ديرة طيبة أفقها واسع مفعّم بكثير من الجذوات التراثية المختلفة التي تمتد جذورها إلى تاريخ طويل، عمل رجال بإخلاص على تأكيده وترسيخه وتعميقه حتى تستشعر الاجيال عبقا طيبا لتراث اصيل لا بد وان ينقل للاجيال حتى يتلذذوا بمعان عديدة لمجالات ثقافية واجتماعية واقتصادية وحياتية كثيرة.سعدت كثيرا عندما اطلعت على تقرير كتبهُ الاستاذ محمد عبدالهادي جمال، رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات بمناسبة ذكرى مرور 60 عاماً على إنشاء دائرة البريد الوطنية الذي صادف في فبراير الماضي، وافتتاح مكتب البريد الوطني في الصفاة في فبراير من العام 1958 بعد ما يقارب من 54 عاماً على بدء الخدمات البريدية الحديثة في الكويت.ألقى أبو علي الضوء على النشاط البريدي في الكويت في اوائل حقبة تأسيس الدائرة والدور الذي لعبته في الفترات الأولى من انشائها ودورها ومساهماتها في هذا النشاط المهم الذي كان العصب الرئيسي للاتصالات الدولية.واكد ان اول رسالة بريدية موثقة ارسلت من الكويت في 4 مارس 1750م. وقد أرسلها السيد كانت، ممثل شركة الهند الشرقية الهولندية في البصرة، وان هذه الرسالة تثبت بأن الكويت كانت ومنذ بداية القرن الثامن عشر إمارة مستقلة وبعيدة عن تأثيرات الدولة العثمانية وغيرها من الدول في المنطقة.وبين مقرات البريد، حيث كان اولاً في دار الاعتماد البريطاني الذي انتقل منها في 1929 الى منزل مستأجر قريب من دار الاعتماد يعود للمرحومة ام الشيخ محمد الصباح واستمر ذلك الى عام 1941 لينتقل موقتا الى الصفاة لفترة قصيرة في منزل التاجر الهندي «جاشنمال»، ثم الى مقر شركة البرق واللاسلكي المحدودة في الصفاة. وعام 1942 تم انتقال مكتب البريد الهندي الى الكشك الشمالي التابع للشيخ مبارك الصباح الواقع في ساحة الصرافين.واستمر هناك لفترة امتدت الى بداية عام 1952 حيث تم نقله الى شبرة تعود لدائرة الجمارك القديمة الواقعة بالقرب من مقر مجلس الوزراء الحالي حيث استمر ذلك المكتب بالعمل الى 1962 وفي الأول من فبراير 1958 وعندما تم تأسيس ادارة البريد الكويتية تم افتتاح مكتب البريد في ساحة الصفاة بالقرب من دائرة المالية.عزيزي القارئ، صاحبت هذه المسيرة إصدارات لطوابع بريدية مختلفة تمثل انشطة متعددة ومتباينة وتشير إلى ملامح تراثية كثيرة وتسجل حوادث واحداث لا بد وان يضمها مركز يعنى بالطوابع وكذلك العملات ومراحل تطورها كي يكون متحفاً يضم الى المراكز الثقافية المختلفة التي تعج بها ارض هذه الديرة الطيبة.وان جهود الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات واضحة في الحفاظ على هذا التراث عن طريق اقامة المعارض المختلفة.وان جهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب وجهود امينه العام الاستاذ الكريم علي اليوحة مخلصة في الجد والمثابرة من اجل ايجاد مركز يضم هذا التراث الوطني الرائع حتى يكون مصدراً من مصادر الاشعاع الذي يبث ثقافة اصيلة لارض طيبة ولشعب عريق.ولا بد لإدارة المناهج والكتب المدرسية في وزارة التربية ان تضع ضمن مناهجها هذا التراث الذي يبصر الطلاب والطالبات برافد من روافد التراث ويعطيهم جذوات مختلفة من مصادر الثقافة.الشكر الجزيل للباحث جمال على هذا التقرير الرائع ولاخوانه وزملائه والمجدين معه في ابراز ملامح التراث أعطر تحية.قالوا: الكويت؟ قلت: ذاك كوكبتهفو له النجوم حين تنظر عشنا على ثراك يدعونا لهُهوى على نفوسنا مقدروذكريات كلما طافت بناتنفس الورد وفاح العنبر
مقالات
حروف باسمة
ميلاد عريق والتحية للباحث محمد جمال
07:57 ص