في سياق أنشطتها الثقافية المستمرة نظمت مكتبة الكويت الوطنية ندوة حوارية للإعلامي والكاتب الدكتور نجم عبدالكريم، وأدارتها الإعلامية أمل عبدالله. قالت عبدالله في تقديمها: «إن الإنسان يتنازعه شيئان القامة والقيمة، القامة تتشكل في الإنسان منذ طفولته، خلال حياة متشعبة متقلبة ذات أهواء، ونزعات مختلفة وتستمر هذه الحياة وهذه القامة في النمو حتى تصل إلى أن تتكون تلك الشخصية، وتلك القامة ربما تتكون في خير، وربما تتكون وتنحرف في شر. أما القيمة فهي مجموعة الأفكار، والقراءات، والخبرات التي يحصلها الإنسان على امتداد عمره، وفي النهاية تلتقي القامة بالقيمة وتكون لنا ذلك الإنسان الذي يسعى في دروب الحياة، وتختلف من شخص إلى آخر، ربما تتوصل هذه التكوينية إلى شخص متميز في الحياة، وربما شخص متوسط التميز، وربما لا شيء». وأوضحت عبدالله أنها تعرف عبدالكريم كشخص فيه نزعة القامة والقيمة، فكونت هذا الرجل الذي أمامنا اليوم. وأن عبدالكريم شخصية مثيرة للجدل في طفولته، في شبابه، في سعيه للحياة، في إثبات وجوده، في صراعه مع الخير والشر، ولكن في النهاية استطاع الانتصار على كل هذه النزعات في الحياة، ويكون نفسه بهذا الاسم، وهذه الشخصية. وقال عبدالكريم في ما يشبه السيرة الذاتية: «كنت ذلك الطفل الذي يريد أن يثبت وجوده، ولديه القليل من الإمكانات التقليدية ومنها أنه كان يدخل السينما ويروي لأقرانه الفيلم، فكانوا يشاهدون روايته للفيلم سواء كان يعبر عما شاهده أو أنه يؤلف مما لديه»، وأوضح أنه من هذا المنطلق لفتت شخصيته الانتباه، ما جعله أكثر تميزا بين أطفال فريج الصوابر، أو فريج البلوش، أو حتى المرقاب، وأنه قام بتنمية شخصيته بالقراءة والدراسة الليلية، في المعهد الديني مع أحمد الصالح وحمد السعيدان إلى جانب العمل. وتطرق عبدالكريم إلى مجالات العمل التي انتظم فيها وتدرجه الوظيفي وتعرفه على زكي طليمات، ومن ثم ذهب إلى المسرح العربي وتم اختياره ممثلا ونقل إلى الإعلام، وأصبح لديه أعمال في الإذاعة. وقال: «شاءت الأقدار أن أذهب إلى القاهرة وأدرس فيها مدة من الزمن، ومكثت فيها عشر سنوات وقدمت فيها برامج، وعند عودتي عملت كرئيس في قسم السينما، وبدأت في الكتابة في الصحف، والإخراج للمسرح والتلفزيون».وكشف عبدالكريم أنه وليد الظرف الموضوعي الذي تعايش فيه في البيئة الكويتية، وقال: «وجودي الآن أمام الأخوة ليس لأن هنا شيئا إبداعيا قد تقدمت به عبر معطياتي المتواضعة، ولكن بحكم الزمن وتراكم السنين».وأجاب عبدالكريم على سؤال طرحته عبدالله حول الشخصية المؤثرة في حياته العملية فقال: «من الصعب جدا أن أحدد شخصية معينة، قد أستطيع القول إن محمد السنعوسي له دور، وخالد سعود له دور، وأصدقائي في رابطة الأدباء لهم دور، وزملائي في العمل، الفنان الراحل عبد الحسين، والقدير سعد الفرج لهما دور، كل منهم له دور شكّل في داخلي هذه المنظومة التي أستطيع أن ألخصها في نجم عبدالكريم، إنما شخص محدد أدين له بالفضل حقيقة أحمد زيد السقاف رحمه الله، لماذا؟ لأنني ذهبت إلى ألمانيا لكي أدرس، وظهرت إشاعة أني قتلت، وحصل رثاء في الصحف، ورثاني عبدالعزيز الفليج في جريدة كانت تسمى أخبار الكويت التي أصبحت القبس في ما بعد، ورثاني حمد المؤمن في صوت الخليج، فلما جئت أطمئن الناس أني لم أقتل، وأردت العودة إلى ألمانيا جاءني السقاف وقال لي اذهب إلى مصر، وهذه بعثة لدراسة فن التمثيل والإخراج، وهناك مكثت عشر سنوات إلى أن أكملت المعهد العالي للسينما، فالفضل يعود إلى السقاف صاحب الفكرة، والتي دعمت وصولي إلى السلم الأكاديمي، والذي وصلت من خلاله إلى الماجستير ثم الدكتوراه». وحول رأيه في وسائل التواصل الاجتماعي قال عبدالكريم: «هناك حواجز نفسية ونحن ما فوق السبعين في اقتحام التكنولوجيا الحديثة، حتى الهاتف نفسه لم أحمله إلا متأخرا، تجربتي مع تويتر والفيس بوك متأخرة أيضاً».
محليات - ثقافة
خلال ندوة أقيمت في مكتبة الكويت الوطنية
نجم عبدالكريم: أنا وليد الظرف الموضوعي الذي تعايشت فيه مع البيئة الكويتية
نجم عبدالكريم يتوسط إعلاميين وكتّاباً
05:56 ص