وجه مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن الحسين اليوم تحية الى دولة الكويت على خلفية قيادتها لمجلس الأمن الدولي والجهود المبذولة للوصول الى قرار وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وفي كلمة ألقاها ابن الحسين مفتتحا الدورة الـ37 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي تتواصل أعمالها حتى الـ23 من مارس المقبل، قال المفوض الأممي إن القرار الذي جاء بإجماع الدول الأعضاء في مجلس الأمن «يدفع الى الإصرار على تنفيذه الكامل ودون إبطاء رغم وجود مبررات للحذر من الإخفاق لا سيما أن هذا القرار يأتي بعد سبع سنوات من الفشل في وقف العنف والقتل الجماعي المتواصل والمخيف».

ولفت الى أن الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق المحاصرة في سورية الى جانب مناطق في جمهورية الكونغو الديمقراطية واليمن وبوروندي وولاية (راخين) الشمالية في ميانمار توصف بأنها من أكثر «مسالخ البشر» الآن لأنه «لم يتم القيام بما يكفي في وقت مبكر وجماعي لمنع الفظائع المتزايدة» بها.

وأكد في الوقت ذاته «تحمل الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مسؤولية استمرار هذه المعاناة والألم طالما بقي حق النقض (فيتو) مستخدما لمنع ما يمكن أن يقلل المعاناة الشديدة للأبرياء».

وأشاد ابن الحسين رغم ذلك بجهود فرنسا «الجديرة بالثناء» في صفوف مجموعة الخمسة الكبار لتأييدها مدونة لقواعد السلوك بشأن استخدام حق النقض (فيتو) والتي انضمت اليها بريطانيا أيضا ويدعمها الآن أكثر من 115 بلدا، مطالبا كلا من الصين وروسيا والولايات المتحدة بالانضمام اليها لإنهاء «الاستخدام الخبيث لحق النقض».

وانتقد ابن الحسين عدم قدرة المجتمع الدولي على «فهم الطبيعة البشرية الإنسانية» وأسباب العلل التي تصيب بعض الدول والمجتمعات والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الأساسية بما فيها من حقوق اقتصادية واجتماعية ومدنية وسياسية واستمرار الحرمان من الحرية وذلك رغم التقدم العلمي الهائل الذي مكن الإنسان من سبر أغوار الذرة والنواة.

كما انتقد عودة مفهوم الدولة الأمنية والقمع وسلب حريات الصحافيين والاعتقالات التعسفية والتعذيب وقذف المعارضين بتهمة الإرهاب في الوقت الذي تنتشر كراهية الأجانب والعنصرية في أوروبا.