يحرص بنك برقان منذ تأسيسه عام 1977، على ترسيخ دوره في خدمة المجتمع، والقيام بمسؤوليته الاجتماعية، ونظراً لكونه أحد أكبر المساهمين في المجتمع، فقد قام بتعزيز مساهماته ومبادراته في مختلف القطاعات والمجالات، مع التركيز في الاستثمار في شراكاته والعمل على تنميتها وضمان استدامتها. وفي مقدمة هذه القطاعات يحظى ذوي الاحتياجات الخاصة برعاية ودعم خاص من «برقان» منذ 40 عاماً، بحيث يهتم البنك بدمجهم مع بقية أقرانهم في المجتمع، ويهدف دائماً لإبراز قدراتهم وطاقاتهم وجعلهم فئة منتجة ومساهمة في تطوير وتنمية مجتمعنا الكويتي. كما يعزز البنك جهوده من أجل تقديم الدعم المتواصل لذوي الاحتياجات الخاصة، ليجعل منهم أشخاصا فعالين قادرين على الاعتماد على أنفسهم وخوض معترك الحياة. ويأتي هذا الدعم والاهتمام إيماناً من البنك بأن المعاق إنسان لديه القدرة الكافية، وإمكانيات عديدة تتيح له الفرصة لكي يكون إنساناً ناجحاً قادراً على منافسة أقرانه الأصحاء في كافة المجالات. وكجزء من مسؤولية البنك الاجتماعية ولاهتمامه المتواصل بهذه الفئة، كان البنك يحتفل سنوياً بجائزة الماس، التي بدأت بفكرة بسيطة لتكريم المتميزين وأصحاب الإنجازات من ذوي الاحتياجات الخاصة والهيئات التي ترعاهم ودعم الأطفال من هذه الفئة.واستطاع البنك أن يحقق لنفسه سمعة طيبة وانتشاراً كبيراً، إذ أصبحت هذه الجوائز عملاً وطنياً متميزاً خلال الأعوام الماضية.وفي إطار إستراتيجيته الهادفة إلى توفير أرقى مستوى من الخدمات، حرص «برقان» أيضاً على توفير أفضل التجارب المصرفية لعملائه من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومواكبة أحدث المعايير والتطبيقات التكنولوجية الأكثر تطوراً على مستوى العالم. وجهّز البنك 6 فروع محلية بشكل كامل، في مناطق مختلفة، بهدف توفير خدماته ومنتجاته المتنوعة لعملائه من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتتيح للعملاء إجراء معاملاتهم المصرفية بكفاءة واستقلالية وسهولة تامة، تحت إشراف وإدارة فريق من الموظفين المؤهلين والمدرّبين على التواصل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، كالتعامل بلغة الإشارة. ويوفّر «برقان» للعملاء من ذوي الاحتياجات الخاصة، إمكانية الحصول على كل المنتجات والخدمات، والشروط والأحكام، وكشف الحسابات مطبوع بلغة «بريل» وأجهزة سحب آلي مزودة بتقنية التوجيه الصوتي لتمكينهم من تنفيذ معاملاتهم بخصوصية تامة، إلى جانب اتخاذ تدابير أمنية إضافية داخل مواقع أجهزة السحب الآلي للحفاظ على سلامة العملاء. كما يسعى و يعتمد «برقان» في مسؤوليته الاجتماعية، على دعم الرياضة والشباب الكويتي، ومنح المبادرين وأصحاب المواهب الفرصة الملائمة لتشجيعهم و تحفيزهم، بهدف تعزيز القيم بين الشباب من خلال الأنشطة والهوايات والفعاليات التي تستغل طاقاتهم في خدمة أنفسهم والمجتمع. كما يدعم البنك المبادرات الاجتماعية محلياً ودولياً، للمساهمة بإعلاء اسم الكويت في جميع المحافل الدولية والعالمية.طارق القلاف... وحب الرياضة• منذ عام 1982 إلى اليوم، وأنت تمارس رياضة سلاح الشيش أو المبارزة، ما سر تعقلك وحبك لهذه الرياضة بالذات؟- أثناء فترة علاجي في بريطانيا ذهبت لزيارة قصر بكنغهام ولفت انتباهي زي الحرس الملكي وحركاتهم العسكرية وحملهم لسيف الشرف، ومنذ تلك اللحظة غرس في قلبي حب السيف، فقررت تحدي إعاقتي عن طريق التدريب المكثف في لعبة المبارزة المعروفه باسم «سلاح الشيش»، وكان لدي طموح وشغب كبير بالفوز بأوسمة الشرف التي يحملها كل فارس، وهذا الإصرار بما فيه من تحديات وعقبات ولحظات جميلة سبب وصولي إلى العالمية ومنصات التتويج ورفع علم بلدي الكويت. • كيف كانت إعاقتك نقطة انطلاقتك للعالمية؟