تعددت الأسباب والنصب واحد!وهذه المرة، سلك النصابون من القارة السمراء طريقاً مغايراً لتزيين أعمالهم عبر قيامهم بهجمة أفريقية على أرقام هواتف كويتية، اشتدت وطأتها خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تلقى عدد من المواطنين اتصالات عدة واردة من دول إفريقية يدعي فيها المتصل أنه أحد شيوخ الدين الصالحين، وأنه قادر على فك الأسحار وجلب الأموال.ورغم اختلاف أسماء هؤلاء المدعين، إلا أنهم في نهاية المكالمة وبعد أن يكيلوا المدح للطرف الآخر، يكون القاسم المشترك بينهم هو طلب بعض الأموال للقيام بفك الأسحار التي يعاني منها من يحدثونه بحسب زعمهم. «الراي» تلقت اتصالاً من شخص قدم نفسه على أنه الشيخ عبدالرزاق الذي حرص على أن يغلف عباراته بكثير من الأذكار، فما بين جملة وأخرى تكبير أو تسبيح أو تهليل. وتمتع الشيخ عبدالرزاق بجرأة وشجاعة مكنته من أن يخبر محدثه على الطرف الآخر من الهاتف أنه مسحور، وأن اثنين من أبناء عمومته من القبيلة التي ينتمي إليها قاما بعمل أعمال سفلية ضارة وشيطانية. ورغم المحاولات المستميتة لإبلاغ الشيخ عبدالرزاق أن من يحدثه شخص لا ينتمي لقبيلة وليس كويتياً أصلاً، لكن الشيخ يبدو أن عقله كان مبرمجاً ومضى في حديثه من دون الاكتراث لهذه المعلومة المحورية. عبدالرزاق، الذي زيّن حديثه بكثير من المدح لمحدثه رغم أنها المرة الأولى التي يجمعهما الهاتف، كان جلّ تركيزه في طلب مبلغ مالي يقارب 200 دينار كويتي، من أجل فك الأسحار التي قام بعملها أبناء العمومة. ويبدو أنه ليس ثمة عبدالرزاق واحد، فقد اشتكى غير واحد لـ «الراي» من ازدياد وتيرة هذه المكالمات التي تهدف للنصب والاحتيال، مؤكدين أنها رغم كونها غير جديدة، إلا أنها باتت لافتة بكثرة أعدادها في الآونة الأخيرة، وكأن شيوخ الدجل في القارة السمراء قد اكتشفوا بئر أموال في الكويت يريدون استخراجها عبر الهاتف، الأمر الذي يستوجب الحيطة والحذر وعدم التعاطي مع الشيخ عبدالرزاق ورفاقه.