أطفأت وزارة الصحة النار التي سرت في الهشيم في تصريحات عدد من النواب بعد انتشار فيديو يوثّق لمراجعات مستشفى العدان جالسات على الأرض في انتظار دورهن للمراجعة.الصور «الصامتة» من دون خبر، باتت خبراً ناطقاً في وزارة الصحة، التي جلت غموض الجلوس على الأرض وقريباً من باب غرفة المراجعة، بل وشكل وزير الصحة الدكتور باسل الصباح لجنة تحقيق لمتابعة الحادثة، والاطلاع على تفاصيلها وحيثياتها، ليس في مستشفى العدان فقط، بل متابعة كل حادثة مشابهة في أي من مستشفيات الكويت، على قاعدة أن صحة المواطنين خط أحمر.ماذا جرى في «العدان»؟مصدر صحي رفيع المستوى اوضح لـ«الراي» أن التكدس الذي حصل أمام عيادات اللجان الطبية يومي الاربعاء  والخميس، على الرغم من توافر الكثير من الكراسي والشاشات الرقمية سببه أن بعض المراجعات يفضلن الانتظار في الممرات لاعتقادهن أن ذلك سييسر لهن عملية المراجعة، علما ان هذين اليومين يشهدان مراجعة ما بين 100 إلى 150 مراجعة، وهذه العيادات تخصص أيام الأسبوع باستثناء الاربعاء والخميس للمراجعات الخاصة بالنساء والولادة.ولفت المصدر إلى أن أعداد المراجعات تزيد أحيانا عن المعدل، غير أن ذلك لا يبرر هذا التكدس في الممرات.وكشف المصدر عن أن وزير الصحة اتخذ إجراءين فوريين، أولهما إضافة كراسي جديدة في اللوبي والردهات المجاورة مع لوحات رقمية، والثاني تنظيم آلية المراجعة على أن تكون حسب التوقيت والمجموعات اي ان تعطى كل مجموعة وقتا محددا كي لا يحضر الجميع في وقت واحد، معلناً أن غداً الأحد ستكون الخطوتان اللتان اقرهما الوزير ناجزتين إضافة إلى بدء تحقيق رسمي لمعرفة أوجه الخلل ومعالجتها فورا. وكان مدير المستشفى بالإنابة الدكتور عادل عبدالرزاق كشف لـ«الراي» أن المراجعات الجالسات على الأرض اخترن مكانهن بمحض إرادتهن، لاعتقادهن أن القرب من باب الغرفة سيسهل الدخول، على الرغم من حيازة المراجعات أرقاماً تسلسلية بأولوية الدور.وأضاف: «إن الجالسات على الأرض لسن في طور المراجعة الطبية، بل من أجل مراجعة لجان المجلس الطبي، للحصول على تقارير متنوعة، سواء كانت إجازة طبية أو إجازة أمومة، أو تقريراً بضرورة تغيير طبيعة العمل لدواع صحية، وهذه المراجعة تتم بناء على أرقام توزع على المراجعات وفق أولوية الحضور». وأوضح أن سبب عدم التعاطي مع المراجعات والطلب منهن الجلوس على المقاعد، يعود إلى مراعاة كونهن نساء، ما يفرض التعامل معهن بكياسة ولباقة.ولفت عبدالرزاق إلى أن مسؤولين في وزارة الصحة ستكون لهم زيارة أسبوعية يومي الاربعاء والخميس المصادفين لانعقاد لجان المجلس الطبي، ليعاينوا على الطبيعة آلية سير المراجعات.وشدد عبدالرزاق على أن وزارة الصحة حريصة بكل قيادييها وأطقمها الطبية والتمريضية والإدارية على حسن تقديم الخدمات، وتأمين الراحة للمراجعين والمراجعات، حرصاً من الوزارة على الصحة العامة، وفوقها حرصها على كرامات الناس، من بوابة أن الاثنتين خط أحمر.وكشف عبدالرزاق أن وزارة الصحة تعمل جاهدة على إنشاء مستشفى الأمومة الأمر الذي سيساهم في الحد من الازدحام وتخفيف أعداد المراجعين للمستشفى.وتفاعل عدد من النواب مع القضية، فقال النائب الدكتور محمد الحويلة? «ساءني فيديو مستشفى العدان? وكيف تكدّس المستشفى بالمراجعين دون تنظيم»، مؤكداً «أننا لا نقبل أن يكون هذا حال الخدمات الصحية في ?الكويت ولا نقبل للكويتيين والمقيمين مثل هذا الوضع، وسأتابع الموضوع بسرعة مع وزير الصحة ووكيل الوزارة ومدير منطقة الأحمدي الصحية ومدير المستشفى».وطالب النائب الدكتور عبدالكريم الكندري وزير الصحة، بفتح تحقيق عاجل مع ادارة مستشفى العدان، كما اعتبر النائب طلال الجلال، أن «انتظار المراجعين بهذا الشكل المهين في المستشفى أمر غير مقبول في بلد مثل الكويت»، ودعا إلى «إجراء تحقيق فوري ومحاسبة المتسببين فيه، وإجراء التوسعات اللازمة للمستشفى، وبناء مستشفيات أخرى لتخفيف الضغط عنها».