يصعب على أي كاتب الكتابة عن الشؤون الداخلية في البلد بشفافية وصراحة، لأن هنالك خطوطاً حمراء كثيرة لا يمكننا تخطيها، ولكن لا بد من كسر بعض تلك الخطوط وفتح المجال للناس للنقاش حول القضايا التي تهمهم وتتحكم في حاضرهم ومستقبلهم!منذ التشكيل الأخير للوزارة في الكويت، وقد شعرنا بأن هنالك ترتيبات مهمة قادمة في الطريق، واستمعنا إلى بعض الشخصيات التي لها وزنها في الكويت تتحدث عن تغييرات قادمة قريباً، والحقيقة أن الجميع يرحبون بالتغيير الإيجابي ويتمنون أن يتغير نمط إدارة الحكومة بعد أن مضت فترة طويلة على وتيرة واحدة، حدث خلالها إخفاقات كثيرة وتراجع كبير في مجالات حيوية، بل وأزمات نيابية حادة كادت تعصف بالمجلس.لقد كان النائب يوسف الفضالة الأكثر صراحة عندما بيّن بأن الكل يعلم بأن الشيخ ناصر صباح الأحمد هو رئيس الوزراء القادم، لكن المجلس طلب شطب كلماته لأنها تتخطى الأعراف المطلوب المحافظة عليها في ظل وجود رئيس للحكومة حالي ويؤدي مهامه!بالطبع فقد شاهدنا تسارعاً في تقديم الاستجوابات من بعض النواب وكأنما هو تمهيد للتشكيل الوزاري القادم، فاستجواب لوزير النفط من عشرة محاور واستجواب للشيخ جابر المبارك وصفته جريدة «الراي» بأنه «استجواب الإسطبل»، والذي جاء بعد جلسة الثلاثاء الماضي التي شهدت إثارة فضيحة غسيل المجلس الأولمبي الآسيوي وإحالة الحكومة الملف إلى النيابة.أما الاستجواب الثالث، فالذي وعد النائب صالح عاشور بتقديمه إلى وزيرة الشؤون، وهو الاستجواب الثالث لها خلال فترة قصيرة.قام الشيخ ناصر صباح الأحمد بتقديم تصور طموح لرؤية الكويت العام 2035 وتوسع في شرح خطته لتطوير الجزر ومدينة الحرير، ولا شك أن تلك الرؤية تعتبر طموحة وواعدة، لكن تبقى هناك نقاط غامضة لا بد من جلائها حول مصادر تمويل مشروع تطوير الجزر ومدينة الحرير، وحول حجم العمالة الكبير الذي تعد الخطة بخلقها من خلال تلك المشاريع!كما قام الشيخ ناصر بتوثيق علاقته بالجميع وتلبية الدعوة لزيارة كل من طلب زيارته، ولم يكن له صدامات مع أحد، وهي نقاط إيجابية لا بد من توافرها لكل قيادي يقود البلد!لكن لا بد أن ندرك بأن المرحلة المقبلة في تاريخ الكويت حساسة وتتطلب رؤية واضحة لحل جميع مشاكل البلد، لا سيما قضايا الجناسي و«البدون» وتأخر حسم الكثير من القوانين وانتشار الفساد، الله يعين الشيخ ناصر ويسدد خطاه!البيت بيت أبونا...لقد كنا نخشى من التدخل السافر للسفارة الفيلبينية في شؤوننا الداخلية ونشعر بأن أسلوبنا في التعامل مع الرئيس الفيلبيني ومع السفارة الفيلبينية فيه ضعف كبير ورضوخ لا مبرر له لإملاءاتهم، لكن ما تم كشفه أخيراً من قيام السفارة الفيلبينية بمصادرة سلطة الداخلية وتهريب الخادمات من بيوت كفلائهن، هو اختراق واضح للقوانين وتعد على سلطة الدولة ولا بد من وضع حل له لكي لا تصبح الكويت غابة يفترس فيها القوي الضعيف!لقد طفنا جميع بلدان العالم، فلم نجد دولة أحن من الكويت على عمالتها ولا أكثر حسناً في التعامل معهم، وأذكر في زياراتنا لبعض دول الخليج قابلنا الكثير من العمالة الأجنبية يتمنون أن نجد لهم إقامات في الكويت لما سمعوه من حسن المعاملة. كان عندي خادمتان فيلبينيتان قررتا الهرب إلى سفارتهما التي خصصت بيتاً خاصاً للخدم الهاربين من كفلائهم، ولكن بعد أيام عدة وصلت الخادمتان إلى سفارتهما واتصلتا بي من أجل تأمين رجوعهما إلى بيتي بعد ما لقيتا من معاملة في سفارتهما.
مقالات
نسمات
الله يعين الشيخ ناصر!
01:30 ص