أطلق ملتقى «البيان الأدبي» فعالياته بأمسية شعرية، جاءت تحت عنوان «الشعر سفير الشعوب والقلوب»، وتعاونت مكتبة الكويت الوطنية، في إقامة هذه الأمسية التي شارك في إحيائها الشعراء محمد توفيق، وموضي رحال، وخلف كلكول، ومريم فضل، وحمدان العوفي، وأدارها الكاتب محمد حمود البغيلي. وأوضح البغيلي في تقديمه للأمسية، أن الملتقى حديث في نشأته، وهو يشبه الملتقيات، والأندية والفعاليات الثقافية الأخرى التي تقام على أرض الكويت. مرحبا بانضمام كل المثقفين والأدباء ومن لديه نفس إبداعي إلى الملتقى، من أجل المشاركة في صناعة المشهد الثقافي والأدبي داخل الكويت وخارجها. شاكرا المكتبة الوطنية على تقديمها الدعم والتسهيلات الفنية، والترتيب، والتنظيم للملتقى.وأنشد العوفي قصيدة عنوانها «وادي الرمان»، والتي احتوت على مفردات شعرية متناسقة مع الكثير من المضامين الإنسانية ليقول: أيقنت بأنك ماكرةوحياتك أمكر ما فيكحسن في الخد وفي المجلرسم يغتال محبيكعيناك قصيدة رحال يترنم فيك ويحكيكوألقت رحال قصائد اتسمت بالقوة، والتماسك في ما يخص استلهام المشاعر التي تتوهج حلما ودفاعا عن المقدسات الإسلامية، تلك التي استلهمت فيها رؤى حسية مفعمة بالحضور، ومتناسقة مع الكثير من المعاني المرصودة لتقول: لا تفتحوا تاء الممات وتربطوا تاء الحياةلا تفتحوا للموت بابا لجهل في عقد الطغاةيا قدس عذرا أن جرح الشام صيرنا شتاتماذا سيكتب سابع العوام في عقل الرواة؟ماذا نقول لقادم الأجيال عن حرب الهواة؟وأنشد كلكول بعضا من قصائده، التي تتواصل فيها الرؤى من خلال المفردات الجذلة، والصور البلاغية المحكمة، واللغة الشعرية المنتقاة من الحياة، في أنساق فنية وشعرية جذابة... ليقول في قصيدة «زمن الصبا»:لا حال يبقى كما ترجوه أسماءدوما يجيء وراء البدء إنهاءتمضي السنون وجل القوم في ترفوالعمر يمضي وما في الأمر إرجاء كنت الوسيم الذي تهواه فاطمةوتشتهي وصله دعد وعفراءوفضل، ألقت قصائدها التي تضمنت الكثير من المعاني المكثفة، في أنساق فنية متنوعة، وذات أبعاد إنسانية متشعبة، وبلغة رصينة هادئة... لتقول في نص «الشتاء»:خلقت فصول الكون مؤرقةإلا الشتاء بفصله عذبوقالت في نص «عناقك مربك»:أريدك بالسلام وارتجيهمفأدخل بالسلام على رفاقيعيون الصاحبات عليك دوني ويا قهري لصدك واحتراقي. وتوفيق ألقى قصائد، امتازت بالحضور الشعري الجذاب، بفضل ما احتوته من مفردات حيوية، وذات قدرة عالية على التعبير عن المشاعر بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء، وذلك وفق صور شعرية، متحركة في أكثر من اتجاه، ومنها «لهيب فر من رئتي إليك» و«خانق العطر»... ليقول في القصيدة الأخيرة:يا خانق العطر هل ساءلت أنفاسيعن دكنة تحتوي نبضي وإحساسيغيبتني في سماء لست أعرفهاوكم تريق تباريحي على كاسييا ملهم الطير تغريدا وتسريةعمري يؤرجحه سهدي وآجاسي