أمسية ساحرة، بكل ما للكلمة من معان، أحيتها أول من أمس، الفرقة الوطنية الهنغارية للرقص الشعبي، من على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، وتحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، حيث قضى الجمهور الكويتي أوقاتاً ممتعة للغاية، على وقع رقصة «الرابسودي» التي تفشى مفعول سحرها منذ الاستهلال. شهدت الأمسية، حضور حشد جماهيري غفير، تقدمته قيادات «المجلس الوطني» إلى جانب سفير جمهورية هنغاريا لدى الكويت ميهالي باير، في حين عجت الصفوف الخلفية من المدرجات بالمئات من عشاق الموسيقى والفولكلور.قبيل الحفل، عبّر السفير الهنغاري ميهالي باير عن غبطته بتقديم تراث بلاده على أرض الكويت، من باب التبادل الثقافي بين البلدين الصديقين. وقال باير: «أوجه الشكر والتقدير للأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة لإتاحة الفرصة لنا بأن نستعرض تاريخ حضارتنا ونقدم لوحات فنية متنوعة من موروثاتنا، إذ يعد حفل اليوم هو الأكبر لنا في الكويت»، لافتاً إلى أن الفرقة تأسست قبل أكثر من 70 عاماً، ولعبت دوراً محورياً في حماية التراث الهنغاري من الاندثار، كما أنها أسهمت في تطويره وشهرته في العالم أجمع.بعدها، استهلت الفرقة حفلها برقصة «العصا والزجاجة»، حيث أطل الراقصون بالزي التقليدي لسكان أهل الريف، وقدموا لوحة مبهرة حازت إعجاب الجمهور. بعدها، أشعلت الفرقة المدرجات برقصة «جاذبية»، وتميز أعضاؤها باللياقة البدنية العالية والرشاقة والمرونة في الأداء، فأبهروا الحضور برقصات تشبه «الدبكة» اللبنانية، ورقصات أخرى قريبة من الرقص الإسباني، لكنها لم تكن هذه أو تلك، بل إنها رقصات من عمق التراث الهنغاري. وعلى أنغام القانون والكمان والبوق إلى جانب بعض الآلات الشعبية، تفننت الفرقة بأداء رقصة «الفتيان الماهرين» بعد أن أدى الراقصون عرضاً احترافياً، قدموا من خلاله إيقاعاً متناسقاً بالتصفيق بأيديهم وبالضرب بأقدامهم على الأرض. تلتها، رقصة «تدوير الفتيات»، والتي بدت كما لو أنها وردة تفتحت أوراقها وفاح أريجها في أرجاء المسرح.في غضون ذلك، أبدع مغني الفرقة ميلان هيتيني بالغناء المنفرد لعدد من الأغاني الفولكلورية الهنغارية، قبل أن تؤدي مجموعة من الراقصات لوحة بعنوان «فتيات في بيت الغزل»، لينضم إليهن الراقصون الرجال وليقدموا معاً لوحات عدة، منها «البريد» و«التشاردش» و«فيربانك» و«القيثارة» و«بريفادو». يُذكر أن رقصة «الرابسودي» الشعبية هي عبارة عن قالب موسيقي قومي هنغاري، وتعود جذورها إلى التقاليد القديمة وتستوحي أجواءها منها، وهي تأتي بطيئة تارة وسريعة تارة أخرى لتتناسب مع الألحان بما يعكس طابع الحياة في هنغاريا وأجواء الأرياف وروحها.
فنون
الفرقة الهنغارية أبهرت الجمهور الكويتي بلوحاتها الاستعراضية
سحر «الرابسودي»... تفشّى على مسرح عبدالحسين عبدالرضا
11:22 ص