أكد سفير كوريا الجنوبية يو يونتشول أن علاقة بلاده بالكويت ارتقت إلى مرحلة الشراكة الإستراتيجية المهمة في ميادين عدة خلال 38 سنة الماضية، مرجعا ذلك للزيارات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين خلال هذه الفترة.وقال يونتشول، في لقاء مع «الراي» إن «علاقات التعاون بين البلدين لتشمل مجالات جديدة مثل بناء المدن الجديدة والاسكان والرعاية الصحية ومصادر الطاقة المتجددة والتعليم والثقافة والسياحة والتبادلات الثقافية وغيرها بين الشعبين».واشار إلى ان عدد المواطنين الكويتيين الذين زاروا كوريا العام الماضي بلغ نحو 2759 شخصا بنسبة قدرها 34.3 في المئة عن العام 2016، مبيناً ان المواطنين الكويتيين لا يحتاجون إلى تأشيرة الدخول الى جمهورية كوريا الجنوبية إذا كانت مدة الزيارة لا تتعدى 90 يوما.وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين الدولتين ارتفع بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية ووصل إلى مستوى غير مسبوق أخيراً حيث زاد حجم صادرات كوريا إلى الكويت بنسبة 53.3 في المئة في عام 2016 فقط، أما بالنسبة للاستيراد، فتعتبر كوريا أكبر مستورد للنفط الكويتي حيث بلغت القيمة الاجمالية لوارداتها 7.2 مليار دولار عام 2016. وذكر ان الفترة السابقة شهدت تطورا مهما في التعاون في مجال الاسكان بين البلدين بالتوقيع على مذكرة تفاهم لتطوير مدينة جنوب سعد العبدالله الجديدة، وتتضمن مذكرة التفاهم تأسيس شراكة بين الجانبين لبناء 30 الف وحدة سكنية بمدينة جنوب سعد العبدالله التي ستكون أول مدينة ذكية وصديقة للبيئة في الكويت ومتماشية مع المعايير العالمية. وفي ما يلي نص اللقاء:
• كيف يمكنكم وصف العلاقات الثنائية بين كوريا والكويت؟دعني ابدأ بالقول ان العلاقات الديبلوماسية بين جمهورية كوريا ودولة الكويت بدأت في عام 1979، وارتقت العلاقات الثنائية بيننا الى شراكة إستراتيجية مهمة في ميادين عدة خلال السنوات الثمانية والثلاثين الماضية. ويشرفني الاشارة ان العلاقات الكورية – الكويتية قد وصلت تقريبا إلى مرحلة ذروة تاريخية حاليا وآخذة في التطورخاصة بعد الزيادة التدريجية في الزيارات المتبادلة بين المسؤولين رفيعي المستوى من الجانبين خلال السنوات الماضية. مما يعكس هذا الرغبة المشتركة لقيادة البلدين في تعميق العلاقات الثنائية بينهما في كافة المجالات.ولقد توسعت علاقات التعاون بيننا لتشمل مجالات جديدة مثل بناء المدن الجديدة والاسكان والرعاية الصحية ومصادر الطاقة المتجددة والتعليم والثقافة والسياحة والتبادلات الثقافية وغيرها بين الشعبين.• ما أهم الزيارات التي جرت بين البلدين؟قامت رئيسة جمهورية كوريا بزيارة دولة الكويت في شهر مارس 2015، تخللتها محادثات قمة مع صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد تم التشديد خلالها على اهمية توطيد العلاقات الثنائية في كافة المجالات. كما قام سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك بزيارة رسمية الى كوريا في شهر مايو2016. شكلت هذه الزيارة فرصة جيدة لزيادة دعم التعاون بين البلدين. كما قام رئيس البرلمان الكوري تشونغ سيو كيون بزيارة الكويت في ابريل 2017 تلبية لدعوة من نظيره الكويتي مرزوق الغانم الذى زار كوريا في شهر مايو 2015.