تحدثت عن دور القيادة في تفعيل المسؤولية الاجتماعية CSR الخميس الماضي ضمن فعاليات مؤتمر ومعرض الكويت الثالث للمسؤولية الاجتماعية... وخرجت بانطباع غير مشجع!طبيعة المجتمعات في ظل الانتشار المؤثر لوسائل التواصل الاجتماعي قد تغيرت. فلا يوجد أمر «مستخبي» وكل حدث يقع أينما كان تجده ماثلا أمامك بين يديك عبر هاتفك النقال.تحدثت بشفافية وبحرقة عن دور القياديين في تفعيل المسؤولية الاجتماعية بعد تعريفها للحضور، وفوجئت بنقطة اعتراض من قبل بعض الزملاء العزيزين على نفسي ممن طالبوني بعدم «كشف» واقع الحال أمام الجموع... واعتذرت إن كان قد بدر مني خطأ غير مقصود.لم أشعر بأنه حصلت «زلة» مني، لكن يبدو أن فهمنا للمسؤولية الاجتماعية يصور لي أنه ما زال سطحي الطابع ولم يصل إلى مستوى يتماشى مع طبيعة الحياة وشفافية مواقع التواصل الاجتماعي في نقل الخبر وإن كان في بعض الأحيان مضافة له «بهارات» غير صحية.تقول الأخبار وتقدير الجميع? إن مستوى التعليم في تدنٍ? والخدمات الصحية وغيرها من الخدمات لا ترقى إلى الطموح عند مقارنتها مع وضعها في الدول المجاورة والعالم بشكل عام.يقول تقرير منظمة الشفافية العالمية إن مستوى الكويت تراجع في مؤشر الفساد وإننا في ذيل القائمة بالنسبة لجودة التعليم والخدمات الصحية وغيرها من الخدمات... وكثير من الملفات تم فتحها في ما يخص قضايا فساد ولجان التحقيق حول شبهات تتعدد في كثير من المؤسسات.المسؤولية الاجتماعية يهمنا أمرها? فكل قيادي ينبغي عليه فهم هواجس / مخاوف اجتماعية يشعر بها المواطن والمقيم، وبالتالي الواجب على كل واحد منهم طوعياً إصدار سلسلة من الضوابط والقرارات للقضاء على تلك الهواجس / المخاوف.ذكر بعض الحضور أن المشكلة في كفاءة القياديين وطريقة تعيينهم? وهو بالنسبة للمتابع يعلم بأن هذه الجزئية من الأسس العلاجية في تطوير ثقافة المجتمع.القيادي «الصح» هو المخول، رسم الرؤية لمؤسسته ويرسم المسؤولية الاجتماعية وأطر التعامل مع توقعات المجتمع ومكوناته، ليخرج بخدمة أو منتج يحظى برضا من قبل المستخدمين أو متلقي الخدمة، وهو ما نفتقر له ونتطلع من خلال عرض الحلول أن نخرج من هذا القصور الذي يعد من العوامل التي تحرمنا من توافر تنمية مستدامة ولا تساعد في توفير رؤية سليمة. الزبدة:إذا كنا نريد الصالح للمجتمع ومؤسساته، فحري بنا فهم الشريحة التي عرضت فيها مكونات العمل الإستراتيجي (قيادة فاعلة? إدارة إستراتيجية? وثقافة) تعمل من أجل تنمية مؤسسات المجتمع العام منها والخاص وجمعيات النفع العام.مجاملتنا لبعضنا البعض، هي السبب الرئيسي لتراجع مؤشر الفساد، وهو قبول ضمني لاستمرار تطبيق النهج المتبع التقليدي الذي حرمنا من تحقيق النتائج الإيجابية... إننا نبحث عن صناعة التاريخ، والتاريخ لا يصنعه إلا قادة من طراز خاص حددت لهم المعايير عند الاختيار.وعليه? فإن اختيارنا للمكاشفة ونقل انطباعاتنا بصدق وأمانة، هو المدخل لتحمل المسؤولية الاجتماعية التي وإن تحدثنا عنها يبدو لي إن الفهم الحقيقي لها ولأدواتها شبه مغيب... فنرجو أن نصدق في القول وأن تصدقوا معنا في كل قرار يتم اتخاذه، شرط أن توضع انطباعات وتوقعات المجتمع ومكوناته نصب أعيننا في كل قضية يتم البحث في جوانبها، وخلاف ذلك لن نتمكن من تحقيق التنمية المستدامة والإصلاح المراد بلوغه... والله المستعان.terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi
مقالات
وجع الحروف
فهم المسؤولية الاجتماعية CSR!
08:11 ص