| حاورها حمود العنزي | «وقعتُ في فخ الاكتئاب عقب رحيل الباروني». هكذا أماطت الفنانة سماح النقاب عن الحالة النفسية الصعبة التي أحدقت بها على إثر وفاة زميلها في الفن والحياة الفنان عبدالله الباروني، موضحةً أن الظروف صبت في مصلحتها، إذ طُلب منها المشاركة في مسرحية «12:00» ضمن مهرجان «أجيال المستقبل 29» قبل العرض بأيام، بعدما اعتذرت بطلة المسرحية، فقبلت الدور بلا تردد طمعاً في أن يساعدها على التعافي، وهو ما تحقق بالفعل، إلى جانب أن المسرحية حازت رضى الجمهور. «الراي» تحاورت مع سماح، فتحدثت عن كثير من زوايا الفن وقضاياه، مسرحياً وإذاعياً وتلفزيونياً، ورؤيتها في اختيار أعمالها.

• شاركتِ في مسرحية «12:00» ضمن فعاليات مهرجان «أجيال المستقبل 29» قبل العرض بأيام... فهل كان هذا إنقاذاً لموقف؟- بالفعل، كانت مشاركتي إنقاذ موقف... وهذه أول مرة في مسيرتي، أحل في عمل ما كبديلة، إذ لم يحدث هذا الأمر سواء في بداياتي أو بعد عودتي، لكنني اعتبرت أن الظروف أتت في مصلحتي، حيث اعتذرت الفنانة لولوة الملا عن مواصلة العرض، لذا كلموني، ورُشِّح للدور أكثر من اسم، لكن فريق العمل أيد وجودي.• وكيف وجدت نفسك خلال العمل... هل وجدتِ اختلافاً لأنه كوميدي؟- هناك اختلاف بالفعل... وتدربت في أيام قليلة جداً، لكنني تأقلمت سريعاً مع فريق العمل، وهو كوميدي ودوري كذلك يدور في الإطار ذاته، وفي هذا الوقت القصير استطعنا جميعا التأقلم والتنسيق والعمل في انسجام.• كنتِ قبل هذا العمل تحديداً في حالة نفسية سيئة جداً من جراء رحيل زميلك وصديق الفن عبدالله الباروني، فهل أخرجك العمل من حالتك؟- بالفعل حزنت بشدة على أثر رحيل الباروني... إلى حد أنني وقعت في حالة من الاكتئاب. وعندما حدَّثني مُخرج العرض مشاري المجيبل كي أشارك معهم، لم أتردد في قبول الدعوة... ووافقت على الفور طمعاً في ان أخرج من حالتي النفسية، وفي نهاية المطاف يقتنع المرء بالواقع وسنة الحياة، ففي الأخير عبدالله الباروني رحل إلى دار الحق، وذهب إلى مكان أفضل بلا أي شك.• هل نتحدث عن نشاطك في الإذاعة؟- متواصلة في تقديم برنامجين. كما أن هناك مسلسلات ثابتة كأعمدة الوزارة مثل «نجوم القمة» وغيرها، وهي أعمال تتيح لنا الإطلال عبر الميكروفون على مدار العام، حيث نلتقي ونتواصل مع الجمهور المتابع لهذه الأعمال.• وهل هناك مسلسلات إذاعية خاصة في شهر رمضان الفضيل؟- خلال الفترات المقبلة ستظهر الخيوط بوضوح. ويتم التنسيق خلال مسلسلات شهر رمضان المحلية، وقد اعتدت سنوياً الظهور وتقديم باقة متنوعة من الأعمال الإذاعية.• وماذا عن مسرح عيد الفطر... هل تخبئين شيئاً؟- هناك عمل مع الفنان محمد الحملي، ولكننا لا نزال في البدايات حالياً، أي في مرحلة التنسيق، وفي طور الترتيبات. وممّا قدمتُه «أمينة» و«الديناصور» و«أبطال السلاحف 2» و«ماما نانا» وغيرها.• غالباً تكونين مع فرق تضم مجموعة من الوجوه الشبابية... والجميل أنهم يتذكرون أعمالك القديمة، وأحيانا يتناقشون حولها في عرض المسرح... فما شعورك؟- سعيدة جداً طبعاً. يكفيني أنهم يتذكرون ما قدمتُه، وغالباً أنخرط مع فرق شبابية كي أشجعهم، وفي الوقت نفسه أرى التطورات الجميلة والمتقنة والجديدة من قبلهم، وجميعاً نشكل فريقاً متكاملاً.• قدَّمتِ أخيراً مسرحية «أحلام الشوارع»، وهي جماهيرية، وقدمت «صالحة» ضمن إطار المهرجانات الأكاديمية؟- أعتبرهما تجربتين مهمتين... وقضيتُ خلالهما أوقاتاً سعيدة وجميلة، وحققنا نجاحاً كبيراً، وحصدنا ردود أفعال إيجابية للغاية، وهذان العملان من الأعمال المقربة إلى قلبي.• إلى الآن كثيرون يتوقعون عودتك إلى التلفزيون... ونسمع عن عروض مقدمه لك، فهل تقابلينها بالرفض؟- بالفعل... لكنها للأمانة ليست عروضاً كثيرة، وللأمانة لم أعثر على النص الذي يشدني إلى العودة، وكي أكون صريحة معك، هناك أعمال يطلبونني فيها كضيفة شرف، وما يدور في بالي أن أعود بعمل كبير ورصين أجسد فيه دور البطولة، كي يتناسب مع عودتي ويصير تعويضاً معقولاً عن غيابي.• أليس من الممكن أن تجربي، فإن نجح العمل كان بها وإذا لم ينجح تنسينه؟- هذا الشيء ليس في قاموسي، ولا أحب العمل بقاعدة الظهور لمجرد الظهور، والتغافل عن معيار الفشل والنجاح... بل حسابات وتدبير والبحث الجاد عن عناصر النجاح والتميز، والحرص على تجنب أي مواقف أو عناصر قد تؤدي إلى الفشل، ولو أدى الأمر إلى عدم الوقوف أمام الكاميرا!• ظهرتِ خلال الفترات الماضية في عدد من الفعاليات الإنسانية، بينها لمرضى السرطان ودور الرعاية والمسنين. ماذا يعني لك هذا الظهور؟- واجب إنساني بحت. وللعلم، وجودي في مثل هذه المناسبات الإنسانية بالمجان، وليس له أي دافع مادي على الإطلاق، يكفيني الشعور بسعادة الناس وملامحهم حين يشاهدوننا بينهم، لذا أعتبره هذا الأمر بالفعل واجباً إنسانياً ورسالة صادقة لإسعاد آخرين يحتاجون إلى لمسة عطف وتعاطف.