الرياض، واشنطن - وكالات - أبدى وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو تشدداً تجاه إيران، متهماً إياها بالعمل على «زعزعة استقرار» المنطقة، كما شدد على أهمية وحدة دول الخليج، في حين دعا نظيره السعودي عادل الجبير إلى «تحسين» الاتفاق النووي مع طهران وفرض المزيد من العقوبات عليها.جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك بين الوزيرين، بعد محادثات أجراها بومبيو مع كبار المسؤولين السعوديين، في الرياض، أولى محطات جولته الإقليمية الأولى التي تشمل أيضاً إسرائيل والأردن.والتقى بومبيو الذي وصل بعد ظهر أول من أمس إلى الرياض، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وكذلك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على مأدبة عشاء.وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أنه جرى خلال اللقاء بين الملك سلمان وبومبيو، أمس، «استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وبحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة تجاهها».إيرانوقال الوزير الأميركي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي إن إيران تعمل على «زعزعة المنطقة، وتدعم الميليشيات والجماعات الارهابية، وتعمل كتاجر سلاح إذ إنها تسلح المتمردين الحوثيين في اليمن، وتقوم بحملات قرصنة إلكترونية. وتدعم نظام الأسد القاتل».وأضاف «على العكس من الادارة السابقة، نحن لا نتجاهل إرهاب إيران الواسع النطاق»، واصفاً إيران بأنها «أكبر راعٍ للإرهاب».وأكد بومبيو أن الاتفاق النووي المبرم بين إيران والدول الست الكبرى في يوليو من العام 2015 «بشكله الحالي» ليس كافياً لضمان عدم حيازة ايران لسلاح نووي، وألمح مرة أخرى إلى استعداد الرئيس دونالد ترامب للانسحاب من الاتفاق.وأضاف «سنواصل العمل مع حلفائنا الاوروبيين لإصلاح هذا الاتفاق، ولكن في حال عدم التوصل إلى اتفاق، فإن الرئيس قال انه سينسحب من هذا الاتفاق»، في إشارة إلى المهلة التي حددها ترامب للحلفاء الأوروبيين لتحسين الاتفاق، وتنتهي في 12 مايو المقبل.وشدد على ان الاتفاق أخفق في تحقيق الاعتدال بتصرفات ايران، معتبراً أن الأخيرة أصبحت تتصرف بصورة أسوأ منذ توقيعه.من جانبه، دعا الجبير إلى «تحسين» الاتفاق النووي مع ايران.وقال «تؤيد المملكة العربية السعودية جهود تحسين الاتفاقية النووية الايرانية، نعتقد أن المدة التي يكون فيها حد لكمية تخصيب اليورانيوم يجب أن تُلغى وتكون بشكل أبدي. كما نعتقد أنه يجب أن يكون هناك تكثيف في موضوع التفتيش» للمنشآت النووية الايرانية.ودعا الجبير إلى تشديد العقوبات على ايران، قائلاً «نعتقد أن المشكلة الايرانية يجب أن يكون التعامل معها عن طريق فرض المزيد من العقوبات... لانتهاكاتها القرارات الدولية المتعقلة بالصواريخ البالستية، ودعمها للارهاب وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة».وإذ أكد أن السعودية تؤيد سياسة ترامب تجاه إيران، وهناك تطابق في العديد من الملفات بين واشنطن والرياض، أشار الجبير إلى أن المحادثات «استعرضت تحديات المنطقة في لبنان وسورية، ودعم العراق، والتدخلات الإيرانية السلبية، إضافة إلى الأوضاع في اليمن، وجهود دعم دول الساحل الأفريقي، والتعامل مع الأزمة في ليبيا».اليمن والخليجوفي الشأن اليمني، أكد الوزير الأميركي أن هناك توافقاً مع السعودية على أهمية الحل السياسي للأزمة المستمرة منذ سنوات، بيد أنه شدد في الوقت نفسه على أن الولايات المتحدة «تدعم السعودية في الحرب ضد الحوثيين الذين يهددون الملاحة في البحر الأحمر وأنها مستعدة للوقوف مع السعودية لضمان استقرارها».وأشاد بالإصلاحات الاقتصادية التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان وبـ«رؤية 2030»، معتبراً أنها ملهمة للولايات المتحدة.وبشأن الأزمة بين قطر والدول الأربع المقاطعة لها (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، قال بومبيو: «شددت أمام وزير الخارجية على أن وحدة الخليج ضرورية. نحتاج الى تحقيقها».وفي تصريحات أدلى بها لاحقاً على متن الطائرة بعد مغادرته السعودية، أكد الوزير الأميركي أن على الدول الخليجية التوصل الى وسيلة للمصالحة، قائلاً: «سيتوصلون الى وسيلة (للمصالحة). أعتقد أن جميعهم يوافقون على أن من مصلحة الجميع ان تتوصل دول الخليج الى وسيلة لتتوحد. لدينا تحد مشترك هو ايران واعتقد أنهم جميعاً يدركون ذلك».وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن بومبيو وجّه رسالة إلى السعودية يحضها فيها على إنهاء الأزمة مع قطر بهدف توحيد جهود الحلفاء في دول مجلس التعاون الخليجي بمواجهة التحديات في المنطقة.كما أكد مسؤولون أميركيون أنهم لا يلقون باللوم على أي من الاطراف، لكنهم يرغبون في أن تحل الرياض والدوحة الخلاف بأنفسهما.من جهته، قال براين هوك المستشار السياسي لبومبيو «نحض العالم على معاقبة أي أفراد أو كيانات مرتبطة ببرنامج إيران الصاروخي»، موضحاً أن ذلك كان جزءاً كبيراً من المناقشات مع الأوروبيين.وأضاف «الصواريخ الإيرانية تطيل أمد الحرب (في اليمن) والمعاناة في الشرق الأوسط وتهدد أمنننا ومصالحنا الاقتصادية وتهدد بشكل خاص السعودية».مكافحة الإرهابوخلال المؤتمر الصحافي، أكد بومبيو ضرورة أن تقود الدول الاسلامية جهود مكافحة التطرف والعنف.ودعا في هذا السياق الدول الاسلامية الى ضرورة مواجهة أشكال الإرهاب كافة، معرباً عن ثقته بالسعودية لتكون في مقدمة تلك الدول الداعمة لجهود مكافحة الارهاب.وكانت الناطقة باسم الخارجية الأميركية أكدت، مساء أول من أمس، أن للسعودية دوراً قيادياً مهماً في العمل نحو مستقبل سلمي ومزدهر في المنطقة، معتبرة أن الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والسعودية تعمل على تحقيق هذا الهدف للمنطقة.