ترامب بأنها أسوأ اتفاقية في التاريخ، بأن توسعت في احتلال جيرانها وفي تطوير صواريخها الباليستية لتنقض على جيرانها، وتفاخرت باحتلال أربع دول مسلمة، وقمعت شعبها الذي انتفض قبل أشهر عدة بسبب الجوع والفقر وخرج الى الشوارع ليبدي غضبه على نظامه الديكتاتوري التوسعي الذي قاده إلى الهاوية!!لكن الله تعالى أراد أن يدافع عن المستضعفين في الارض وأن يلقن عدوهم درساً لن ينسوه، فسلط عليهم عدوا لم يحسبوا حسابه، قام بالغاء ذلك الاتفاق النووي الممسوخ واستهزأ به، وهدد باعادة العقوبات الاميركية على ايران كما كانت سابقاً!استماتت الدول الأوروبية في محاولتها ثني ترامب عن إلغاء الاتفاق النووي، فقد كان بالنسبة إليها هو الوزة التي تبيض ذهباً، ووقعت أوروبا اتفاقيات مع إيران زادت على 250 مليار دولار لشراء طائرات ومعدات من أوروبا. يكفي شركة إيرباص الأوروبية التي باعت إيران أكثر من مئة من طائراتها الايرباص وشركة توتال الفرنسية وغيرها!وماذا يضير أوروبا من قتل المدنيين الأبرياء في سورية واليمن! إنه الدولار الأخضر الذي يسيل له اللعاب في أوروبا، وحماية إسرائيل من تصنيع السلاح النووي، وليذهب السوريون إلى الجحيم!لم يفعل ترامب ما فعل من أجل خاطرنا أو سواد عيوننا، ولكن قراره جاء استجابة لخاطر نتنياهو وكيانه الصهيوني الذي يدرك حجم المخاطر التي يشكلها النظام الإيراني على المنطقة!أما التهديدات الجوفاء التي أطلقها الرئيس الإيراني روحاني عن إسرائيل والولايات المتحدة بعد إلغاء الاتفاق، فهي لا تتعدى رفس الشاة المذبوحة قبل أن تلفظ أنفاسها، وقد شاهدنا كيف لعبت إسرائيل بالنظام السوري عشرات المرات وقصفت مواقعه العسكرية وقتلت الكثير من الإيرانيين من دون أن يحرك ذلك النظام ساكناً، بل اكتفى في كل مرة بالتهديد بالرد متى أراد!لا شك أن فرحتنا غامرة لقرار ترامب، ونتوقع أن تكون هذه هي بداية النهاية للنظام الإيراني الذي آذى العالم بجبروته وطغيانه!في كل مرة أستمع لخطابات روحاني وظريف - بابتسامته الخبيثة - وهما يتحدثان عن حبهما للسلام ورغبتهما في الخير، فإني أشعر بالاشمئزاز، فنحن نكتشف المؤامرات الإيرانية في كل يوم وسعيهم لزعزعة الاستقرار في منطقتنا، وللأسف أن أوباما قد اعطاهم كل شيء مقابل اتفاقية هزيلة تضمن عدم تطويرهم للسلاح النووي حتى العام 2025، ثم بعدها سيرجعون أشرس مما كانوا عليه. حتى الصواريخ الباليستية التي تطورها إيران في كل يوم - وآخرها عشرة صواريخ جديدة - لا يوجد ما يمنع من إطلاقها على دولنا وتدمير شعوبنا، لأنها ليست من شأن الاتفاقية النووية!