أظن أن لكل عاشق حقيقي للكتب رفا خاصا معزولا عن بقية الكُتب في مكتبته المنزلية، حيث تجد ذلك الرف قريبا من سريره حتى يستطيع متى ما أراد أن يمد يده ويختار منه ما يريد مزاجه أن يقرأه، وهو مسترخٍ ومتنعم بالراحة والهدوء قبل نومه. وللقراءة قبل النوم، لذة لا يعرفها إلا من اعتاد على الاستمتاع بصحبة الكتاب إلى أن يتسلل إليه النوم، فيطبقه ويعيده للرف القريب من جديد. الرف القريب عادة ما يحتوي على الكتب الأقرب لفكر القارئ، أو الكتب التي وجد فيها متعة أكبر من تلك الموجودة في مكتبته، أو الكتب التي تزوده بالطاقة الإيجابية والتوجيه وبناء الذات. عندما دققت النظر في الكتب التي يحتوي عليها الرف القريب من سريري، وجدت أنها الكتب التي يتطرق أصحابها للكتابة وللقراءة، وكذلك الكتب المتعلقة بالمذكرات والسيرة الشخصية. وعندما تمعنت في نفسي عن سبب تواجد تلك النوعية من الكتب في الرف القريب، رأيت أن مواضيع تلك الكُتب هي خلاصة اهتماماتي التي احتاجها أكثر. الرف القريب لا يحين دوره فقط قبل النوم، بل في كل وقت يريد فيه صاحبه أن يتزوّد بالفائدة والمتعة وتخفيف الاكتئاب وقطع وقت ثمين مع الذات.وللرف القريب علاقة وطيدة بالليل، لأن تلك اللحظات هي آخر ما تبقى من كامل اليوم، والليل هو وقت الهدوء والراحة والخلو بالذات، وفيه تكون القراءة أجمل تركيزاً وأكثر عمقاً، وتحتاج النفس في الليل لما هو ممتع ومُسلٍ وما يُذهب عنها السأم والملل. halrawie@gmail.com
مقالات
أبعاد السطور
الرف القريب
02:37 م