فتح ملتقى «الكويت للاستثمار» الذي افتتح أمس تحت رعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، الآفاق على الفرص الواعدة، وتجاوز التحديات إلى اقتصاد قوي من خلال استثمار واعد دون تعقيد أو تمييز.وإذ أكد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، أن الكويت تملك من الاحتياطات ما يؤهلها لعبور جسر التحول والإصلاح بثقة واقتدار، أعلن النائب الأول وزير الدفاع الشيخ ناصر الصباح أن مشروع تطوير الجزر الكويتية سيخلق أكثر من 200 ألف وظيفة غير نفطية، وعائدات تفوق الـ35 مليار دولار سنوياً.وأوجب الشيخ ناصر التعاون مع ايران والعراق، وعدم الخلط بين السياسة والاقتصاد، مشددا على امتلاك الكويت «بطبيعة الحال صلات وعلاقات جيدة مع كل دول مجلس التعاون لاننا جزء من هذه المنظومة».وشدّد المبارك على أن الكويت تقع في المركز الأول إقليمياً، وتحتل أحد المراكز الخمسة الأولى عالمياً في ما يتعلق بمؤشرات استقرار الاقتصاد الكلي.كما أكد أنه على الرغم من أن دعوة الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الكويت تعتبر حديثة نسبياً، إلا أنها بالتأكيد صادقة واعدة وفي موعدها الصحيح، ورغم أن البيئة الاستثمارية الكويتية لا تزال تعيش تطوراً إدارياً وتشريعياً حديثاً وعميقاً وسريعاً، إلا أنها أصبحت على درجة من النضوج بحيث تعامل الاستثمار الأجنبي معاملة الاستثمار الوطني دون تعقيد أو تمييز.ورأى المبارك أنه «إذا كان انخفاض أسعار النفط يضع ضغوطاً على ميزانية الدولة، فقد واكبت هذا الانخفاض تعبئة غير مسبوقة للرؤى الهادفة لتوسيع وتنويع القاعدة الإنتاجية، وأمام ملتقى كهذا يزهو بأصحاب الخبرة والاختصاص، لست بحاجة إلى القول إن اقتصاداً يواجه هذا القدر من التحديات، ويعيش مرحلة بهذا الزخم من الحراك هو اقتصاد يزخر بآفاق واسعة من الفرص».من ناحيته، قال الشيخ  ناصر صباح الأحمد، إن الدراسة الأولية لمشروع تطوير الجزر الكويتية أظهرت أن المشروع سيخلق أكثر من 200 ألف وظيفة غير نفطية، وعائدات تفوق 35 مليار دولار سنوياً.وأضاف الشيخ ناصر خلال الجلسة الأولى من أعمال الملتقى، أن مشروع تطوير الجزر الكويتية سيؤمن حماية مهمة للبلاد، موضحاً أن هذه الحماية تأتي باعتبار أن المنطقة الدولية المزمع إقامتها في شمال البلاد ستكون ذات كثافة سكانية عالية من مختلف دول العالم، وبالتالي فإن أي مخاطر محتملة ستكون محط اهتمام العالم كله، وليس الكويت فقط.وبيّن أن فكرة تطوير مشروع الجزر في رؤية (كويت جديدة 2035) جاءت ضمن رؤية واستراتيجية (طريق الحرير) لتكون منطقة استثمارية دولية وعالمية بالتعاون مع دول الجوار، وانطلاقاً من المسؤولية المشتركة للجميع فالتجاذبات السياسية تأتي وتزول الا ان العلاقات بين الشعوب المتجاورة دائمة ومستمرة.وقال «التعاون مطلوب مع إيران  والعراق، فالكويت جاورت حضارتين انسانيتين كان لهما عطاء عظيم للعالم فأول الأحرف الأبجدية بدأت فيهما ومرت عليهما وعلى الكويت اقدم الحضارات وأشهرها». مشدداً على «ضرورة التعايش مع العراق. إن لم تستطع التعايش مع جيرانك، فكيف ستعيش مع نفسك؟».وأوضح أن لهذه المنطقة أهمية كبيرة، خصوصاً في فتح آفاق التعاون مع دول الجوار، إذ ستصبح هذه المنطقة بيئة خصبة جاذبة للاستثمار والسكن، ومنطقة تجارية حرة استثنائية تخدم شمال الخليج.وأشار إلى وجود دراسة لدمج مشروعي الجزر ومدينة الحرير لجعلها منطقة دولية، لافتاً إلى أن الرؤية أصبحت أوضح من أي وقت مضى في هذا الشأن.ولفت إلى أنه سيتم عقد مباحثات مع الجانب الصيني في الأشهر القليلة المقبلة للاطلاع على آخر المستجدات وفرص الاستثمار في هذا المشروع، باعتبارهم المعنيين الأساسيين في المشروع.وقال إن ثمة مشاكل ومعضلات كثيرة قد تعترض تنفيذ هذا المشروع، من بينها الإدارة والبيروقراطية والدورة المستندية والتركيبة السكانية والتعليم، إضافة إلى الأمن والبيئة ولكن علينا التعامل معها ومعالجتها.