أعرب عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق عن المخاوف من أن تكون أولوية الصراع لدى حركة «فتح» والسلطة الفلسطينية متبلورة في إنهاء حكم حركته وقوتها في قطاع غزة.وقال أبو مرزوق لـ«الراي»، إن «حماس» تخشى أن تكون «فتح» والسلطة تسعيان «لتحييدها عن جوهر الصراع، ما سيؤدي إلى إضعاف المواجهة مع الاحتلال وغياب المشروع الوطني الجامع وهذا يؤدي بالضرورة إلى أن يجعل مواجهة إسرائيل ومخططاتها مسألة ثانوية ومواجهة حماس هي الأولوية».ورداً على طلب الرئيس محمود عباس بشأن تسليم القطاع من الألف إلى الياء، بما في ذلك الوزارات والدوائر والأمن والسلاح، اعتبر أبو مرزوق أن «أحد أهم معوقات تنفيذ المصالحة الفلسطينية هو غياب الإرادة لدى (فتح) وبالتحديد لدى عباس، ووجود مركزية تامة في قرارات الحركة بحيث تلغي أي رأي آخر مخالف لرأيها».وأضاف أبو مرزوق: «الأمر لدينا في الحركة محسوم بأن ما لم يأخذه الاحتلال بالحرب لن يأخذه عبّاس بالتجويع، ولا شيء اسمه تمكين حكومة بل تشكيل حكومة توافق أو وحدة وطنية يراقب المجلس التشريعي أداءها، ولا يوجد شيء اسمه تسليم واستلام فـ(حماس) تنظيم منتخب من الشعب لا قوة احتلال ليستلم منها»، مؤكداً أن حركته لن تشارك في دورة المجلس الوطني بصيغته القديمة.في غضون ذلك، كشفت مصادر أن عباس، أمر حكومته وسلطة النقد، بالاستعداد لفرض رزمة من العقوبات الجديدة على غزة بداية من مايو المقبل، وقبل حلول شهر رمضان المبارك.من جهة أخرى، أكد عباس أنه لن يسمح للرئيس الأميركي دونالد ترامب أو غيره بأن يقول إن القدس عاصمة لإسرائيل.وقال لدى لقائه وفداً طبياً عربياً في رام الله، أول من أمس، «لن نسمح كذلك لأي دولة بنقل سفارة بلادها إلى القدس قبل الحل، وعندما يأتي الحل، فإن القدس الشرقية لنا والقدس الغربية لهم، والقدس الشرقية مهد الديانات الثلاث الإسلامية والمسيحية واليهودية».كما تلقى عباس اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، استعرض خلاله الجانبان آخر المستجدات السياسية على الساحة الفلسطينية.وخلال هذا الاتصال الهاتفي، شجع الرئيس الفرنسي «الجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية وحماس، بدعم من مصر، من اجل مصالحة بين الفلسطينيين ضرورية لبناء قواعد دولة موحدة».وتطرق الرئيسان أيضاً إلى «الوضع المقلق في غزة»، إذ اعتبرت الرئاسة الفرنسية أنه «لا بد من إنهاء الازمة الانسانية التي يشهدها قطاع غزة عبر نهاية الحصار ورفع القيود وكذلك عبر ضمانات امنية صادقة بالنسبة الى اسرائيل».كذلك، اشاد ماكرون بما اعلنته القمة العربية في 15 ابريل الجاري لجهة «دعم حل الدولتين مع القدس عاصمة وتكرار دعم المبادرة العربية للسلام (التي اطلقت) العام 2002».واضافت الرئاسة ان فرنسا ستواصل «جهودها من اجل حل تفاوضي بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وهو السبيل الوحيد لسلوك طريق السلام مجدداً».في سياق منفصل، هدد وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس باستهداف قادة «حماس»، إذا نفذت الحركة عمليات ضد أهداف إسرائيلية في الخارج، وذلك رداً على اتهام أسرة الأستاذ الجامعي الفلسطيني فادي البطش لـ«الموساد» باغتيال ابنها في ماليزيا.ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن كاتس قوله، «أنصح (رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل) هنية وزملاءه أن يفكروا ألف مرة قبل ذلك (تنفيذ عمليات في الخارج)، عمليات مثل هذه تعيدنا إلى سياسة الاغتيالات»، مشيراً إلى أن «غزة أقرب بكثير من ماليزيا».توازياً، نفى وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس، الاتهامات بأن يكون «الموساد» وراء اغتيال البطش، مشيراً إلى أن عملية قتله كانت عبارة عن «تصفية حسابات». وقال ليبرمان للإذاعة الإسرائيلية إن البطش المنتمي إلى «حماس»، «لم يكن قديساً وتصفية الحسابات في أوساط المجموعات... والفصائل المختلفة أمر نشهده طوال الوقت»، مشيراً إلى أن مهمة البطش كانت تطوير مدى ودقة الصواريخ. وأكد أن إسرائيل لن تسمح بإدخال جثمانه كي يدفن في غزة، وأنه «طالب الجانب المصري بعدم السماح بذلك عبر معبر رفح».لكن السفير الفلسطيني لدى ماليزيا أنور الأغا، أكد أن جثمان الأكاديمي سينقل بتعليمات من عباس للقطاع عبر معبر رفح الحدودي بعد موافقة السلطات المصرية، ليدفن بمسقط رأسه في بلدة جباليا بغزة.وكان الطب الشرعي في ماليزيا أعلن، أمس، عن تشريح الجثمان، غداة استشهاد البطش أثناء توجهه للصلاة في المسجد القريب من منزله، بمدينة جومباك شمال كوالالمبور.
خارجيات
ليبرمان نافياً تصفية البطش: لم يكن قدّيساً ولن نسمح بدفن جثمانه في غزة
أبو مرزوق لـ «الراي»: ما لم تأخذه إسرائيل بالحرب لن يأخذه عبّاس بـ... التجويع
04:36 م