أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية، هند الصبيح، أن الوزارة لديها خطة لبناء مبنى المجتمع المدني على مساحة كبيرة، لافتة إلى أنه يهدف لجمع كافة جمعيات المجتمع المدني تحت سقف واحد.كلام الصبيح جاء خلال الحلقة النقاشية الأولى من ملتقى «شراكة»، بمشاركة كبار المسؤولين التنفيذيين من القطاع الحكومي والخاص، وغير الربحي، وفي مقدمهم نائب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي في شركة مشاريع الكويت القابضة (كيبكو) فيصل حمد العيار، ونائب المدير العام للشؤون العلمية في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الدكتور سالم الحجرف، ونائب رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة القرين لصناعة الكيماويات البترولية، سعدون علي.وشدّدت الصبيح على أنه «لو تعاونت كافة الجمعيات التعاونية والنفع العام والخيرية مع بعضها البعض، فما من قوة ستقف في طريقها»، مبينة أن «الشؤون» انتهت من التصاميم المبدئية للمبنى، وأنه سيتم البدء في البناء قريباً، مؤكدة أن كل جمعية سيكون لديها مقرها الخاص في المبنى، الأمر الذي سيمكّنها من تبادل الخبرات، واكتساب المهارات من بعضها البعض، وتعزيز التنافس في ما بينها نحو الأفضل. وأشارت إلى أن الوزارة تعمل على توظيف أرباح الجمعيات في خدمة المجتمع المدني، وفق ضوابط وتقييم ربع سنوي، إلى جانب إنشاء صندوق للمجتمع المدني تصب فيه كل هذه المداخيل، وإشراك الجعيات الخيرية والتبرعات التي تحصلها في هذا الصندوق لتنمية المجتمع المدني.وأوضحت أن هناك جمعيات نشطة جداً، ولها باع طويل في العمل، وأن هناك جمعيات أخرى بحاجة إلى الدعم، مؤكدة أن أرباح الجمعيات بمختلف مسمياتها يجب أن تصب ضمن إطار تنمية المجتمع. وأفادت أن هناك شراكات كثيرة تقيمها «الشؤون» مع الجمعيات المختلفة، مؤكدة أنه لا تنمية من دون 3 قطاعات، وهي الحكومي، والخاص، والمدني.من جانبه، قال العيار إن الهدف من إقامة الملتقى سنوياً، هو إعطاء الوقت الكافي لأصحاب المشاريع حتى تنضج مشاريعهم، ويحققوا شيئاً منها على أرض الواقع. وأضاف أن القطاع الخاص يسهم بشكل كبير في دعم المجتمع المدني من خلال تخصيص جزء من أرباحه السنوية إلى جانب تقديم دعم العمالة.ولفت العيار إلى أنه لو تم تخصيص 1 في المئة من أرباح الشركات المدرجة في البورصة للعمل المدني، فسيتم تجميع نحو 17 مليون دينار سنوياً، الأمر الذي يسهم بشكل كبير في تنفيذ كامل الأفكار التي تصب في مصلحة المجتمع، ما يسهم في استدامة العمل المدني المجتمعي.بدورها، أوضحت المدير التنفيذي للمسؤولية الاجتماعية لشركات «كيبكو» عبير العمر، ان الشركة تنظم ملتقى «شراكة» للمسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة للعام الخامس على التوالي، وللسنة الثانية بالشراكة الإستراتيجية مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، لصالح جمعيات النفع العام، والشركات غير الربحية.وأضافت أن الشركات والمؤسسات الوطنية ومن خلال مسؤوليتها الاجتماعية، عليها التزام بتطوير وتحسين مستوى الإبداع الاجتماعي، والذي يشمل الإستراتيجيات الجديدة والقوانين، والأفكار من خلال دعمها الذي يسهم في تطوير المجتمع المدني، وتلبية كافة المتطلبات المجتمعية على مستوى الصحة والتعليم وكافة الصعد الأخرى.ولفتت العمر إلى أن «كيبكو» ومن هذا المنطلق، أخذت على عاتقها الارتقاء بالمسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة إلى مرتبة متقدمة ضمن أعلى سلّم أولوياتها.وأشارت إلى أن «كيبكو» وشركاتها، أسست منصة مجمعة لتشجيع أصحاب المصلحة الرئيسسين، الذين يلعبون دوراً بارزاً للمشاركة والتفاعل في تقدم المجتمع تحت مظلة «شراكة» منذ عام 2010 وحتى الآن.وقالت إن هذه المبادرة جمعت القطاع الخاص والحكومي وغير الربحي، بهدف خلق شراكات أفضل للإسهام في خطط التنمية الاجتماعية من خلال المحاروة عن قرب ضمن الحلقات النقاشية التي تضم عددا كبيرا من قياديي هذه القطاعات.وأشادت العمر بدور جمعيات النفع العام والعمل الخيري والإنساني التي تقوم به، انطلاقاً من إيمان القائمين عليه للعمل والخير، والذي يجسّد صورة للتكافل الاجتماعي بين «شراكة» وكافة قطاع المجتمع.وأوضحت أن العمل الخيري والإنساني ملازم للكويتيين منذ القدم، إذ إن صوره وأشكاله سمة حضارية بارزة بين المجتمعات التي تحرص على المحافظة على تنمية مجتمعاتها، ورقي أفرادها.