أقام بيت الشعر الكويتي بالتعاون مع رابطة الأدباء الكويتيين ومؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية أمسية شعرية أحياها ثلاثة شعراء، هم: نادي حافظ وعبدالعزيز المشاري وجابر النعمة، وأدارها الشاعر هشام الموسوي.والفعالية- التي أقيمت في مسرح الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح في رابطة الأدباء- شهدت حضورا متميزا للكلمة التي تناولها الشعراء الثلاث، في أنساق شعرية متنوعة وذات أبعاد إنسانية جذابة، عبر لغات- رغم اختلاف معانيها وعناصرها- إلا أنها اتفقت على مفهوم واحد مفاده الإنسانية، بكل ما تحمله من معان راقية وأفكار تحلق في فضاءات من الجمال والرقي.واستهلت الأمسية بقصائد حافظ التي تناغمت فيها الرؤى بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء، بفضل ما احتوته هذه القصائد من مفردات ذات خصوصية واضحة، وبدأ حافظ بحديثه عن بيت الشعر الكويتي الذي كسب الرهان- منذ بداية انطلاقه- واستطاع أن يتحول إلى منصة تتقاطع فيها كل أشكال الشعر ومدارسه، ثم قرأ قصيدتين، عبارة عن مقاطع بين كل مقطع فترة صمت، القصيدة الأولى عنوانها «رسائل طائشة» يقول فيها:عندما تصحو من نومكستجد رسالة أنيقةفي صندوق البريد من شخص لا تعرفهاعتاد كل خميس أن يبعث واحدة لحبيبتهالتي اختفت قبل سنواتلكنه ظل يتابع رسائله في مواعيدهاعلى عناوين عشوائيةعلى أمل أن تصلهاواحدةقبل أن يموتوجاءت القصيدة الثانية تحت عنوان «ربما انفعلت بلادي»، بينما ألقى حافظ قصيدته المتميزة «لست يوسف»، والتي كشف فيها وجعه: «لا أنت واحدة/ إذا عدت سماواتي/ ولا هذي البلاد/ رأت جنوني واشتعالي/ فابعدي عني قليلا كي أراك».وأنشد حافظ قصيدة «مئذنة بتول»... لي فيك سنبلة الرؤىتعبت تخزنها الفصولولي الغرام إذا مشىفي الأرض موال يسيلولي اشتعال غمامتين سقاهما بالشعر نيلوألقى الشاعر مشاري قصائده، التي اتسمت بالرقي، والتواصل مع مختلف القضايا والأمور المتعلقة بالإنسان، كي ينشد بعضا من أحلامه وذكرياته... وعلى إيقاع وجع القدس، جاد بقصيدته «تفاءلوا للقدس»... يا قدس أقصاك أقصانا وشتتناصوت المآذن في شتى النداءاتفكل مئذنة تغتال مئذنةونحن نغتال أصوات السماواتالضاد مؤتلف والفكر مختلفيا ضاد ضم الضحى ضوءا لضاداتيواسترسل الشاعر في وصف آلامه، ليقول في أبيات أخرى:وإن يقولوا لنا في القدس منزلناوحق ذكري وإنجيلي وتوراتيبأنهم دخلوا وما نزلواأرض القلوب فيا قبح البداياتتفاءلوا... ننتهي والبدء منتظروقد دنونا معا نحو النهاياترصاصة الطفل دمع وسط أعينهودمعة الأم... رعب البندقياتواستغرق النعمة في وصف مشاعره، بمفردات ذات إيقاع إنساني متواصل مع الواقع والخيال معا ليقرأ قصائده، بنبرة شعرية متناغمة مع استغراقه في الحلم ليقول في إحدى قصائده:خيروه بين أن يسجنوهوأن يسجنوا لغتهفي كتاب قديمفاستغاثوفجر أسئلة:«هل لحاضري المتمزق ماض؟أمستقبل للخراب المسمى هنا وطناهل هناك فرق للغريب المشوه مثليبين أن يتشرد في الطرقاتوأن يسجن»؟ويتبدى العشق في تجلياته متوهجا... والشاعر يصف الشعر الذي يراه مرضا، ثم السؤال الذي يلح من دون أن يجد له إجابة:مرض مزمن اسمه الشعرصرخة يأس على خط هذا الزمانوسؤال يلح ولا ينتهيكيف أزمن هذا المكانوعلى هامش الأمسية، أشاد رئيس اتحادي الإعلاميين والمبدعين العرب الأديب أحمد نور، بدور رابطة الأدباء، في إثراء الحياة الثقافية بالمزيد من الأنشطة والفعاليات ومنها بيت الشعر الكويتي، مؤكدا أن «في البدء كانت الكلمة وهي التي سطرت قدر الزمان، فالزواج والعتق كلمة». ثم قدم اتحاد المبدعين العرب شهادة تقدير لرابطة الأدباء الكويتيين متمثلة في أمينها العام الباحث طلال الرميضي، وفي المقابل كرم الرميضي نور بدرع تكريمية.
محليات - ثقافة
خلال أمسية «بيت الشعر الكويتي» في رابطة الأدباء
حافظ والمشاري والنعمة... أنشدوا قصائد ملامحها الحلم
النعمة والمشاري والموسوي وحافظ في الأمسية (تصوير طارق عزالدين)
07:00 ص