كونا- تسطر الكويت صفحات جديدة في سياستها الإنسانية حيث تواصل دعمها المستمر للدفاع عن الانسان إيمانا بحق جميع البشر في حياة كريمة ومساعدتهم على النهوض من العثرات التي قد يتعرضون لها. وما يميز الكويت في هذا الجانب هو تعاضد الجهات الرسمية والشعبية في بذل الجهود المضنية لاثراء العمل الخيري داخل الكويت وخارجها فلا غرابة أن تمتزج تلك الجهود سوية لتحقيق هدف واحد وهو ايصال المساعدات لمستحقيها في أي مكان حول العالم.ويبرز دور الكويت جليا في محاربة الفقر عالميا من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، بوصفه ذراعا رئيسيا وجهازا تنفيذيا للدولة منذ أكثر من نصف قرن في مواجهة الفقر والبطالة لدى مختلف الشعوب ومساعدة البشرية من أجل حياة أفضل. وتؤكد بيانات الصندوق ان مساهماته في تمويل مشروعات انمائية في قطاعات الزراعة والصناعة والنقل والمواصلات والكهرباء والطاقة التعليم والصحة ساهمت مساهمة ايجابية فاعلة في دعم اقتصادات الدول النامية والفقيرة.وفي هذا الصدد قال مدير ادارة العمليات في الصندوق مروان الغانم ان اجمالي منحة الصندوق لمصلحة صندوق الائتمان لاعادة اعمار سورية بلغت 7.7 مليون دينار، وان نسبة مساهمة الصندوق في اعادة الاعمار تم توفيرها على دفعتين الاولى في 2014 في حين كانت الدفعة الثانية في 2017 مبينا أن عدد الدول المساهمة في صندوق اعادة الاعمار بلغ 11 دولة.وأوضح الغانم ان موارد صندوق الائتمان لاعادة اعمار سورية بلغت منذ تأسيسه حتى 15 مارس نحو 74 مليون دينار، مبينا ان مساهمة الكويت فيه بلغت نحو 21 مليون يورو. كما وقع الصندوق اتفاقية قرض مع جمهورية جيبوتي بقيمة ثمانية ملايين دينار كويتي (نحو 27 مليون دولار أميركي) لتمويل مشروع انشاء محطة توليد كهرباء بالطاقة الحرارة الأرضية بسعة 15 ميغاواط. وأوضح الصندوق في بيان صحافي ان المشروع يلبي جزءا من الطلب على الطاقة الكهربائية في جيبوتي للحد من انقطاع الخدمات الكهربائية وتقليص استيراد الوقود والكهرباء من الخارج عبر استخدام الثروات المحلية المتجددة. وأضاف ان المشروع يتضمن حفر 10 آبار لإنتاج البخار ومياه الراجع وإنشاء محطة توليد كهرباء تعمل بالطاقة الحرارية الأرضية بسعة تقدر بنحو 15 ميغاواط في موقع جللا كوما التي تبعد نحو 120 كيلو مترا غرب العاصمة جيبوتي بمنطقة بحيرة عسل. وذكر الصندوق ان القرض المقدم لجمهورية جيبوتي هو القرض ال15 من نوعه من قبل الصندوق الكويتي اذ سبق ان تم تقديم 14 قرضا بقيمة اجمالية بلغت 78 مليون دينار، لتمويل مشاريع تنموية في قطاعات متنوعة.واعلن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية كذلك توقيعه اتفاقية قرض مع جمهورية بنغلاديش بقيمة 15 مليون دينار للمساهمة في تمويل مشروع تطوير البنية التحتية الحضرية. وقال الصندوق في بيان صحافي إن المشروع يهدف إلى المساهمة في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بنغلاديش عن طريق تحسين مستوى ونوعية المرافق المدنية في مناطق المشروع وتحسين نوعية الحياة للسكان في 53 بلدية صغيرة ومتوسطة هناك. وأضاف أن المشروع يتكون من أعمال التنفيذ اللازمة لتطوير البنية التحتية الحضرية التي تشمل تشييد طرق وقنوات طولية سطحية وعبارات عرضية وجسور لتصريف المياه ومظلات لركاب النقل العام على الطرق متوقعا أن يكتمل المشروع في نهاية عام 2021. وذكر ان القرض المقدم هو الـ24 من نوعه من الصندوق الكويتي لبنغلاديش حيث سبق أن قدم 23 قرضا بقيمة 166 مليون دينار كويتي (نحو 556 مليون دولار أميركي) لتمويل مشاريع في مختلف القطاعات.