• ماذا عن التبادل التجاري بين الدولتين؟سجل حجم التبادل التجاري بين الدولتين ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الماضية ووصل إلى مستوى غير مسبوق أخيراً، وزاد حجم صادرات كوريا إلى الكويت بنسبة 53.3 في المئة (1.4 مليار دولار) في عام 2016 فقط، كما أن معدل تصدير كوريا للسلع الاستهلاكية و مستلزمات البناء كالصلب و الصمامات إلى الكويت في تزايد مستمر، أما بالنسبة للاستيراد، تعتبر كوريا أكبر مستورد للنفط الكويتي حيث بلغت القيمة الاجمالية لواردات كوريا من الكويت 7.2 مليار دولار في عام 2016، تتصدرها النفط الخام والنافتا وغاز البترول المسال. وانا على ثقة ان التعاون التجاري بين البلدين سيزداد في المستقبل لتحقيق الطموحات التي يسعى اليها البلدان في مجال التنمية.• ماذا عن التبادل الثقافي بين الدولتين؟ وخططكم المستقبلية لتطويره؟اتفق رئيسا البلدين خلال المحادثات الرسمية التي عقدت بينهما اثناء الزيارة الرسمية لرئيسة كوريا للكويت في مارس 2015 على اهمية التبادل الثقافي بينهما كونه يشكل قاعدة صلبة لدعم اواصر التعاون الثنائي، وقامت السفارة بتأسيس الديوانية الكورية – الكويتية الثقافية عام 2012 لتشجيع التبادل الثقافي بين الشعبين الكوري والكويتي، كما تدعم السفارة الفعاليات والانشطة المتنوعة التي تقوم بها الديوانية بهدف نشر الثقافة الكورية في المجتمع الكويتي، اضافة إلى أن العروض الفنية المتنوعة التى قدمتها فرقة الترفيه التابعة للقوات البحرية الكورية على مسرح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في السابع عشر من اكتوبر الماضي يمكن أن نعتبرها الحدث الثقافي الأبرز على مستوى العام الماضي. كما قام الفريق العالمي الكوري للتايكوندو «الكيكوان» بزيارة دولة الكويت العام الماضي وقدم عرضين مذهلين. وأود القول ان السفارة تعتزم اقامة مهرجان اطعمة الشارع الكورية وامسية الفيلم الكوري هذا العام ايضا.• ما أبرز المشروعات التي تقوم بتنفيذها الشركات الكورية بالكويت حاليا؟تؤدي الشركات الكورية دورا متناميا في تطوير مشاريع البنية التحتية بالكويت كالطرق السريعة والجسور ومحطات الكهرباء والمستشفيات ومشاريع معالجة البيئة. وعلى سبيل المثال، تقوم حاليا بتشييد جسر الشيخ جابر الذي يعتبر من أطول الجسور البحرية في العالم وتبلغ تكلفته 2.6 مليار دولار أميركي، كما شهدت الفترة السابقة تطورا مهما في التعاون في مجال الاسكان بالتوقيع على مذكرة تفاهم لتطوير مدينة جنوب سعد العبدالله الجديدة بين الطرفين، وتتضمن مذكرة التفاهم تأسيس شراكة بين الجانبين لبناء 30 الف وحدة سكنية بمدينة جنوب سعد العبدالله التي ستكون أول مدينة ذكية وصديقة للبيئة في الكويت ومتماشية مع المعايير العالمية.• وماذا عن التعاون بين الدولتين في مجال الصحة والرعاية الطبية؟لدى البلدين حرص كبير على تطوير علاقات الصداقة بينهما في كافة المجالات، وقد ظهرت أخيراً فرص جديدة لتعزيز التعاون بينهما في المجال الصحي خاصة بعد انعقاد القمة الكورية – الكويتية في شهر مارس 2015 والتوقيع على مذكرة التفاهم بين البلدين خلال الزيارة الرسمية لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الى كوريا، وتركز الاتفاقية على قيام الكويت بارسال عدد اكبر من المرضى الكويتيين لتلقي العلاج في كوريا خاصة اولئك الذين يعانون من امراض الكبد والسرطان.