نسمع كثيرا عن التخطيط، ونسمع أكثر أن النجاح مرتبط بالتخطيط السليم...الجميع يخطط، الأشخاص والشركات والحكومات والدول...الجميع متفق على أن التخطيط السليم والأهم من التخطيط السليم هو التطبيق والعمل بروح الفريق الواحد. الدول في العالم أجمع تسعى للتخلص من السيارات التي تعمل بالديزل، وبعض هذه الدول تعمل وتخطط للتخلص من المركبات التي تعمل بالبنزين، وتتجه لإلزام الجميع باستخدام الطاقة النظيفة، أي سيارات تعمل على الكهرباء، وهذه الدول وضعت الخطط اليوم، وهي تسعى لجني النتائج بعد سنوات، فهي لا تستعجل النتائج لأنها تعلم أنها تحتاج لسنوات عدة.فإحدى الدول المتقدمة وضعت خطة بدأت بتطبيقها الآن للحصول على نتائجها بسنة 2024.بعدما تقدم فإننا ليس لدينا مطالب مستحيلة.يأتي فبراير وتحضر معه الاحتفالات بالتحرير، وقبل الاحتفالات بأسابيع تبدأ حملات التوعية للمحافظة على المياه، لأن ما يتم إهداره من المياه في احتفالات الأعياد الوطنية أصبح من الأمور الملاحظة للغالبية. إذاً أصبح واضحاً أن ما نقوم به من حملات للحد أو التخلص من هذا الهدر لم تأت بنتائج مرضية، وكما بدأنا موضوعنا أن نجاح الدول لا يأتي إلا بالتخطيط السليم، وليس بالاجتهادات الشخصية.إننا بحاجة إلى خطة واضحة للجميع ويلتزم بها الجميع، خطة تبدأ اليوم وتستمر طوال العام، ليس المهم أن نلاحظ نتائج سريعة، إنما نعمل من أجل القضاء على هدر المياه الحاصل في الاحتفالات بعد ثلاث أو أربع سنوات من الآن... يجب ألا نستعجل النتائج. فالمطلوب خطة واضحة ذات أهداف واضحة وتسير بخطوات ثابتة، أما ما يحصل الآن من حملات خجولة للتوعية قبل الاحتفال بالأعياد الوطنية، فقد أثبتت هذه الحملات ضعف نتائجها وعدم جدواها. إذاً ما نطلبه ليس مستحيلا، إنما بحاجة إلى وضع الشخص المناسب بالمكان المناسب، و الأهم أن نعمل جميعاً على مساعدته، وليس على إفشال خططه، فقد تعودنا على العمل المتعمد لإفشال أعمال بعضنا البعض بشكل طفولي.