ولا تتوقف مبادرات الكويت عند هذا الصندوق فقط، حيث سارعت في كثير من المناسبات إلى إطلاق العديد من المبادرات المهمة في تاريخها الحديث. وقد سعت إلى دعم الشباب العربي من خلال ايجاد حلول لمشكلة البطالة التي تثقل كاهل ميزانيات الدول النامية عبر انشاء صندوق لدعم المشروعات الصغيرة في الدول العربية بقيمة ملياري دولار يبلغ نصيب الكويت منها نصف مليار دولار. وتعتبر هذه المبادرة فريدة من نوعها على مستوى الوطن العربي لتحسين اقتصادات الدول العربية وتخفيف معاناتها ومساعدتها على النهوض.ولم تأل الكويت جهدا في دفع الجهود الدولية الداعمة للتنمية من خلال دعم ميزانيات العديد من المنظمات الدولية والجهات الحكومية المهتمة بالتنمية ومكافحة الفقر والاوبئة والامراض ومنها على سبيل المثال لا الحصر (برنامج الاغذية العالمي) التي تعد الكويت من أكبر الجهات المانحة له. وحققت تلك الجهود وغيرها بصمة عالمية جعلت الكويت في طليعة الدول التي تقدم العون والمساعدة للدول المحتاجة. ولم تكن جهود الكويت في محاربة الفقر ومساعدة الشعوب الأخرى مقتصرة على الجهات الرسمية في الدول فقط بل كان لجمعيات النفع العام ومنظمات المجتمع المدني دور بارز في دعم هذه الجهود.ومن هذه الجهود الطيبة ما تقوم به الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية الهلال الأحمر الكويتي بإطلاق العديد من الحملات الإنسانية لإغاثة النازحين السوريين وأهالي غزة بشكل مستمر كما مدت يد العون للنازحين في العراق.وحرصت تلك المؤسسات على توزيع آلاف الأطنان من المساعدات للأسر السورية النازحة في لبنان والأردن.وفي هذا السياق اهدت الكويت ممثلة في جمعية الهلال الاحمر الكويتي الحكومة العراقية ثلاثة مستشفيات متنقلة في إطار حملة إنسانية تهدف إلى التخفيف عن كاهل النازحين ودعم جهود اعادة الاستقرار في المناطق المحررة حديثا.ومن جانبه أكد سفير الكويت لدى العراق سالم الزمانان تطلع الكويت «لمستقبل قريب يسجل استقرار العراق ونموه وازدهاره والتي توجتها بمبادرة سامية من سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح باحتضان مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق في فبراير الماضي».وشدد على التزام الكويت بمخرجات مؤتمر الكويت الدولي واعادة إعمار العراق وفقا لقرارات المؤتمر من خلال التنسيق المباشر مع العراق ممثلا بصندوق اعادة إعمار المناطق المتضررة والامانة العامة لمجلس الوزراء والجهات الحكومية ذات العلاقة.بدوره اعرب رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري عن شكره للجهود الكبيرة التي تقوم بها دولة الكويت ممثلة بسفارتها في بغداد بهدف دعم العراق في مرحلة محاربة «الارهاب» وفي دعم النازحين والتخفيف من معاناتهم.وقال «انه ليس بغريب على الكويت هذا الموقف الاخوي فقد كانت تقف الى جانب العراق في جميع التحديات في السنوات السابقة وكانت من اوائل الدول الداعمة للعملية السياسية في العراق».