علاوة على ذلك، تنص مذكرة التفاهم على تبادل الخبرات الطبية عبر ارسال اطباء كويتيين للدراسة والتدريب في كوريا واكتساب خبرات اضافية في مستشفياتها قبل البدء في ممارسة مهنتهم، ويتعلق الجزء الاخير من الاتفاقية بأساليب ادارة المستشفيات التي تتفوق فيها كوريا. وقد سارع الجانبان الى تفعيل الاتفاقيات المبرمة بينهما من خلال تبادل الزيارات العالية المستوى. وعدد المرضي الكويتيين الذين يتلقون العلاج الطبي في كوريا في ازدياد مستمر سنة بعد اخرى، ووصل عدد الكويتيين الذين زاروا كوريا للعلاج نحو 249 شخصا في عام 2016 بينهم 12 مريضا تلقوا العلاج على نفقة الحكومة الكويتية لاول مرة. وفي عام 2015 وصل عددهم الى 162 مريضا بينما كان العدد 135 مريضا في عام 2014. ومن ناحية اخرى، تم افتتاح اول مستشفى كوري في الكويت وهو مركز آنكانغ الطبي في ابريل 2016 وهو متخصص في علاج العمود الفقري وأعضاء الجسم الاخرى من دون ألم.• كم يبلغ عدد السياح الكويتيين الذين يقومون بزيارة كوريا كل عام؟ وما متطلبات تأشيرة الدخول؟بلغ عدد المواطنين الكويتيين الذين زاروا كوريا العام الماضي نحو 2759 شخصا بنسبة قدرها 34.3 في المئة عن العام 2016 حيث بلغ عدد الزائرين الكويتيين نحو 2054 شخصا وهي الأعلى نسبة على مستوى الخليج العربي، وزاد عدد السياح من البحرين ومن دولة الامارات العربية المتحدة بنسبة 14.8 في المئة و2.8 في المئة على التوالي مقارنة بالعام الماضي. وأود الذكر ان المواطنين الكويتيين معفون من تأشيرة الدخول الى جمهورية كوريا إذا كانت مدة الزيارة لا تتعدى 90 يوما.
الأولمبياد والكوريتان
وفد موحدتطرق السفير يو يونتشول إلى «مبادرة الاولمبياد للسلام» التي اطلقتها كوريا الجنوبية واستجابة كوريا الشمالية للمشاركة في اولمبياد بيونج تشانج الذي نظم الشهر الماضي، بوفد موحد، مبينا أن حكومة كوريا قامت بشرح المعنى وراء المبادرة لكوريا الشمالية في مناسبات عديدة. وفي الأولمبياد ودورة الالعاب الاولمبية للمعاقين، سار الرياضيون من الكوريتين جنبا الى جنب اثناء مراسم الافتتاح والختام، وقام فريق نسائي من الكوريتين بالتشجيع خلال مباريات الهوكي. كما قدمت فرق من كوريا الشمالية عروضا فنية بالاضافة الى فعاليات ثقافية مشتركة بين الدولتين.حافز لتحسين العلاقاترأى يونتشول أن مشاركة كوريا الشمالية في اولمبياد بيونج تشانج سيكون حافزا ليس فقط لتحسين علاقات الكوريتين بل أيضا لحل مشاكل كوريا الشمالية بطريقة سلمية. وبكل الأحوال، فإن استجابة كوريا الشمالية ومشاركتها في الدورة تعد اشارة إيجابية للابتعاد عن المواقف الاستفزازية.لا مساومةعلى العقوباتبسؤاله أليست مشاركة الشمال في حد ذاتها اخلالا بالعقوبات الدولية المفروضة عليه من قبل المجتمع الدولي؟ قال يونتشول إن حكومة كوريا الجنوبية دعمت مشاركة كوريا الشمالية في اولمبياد بيونج تشانج ولا تنوي المساومة على العقوبات المفروضة من قبل المجتمع الدولي على كوريا الشمالية.