عن عمر يناهز الـ 92 عاماً، رحلت صديقة الكويتيين باربرا بوش زوجة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب، ووالدة الرئيس الأسبق الأميركي جورج بوش الابن، التي أولت اهتماماً خاصاً بملف تحرير الكويت، وتابعت باهتمام استثنائي قضية الأسرى الكويتيين لدى العراق، تاركة إرثاً سياسياً وتاريخياً حافلاً. وبالإضافة لاهتماماتها الإنسانية، فقد عرف عن الراحلة، التي اختارت قبل أيام من وفاتها إيقاف العلاج الطبي والاكتفاء بالمسكنات، اهتمامها ببيتها وتربية أبنائها حيث كانت ربة منزل من الطراز الأول. باربرا التي عاشت في أسرة معجونة بالسياسة، ولدت في يونيو 1925 في ولاية نيويورك وجمعتها الأقدار مع رفيق دربها جورج بوش الأب وهي ابنة السادسة عشرة ليتزوجا بعد ذلك بثلاث سنوات وينجبا ستة أبناء، من بينهم جورج دبليو بوش الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة بين عامي 2001 و2009، وجيب بوش الذي كان حاكما لولاية فلوريدا بين عامي 1999 و2007 ومرشحا للانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2016.الأمين العام الأسبق لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبدالله بشارة قال في تصريح لـ«الراي»:«قابلت الراحلة في مناسبات عدة منذ أن عمل زوجها مندوباً لبلاده في الأمم المتحدة، وتميزت ببساطتها وتفاؤلها وتفاعلها مع الحياة بشكل إيجابي».وتابع «كانت تنظر بمنظور إنساني ولديها حس تعايشي مع جمال الحياة، وعندما تدرج زوجها في المناصب حتى وصل لمنصب الرئيس لم يؤثر ذلك على تواضعها وتفاعلها مع البسطاء». وزاد«مجد السلطة كان بين يديها لكنها لم تنظر له، وعندما حدث الغزو العراقي تفاعلت مع الأمر وكأنها نشأت فوق تربة الكويت وعاشت في مناخها وعلى سواحلها».  واختتم «كانت تقف وراء زوجها وتدعمه وتؤكد أن زوجها متفائل بتحرير الكويت وأنها ستعود لأهلها وذلك كان قبل البدء في عملية التحرير، وعندما أتت إلى الكويت بعد خسارة زوجها في الانتخابات، وكنت ممن استقبلها أنا وزوجتي، ولم تظهر عليها آلام الخسارة واستمرت بهذه الروح حتى في مرضها».أستاذ العلوم السياسية الدكتور شملان العيسى الذي أبدى حزنه لرحيل سيدة أميركا الأولى السابقة، طالب الكويت بأن تسمي مدرسة مميزة باسم باربرا بوش تقديراً لدورها في دعم القضايا الكويتية. وتابع في تصريح لـ«الراي»، «كانت تتصرف من منطلق انساني ووقفت مع الكويت في محنتها وكانت صديقة للكويت والكويتيين ويجب تخليد ذكرى الراحلة التي لم تهتم فقط بالقضايا الأميركية وإنما اتسعت دائرة اهتمامها لتشمل القضايا الدولية».