- ولدت طفلاً معافى سليماً، وفي عمر السابعة توجب عليّ أخذ تطعيم ضد شلل الأطفال ولكنني تعرضت لخطأ طبي كانت عواقبه وخيمة، فالإبرة كانت سبب إصابتي بمرض شلل الأطفال بدل أن تقيني منه. وطبعاً صدمت أنا وعائلتي بهذ الخبر ولكن حمدنا الله وتعالجت في بريطانيا لمدة 3 سنوات، ورجعت إلى الكويت بعزيمة وإصرار لكي أتغلب على إعاقتي، وأمارس حياتي الطبيعية ولأبدع في رياضة المبارزة على الكراسي، ولله حكمة في هذا الشيء بحيث أصبحت إعاقتي نقطة انطلاقي للعالمية ورفع علم الكويت في المحافل الدولية والعالمية. • أثبت للجميع بأن الإعاقة لا تقف في طريق النجاح ورفعت علم الكويت في جميع المحافل الدولية، حدثنا أكثر عن إنجازاتك؟- لله الحمد، كان لدي إيمان قوي ورسالة أحببت أن أوصلها عن طريق هوايتي، وهي أن المعاق قادر على تحدي إعاقته وتخطي جميع الصعاب اذا كان لديه إصرار وعزيمه ودعم كافٍ، فنحن لا نختلف عن بقية أقراننا في المجتمع. ومن أهم إنجازاتي التي أفخر فيها حصولي على أكثر من 395 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية، إذ فزت بأكثر من 15 سيفاً من بينها السيف الملكي، وحصلت على أكثر من 8 كؤوس على مستوى العالم، وكما أنني مصنف عالمياً وحاصل على أفضل لاعب بالعالم في مبارزة المعاقين في لعبة الإيبيه، مع حصولي على بطولة آسيا مرتين متتاليتين وكأسين عالميتين بالتصنيف الأول على العالم، والذي كنت أول لاعب عالمي يحصل عليهما بنفس الموسم، فضلاً عن حصولي على شهادة افضل لاعب بالعالم.وأؤكد هنا أنني أطمح للحصول على المزيد من الإنجازات لكي أوصل رسالة لكل شخص محبط بأن هناك أملا ولكي أكون مصدر فخر للكويت. • ارتبط اسم ونجاح بطل أبطال العالم طارق القلاف في «برقان» منذ 4 سنوات إلى الآن؟ حدثنا عن هذه التجربة؟- لا شك في أن إيمان «برقان» بموهبتي وحرصه على مواصلة دعمي على مدى 4 سنوات، كان أكبر دافع لي، بحيث انعكس ذلك على أدائي في البطولات وشجعني على المحافظة على لقب بطل أبطال العالم في لعبة المبارزة، وزاد حرصي على الفوز بالميدليات الذهبية. كما أن دعم البنك المتواصل ساعدني على تغطية تكاليف اللعبة من أدوات، ومعدات، ومدربين متخصصين، وأصبحت أكثر تركيزاً خلال التدريبات والمعسكرات لكي أتأهل للبطولات، وأنا فخور بارتباط اسمي ونجاحاتي ببنك «برقان» أحد أكبر المساهمين في الخدمات المجتمعية وأكبر الداعمين للمواهب الشبابية.• أصبحت اليوم اسما يدرس في المنهج الدراسي، فكيف تم اختيارك؟ - أنا فخور جدا بهذه المبادرة، بحيث أدركت الكويت أهمية قصتي ومدى تأثيرها خصوصاً على الأجيال القادمة، فتبنت وزارة التربية والتعليم كتابة قصتي في المنهج الكويتي في مادة اللغة الإنكليزية للصف السابع، إذ تقوم بعض المدارس باستدعائي لتحفيز الطلبة ولأشاركهم بأنشطتهم. • ما خططك المستقبلية؟- أحلم في أن تكون لي أكاديمية خاصة باسمي «أكاديمية طارق القلاف للمبارزة العالمية»، لتعليم المبارزة بالسيف التي تعتبر من الرياضات العريقة ذات التقاليد النبيلة. وأشير هنا إلى أن المبارزة رياضة متكاملة، تنمي القدرات الجسدية مثل التوازن وتعزز التحكم بالنفس من خلال تنمية شخصية المبارز، ومن أهم القيم التي تقوم عليها هذه الرياضة تحقيق الأهداف و احترام الخصم، وسرعة رد الفعل، والتوافق العضلي والعصبي، والرشاقة والمرونة والذكاء وغيرها من الصفات الجميلة.