ووصف حملة (الكويت بجانبكم) ومنحة المستشفيات الطبية المتنقلة بأنها «مبادرة طيبة تعكس نيات صادقة من الاشقاء الكويتيين لتعزيز العلاقات بين البلدين وتطويرها الى افضل حالاتها».الى اربيل حيث واصلت الكويت ايصال المساعدات الانسانية المقدمة من المؤسسات الخيرية الكويتية الى العائدين من النزوح والمحتاجين وذلك باشراف القنصلية العامة لدولة الكويت في اربيل وبالتعاون مع مؤسسة البارزاني الخيرية. وقال القنصل العام لدولة الكويت في اربيل الدكتور عمر الكندري ان بلاده تواصل تقديم المساعدات الانسانية للعوائل العائدة من النزوح الى مناطق محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل اضافة الى الفقراء والمحتاجين في الاقليم وباقي المناطق.واشار الى ان تلك المساعدات تاتي بعد مسح ميداني مع الشركاء المحليين من المنظمات الانسانية الخيرية في الاقليم لتحديد المشمولين بهذه المساعدات من اجل التخفيف عن معاناتهم.واشار الى ان الكويت لم تتوان في تقديم المساعدات لجميع مكونات الشعب العراقي لافتا الى ان المساعدات المقدمة من قبل دولة الكويت وصلت الى سهل نينوى ذي الاغلبية المسيحية حيث تم يوم الاثنين الماضي توزيع ألف سلة غذائية على العوائل المسيحية العائدة من النزوح في ناحية برطلة - قرية (باجبيتان) وناحية قرقوش - قرية (كرمليس).ولفت الى انه تم يوم الثلاثاء ايضا توزيع 600 سلة غذائية على العوائل المحتاجة والمتعففة في قضاء (ميركة سور) شمالي اربيل. واوضح ان المساعدات المقدمة من قبل دولة الكويت تاتي تنفيذا للمبادرة الانسانية لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح للتخفيف عن معناة الشعب العراقي في اطار حملة (الكويت بجانبكم). من جانبه قال مسؤول مكتب الموصل لمؤسسة البارزني الخيرية رزكار عبيد انه تم يوم الاربعاء الماضي توزيع 750 سلة غذائية على العوائل العائدة من النزوح في حيي اليرموك والنور داخل مدينة الموصل. واشار الى انه منذ بداية العام الحالي قامت دولة الكويت وبالتعاون مع مؤسسة البارزاني بايصال ثماني قافلات من المساعدات الى داخل مدينة الموصل بجانبيه الايسر والايمن وشملت المساعدات اكثر من سبعة الاف عائلة.ننتقل الى رام الله أشاد رئيس سلطة المياه الفلسطينية مازن غنيم بدور دولة الكويت في تمويل أعمال تنفيذ برنامج مشروع محطة لتحلية المياه في قطاع غزة.وأعرب غنيم في مؤتمر صحافي عن الشكر للدول المانحة ومنها دولة الكويت لاستكمال التمويل اللازم لأضخم مشروع مائي في فلسطين.وجدد غنيم الشكر للدول المانحة ومنها دولة الكويت التي تبرعت بمبلغ 60 مليون دولار لتمويل المحطة.وفي عدن دشنت جمعية (الرحمة العالمية) الكويتية المخيم الجراحي الـ(47) الخاص بحملة مكافحة العمى وأمراض العيون وإزالة المياه البيضاء من خلال عمليات جراحية بمركز الكويت الصحي في العاصمة اليمنية المؤقتة (عدن) لعدد مئتي مريض من شريحة المعوزين وذوي الفاقة وكبار السن. من جانبه قال مدير مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية (الجهة المنفذة) رائد إبراهيم ان هذه الحملة تأتي ضمن سلسلة من الحملات الصحية التي تنفذها المؤسسة بدعم كريم من (الرحمة العالمية) من دولة الكويت وتشمل هذه الحملة إجراء 200 عملية جراحية لإزالة المياه البيضاء.