مد عدد من النواب يد التعاون أمس الى النائب الاول لرئيس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر الصباح، الذي أكد أن برنامج عمل الحكومة المقدم إلى مجلس الأمة سيكون محل اهتمام بالغ ومتابعة حثيثة ضمن إطار تعاون دستوري وبناء، يكفل الشراكة الوطنية بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.وعن مشروع تطوير شمال الكويت والجزر انسال الكلام، واختلط السياسي بالاقتصادي، إلى درجة أن النائب الدكتور جمعان الحربش الذي أكد للشيخ ناصر أن نظام الإدارة في الحكومة الحالية لا يساعده على التطوير والإنجاز، دعاه الى «إدارة تحالفاتنا بطريقة تختلف عن السابق، وعن فترتي الغزو والتحرير، والبحث عن تحالفات جديدة».وقال الشيخ ناصر إن الحكومة «تعمل على تنفيذ برنامج عملها بالمستوى المطلوب، وبما يعود بالنفع على الوطن والمواطن ويحقق كل الأهداف في التنمية الاقتصادية والاجتماعية».وأوضح أن على رأس أولويات المرحلة المقبلة «تطوير وإصلاح وحوكمة الإدارة الحكومية في إطار برنامج إصلاحي تطوري تنفيذي فعال، يهدف إلى رفع كفاءة الأداء المؤسسي والبشري في الوزارات والأجهزة الحكومية وترشيد نفقاتها لتمكينها من أداء خدماتها بفعالية وكفاءة، والتصدي لكل أشكال الفساد من خلال برنامج تنفيذي للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، وتحسين بيئة الأعمال والمناخ الاستثماري بما يسهم في تكامل القطاعين العام والخاص ولجذب الاستثمار الأجنبي».وبيّن الشيخ ناصر أن من هذه الأولويات أيضا «إصلاح منظومة التعليم وإعادة هيكلة مؤسساته ورفع جودته، والتوسع في الخدمات الصحية والطاقة الاستيعابية للمؤسسات والمنشآت الطبية وتحسين جودة خدماتها، وتطوير أداء المؤسسة العامة للرعاية السكنية في قطاع الإسكان، وفي إطار استراتيجية متكاملة للتنمية العمرانية والإسكانية».وأضاف أن «الأولويات شملت أيضا تطوير منطقة شمال الكويت والجزر في إطار مشروع متكامل، يهدف إلى تحويل هذه المنطقة والجزر الكويتية إلى دعامة للاقتصاد الوطني، وعلى نحو يسهم في تنويع القاعدة الاقتصادية بخلق أكثر من 200 ألف فرصة عمل وعوائد استثمارية تسهم في تنويع مصادر الدخل». وأعرب عن تطلع الحكومة الى استقطاب مشروع تطوير جزيرة (بوبيان) ومنطقة (الحرير) استثمارات قدرها نحو 450 مليار دولار في حالة توفير المناخ القانوني المناسب للمستثمر، معلنا: «أود أن أؤكد ان مبلغ 450 مليار دولار هي ليست استثمارات الدولة، بل ان المنطقة سوف تستقطب أكثر من 450 مليار دولار إذا استطعنا تحقيق القانون المناسب للمستثمر والساكن»، شاكرا النواب على تعقيباتهم أثناء مناقشة برنامج عمل الحكومة، مشيرا إلى انه استمع من الأعضاء «إلى كل ما من شأنه أن يفيد ويساعد الكويت على التحول إلى الأفضل».و في المداخلات النيابية، طالب النائب علي الدقباسي الشيخ ناصر الصباح بـ«التخلص من الشلليين وبائعي الكلام، هناك من يريد الكيكة وربما يجهض مشاريع من أجل مصالحه».وأكد أن «الكويت كلها مع الحلم ولكن الواقع مختلف، تخلصوا ممن يمصون الدولة ومن يعقدون الأمور، نريد أن نرى الحلم ونستعيد ثقة الناس. يا شيخ ناصر امض على بركة الله، الناس كلها مع الحلم، كلها سوف تهتف، لا عليك ممن يحبطونك، معك مجلس الأمة كلّه ويّاك».وشكر النائب عادل الدمخي الشيخ ناصر على «تحمله عبء التخطيط وعبء مجلس الوزراء»، معلنا «نحن معك يا شيخ ناصر في كل تطبيق، لكن مع المحافظة على قيمنا وهويتنا».وقالت النائبة صفاء الهاشم إن «المواطن مستعد أن يعطيك عينه بس قدم له خدمات».  وخاطب النائب الدكتور عبدالكريم الكندري الشيخ ناصر بالقول:«استيقظ حتى تحقق حلمك، واستمع الى (كابوس 2018). نحن فقدنا الثقة في كل شيء. كل واحد يدرس في الخارج ويشتري بيتا في الخارج ويحتفظ بالسيولة في الخارج وكأننا دولة موقتة».وأضاف «الأمن السياسي أيضا مفقود وهناك جمود في العمل البرلماني وصراعات أسرة الحكم مكشوفة وتؤثر على كل شيء، ان لم نصح من الكابوس فلن نحلم. الكويت وشعبها تلقوا خبر دخولك الحكومة بانتعاش وفرح، والعبء عليك صار أكبر، وبقدر ما نستطيع سنساعد على تحقيق الحلم، لكن يتوجب الانتهاء من الملفات حتى نعيش معك الحلم. مشروع الجزر هو الحلم (اللي أنت شايله) ومن حق الجميع أن يعرف تفاصيله، هل هو خاضع للمحرمات الدولية أم لسيادة الكويت، لماذا الذهاب الى جزيرة بين ايران والعراق، هذه منطقة غليان. أتمنى أن نقاتل يا وزير الدفاع من أجل هذا الحلم، حلم كويت جديدة، لكننا لم نزل نعيش الكابوس».وقال النائب الحربش إن «الكويت نجحت في النأي بنفسها عن الأخطار الخارجية بسبب السياسة الخارجية المتوازنة»، وخاطب الشيخ ناصر الصباح بقوله: «يا شيخ ناصر إن نظام الإدارة في الحكومة الحالية لا يساعدك على التطوير والإنجاز، ولا بد من إصلاح النظام الانتخابي، وليأت رئيس الوزراء ضمن غالبية نيابية تضمن له العمل وليس الابتزاز».واعتبر الحربش أن «الكويت هي الحلقة الأخطر ضمن الصراعات الموجودة إقليميا، ولا بد أن ندير تحالفاتنا بطريقة تختلف عن السابق وعن فترة الغزو والتحرير، في ظل الابتزاز الذي تتعرض له دول الخليج، لذلك لا بد من إعادة النظر في قضية التحالفات، ونحن في حاجة الى البحث عن تحالفات جديدة والكويت جديرة بذلك فهي مميزة بالسياسة الخارجية».ورأى الحربش أن «واقع المنطقة ملتهب، ومن يعتقد بأن تحويل الكويت الى منطقة جاذبة للاستثمار غلطان، فالأموال تخرج من المنطقة ولا تدخلها»، معتبرا أن «القطاع الخاص على الرغم من اهميته إلا أنه في الكويت محتكر». ووجه سؤاله الى الشيخ ناصر «نحن لدينا مشكلة في الإدارة فكيف ستتفرغ لهذا المشروع وأنت وزير دفاع، هل ستتفرغ للمشروع أم لواسطاتنا في وزارة الدفاع؟».