وطبعاً يستطيع الكل ممارستها من مختلف الأعمار من ذوي الاحتياجات الخاصة والأصحاء، سواء من البنات أو الشباب بالتعاون مع أكاديمية «زيلكوفيغ» (ZFA) في الولايات المتحدة الأميركية لتبادل الخبرات والورش التدريبية وتجهيز اللاعبين للبطولات والمعسكرات وتثقيفهم بكل ما يخص لعبة المبارزة. وتكون الأكاديمية مزودة بفصول التدريب، وبمدربين معتمدين، والمعدات و الملابس الواقية، وأتمنى أن يكون «برقان» شريكي الإستيراتيجي في الأكاديمية لأني أنتمي لهذه المؤسسة التي تبنتني وآمنت بموهبتي، وشكلت أكبر داعم لي خلال 4 سنوات وهذا شرف كبير لي. • هل يمكن أن تذكر لنا موقفاً طريفاً حصل لك أثناء مشاركتك بالبطولات؟- هناك موقف طريف حصل أثناء تواجدي في إحدى البطولات مع أضخم لاعب في العالم من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو اللاعب الإيطالي أندريه بلقريني، وكانت رجله مبتورة ويضع رجلاً اصطناعية، ويقوم أثناء التدريب بخلعها، فقمت بسرقة ساقه وهربت ودخلت للملعب وكان يركض من خلفي برجل واحدة وينادي اسمي وقد شهد الجمهور هذا الموقف الطريف وبدأ بالتصفيق و الضحك.• ما روتينك الرياضي؟ - خلال تواجدي في الكويت أنا أتدرب 5 مرات في الأسبوع لأحافظ على لياقتي البدنية، وألتزم بنظام غذائي معين، وأحافظ على ساعات النوم الكافية.أما بالنسبة للتدريب خلال تواجدي في المعسكرات الخارجية، فأتدرب مرتين في اليوم صباحاً ومساء، ولا أحمل أشياء ثقيلة لكي أحافظ على لياقة يدي وسلامتها، وأكون حريصا على الوقت سواء في التدريبات أو أثناء البطولة، كما أن وجود جهاز طبي خلال التدريبات أو البطولة من الأساسيات لكي أستعين فيه في حالة الإصابة أو لاسترخاء الجسم. • ما الرسالة التي تريد أن توصلها من خلال قصة نجاحك؟ - اسع لتحقيق حلمك مهما كانت الظروف ولا تتردد، واجعل نفسك من الناجحين المتميزين الذين يكون لهم مكانة رفيعة بين ابناء وطنك لتجعل من نفسك قدوة للاخرين.وأشكر بنك برقان كونه الداعم الرئيسي لي، ولأنه آمن فيّ وبموهبتي، وآمل أن أكون دائماً عند حسن ظنهم وثقتهم، وأن أحقق المزيد من النجاحات في المستقبل.

قصة نجاح

تشمل أهم مبادرات «برقان»، رعاية بطل أبطال العالم في المبارزة على الكراسي المتحركة طارق القلاف، وهو خير مثال للشاب الكويتي الرياضي الطموح، بحيث أثبت أن الإعاقة لم تقف في طريق نجاحه وإصراره على الفوز والوصول إلى العالمية ورفع علم الكويت في المحافل الدولية. وتحقق حلم الطفولة لدى القلاف بعد همة وعزيمة على تحدي إعاقته، ليوصل رسالة تحمل في طياتها أملا لكل إنسان محبط بأنه قادرعلى تحقيق حلمه، إذ أثبت للعالم أجمع بأن المعاق جزء من المجتمع ويستطيع فعل الكثير ولا شك في أن الدليل على ذلك هو محافظته على لقب بطل أبطال العالم في لعبة المبارزة على الكراسي المتحركة عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة منذ عام 1982 إلى الوقت الحالي. وتأتي رعاية «برقان» للبطل طارق القلاف للسنة الرابعة على التوالي، بحيث يهتم بموهبة القلاف الذي تحدى كل الصعاب ويسعى دائماً لتحقيق المركز الأول في بطولاته.ويعتبر البنك من أحدث المصارف التجارية وأكثرها نشاطاً، عبر ترسيخ دوره الأساسي في الفعاليات الاجتماعية المتنوعة، وتبني قيم مجتمعية حقيقية تتمثل بالثقة والالتزام والتميز والتطور، وهي القيم نفسها التي يتبناها البطل طارق القلاف، الذي بات بمثابة مصدر إلهام ونموذج يحتذى به لكل من يتطلع ويسعى إلى تحقيق أحلامه.