كشف تقرير لوكالة «بلومبرغ» عن حالة انتعاش قوية يشهدها سوق وقود الطائرات، لافتاً إلى أنها الأعلى منذ ما يزيد على 3 سنوات.وبيّن أن هذه القوة الدافعة لهذا القطاع أو السوق تأتي بشكل كبير نتيجة موجة البرد القارسة التي تشهدها القارة الآسيوية، الأمر الذي نتج عنه زيادة في الطلب على الكيروسين لاستخدامه في التدفئة المنزلية، لافتاً إلى أن زيادة الطلب على الكيروسين في آسيا أشعل الطلب على مستوى القارة الأوروبية.وذكر أن أسعار المنتج ارتفعت أخيراً بشكل ملحوظ في ظل زيادة الطلب الآسيوي، فقد قفز سعر الديزل، بنحو 2.59 دولار للبرميل في أوروبا، وهو المستوى الأعلى منذ ديسمبر من العام 2014، مشيراً إلى أن الكيروسين يعتبر أحد أكثر أنواع الوقود تطابقاً مع الوقود المستخدم في الطائرات.ولفت تقرير «بلومبرغ» إلى موجة البرد القارسة زادت مستويات الطلب بشكل على الكيروسين، بالتزامن مع الطلب العالي على هذه المادة من قبل شركات الطيران في مختلف أنحاء العالم.وفي هذا الإطار، أوضح التقرير أن إنتاج مصافي النفط العاملة في منطقة الشرق الأوسط دون مستوياته الطبيعية خلال الفترة الراهنة بسبب قيام الكثير منها بعمليات الصيانة المعتادة، مؤكداً أن ذلك من شأنه أن يقلص عدد الشحنات المرسلة إلى أوروبا بنحو الثلث هذا الشهر.وأوضح مدير المنتجات المكررة والنفط الخام في «Resource Economist» إحسان الحق، أن الضغوطات على توافر إمدادات وقود الطائرات من الممكن أن تستمر مع تحسّن أداء الاقتصاد الأوروبي، الذي من شأنه أن يعزز حركة السفر، مشيراً إلى أن المخزونات العالمية من وقود الطائرات الكيروسين ستنخفض هذا العام.ووفقاً للتقرير، فقد انخفض وقود الطائرات بشكل حاد خلال الأسابيع القليلة الماضية، شأنه شأن كل منتج نفطي آخر، في حين انخفضت العقود الآجلة لنفط برنت في الفترة ما بين أواخر شهر يناير الماضي، وبداية شهر فبراير الجاري.وأشار التقرير إلى أن التجار يميلون لأن تكون أسعار وقود الطائرات مناسبة مع الديزل لأن المصافي من الممكن أن تتلاعب بعملياتها للتحويل بين الاثنين (الديزل والكيروسين)، لافتاً إلى أن الديزل هو أكثر تواجداً على منصات التداول، ما يجعله مرجعاً رئيسياً في التسعير.وبحسب التقرير، فقد ارتفعت واردات اليابان من الكيروسين إلى أعلى مستوى منذ 14 عاماً خلال الشهر الماضي بسبب الطقس البارد، كما ارتفعت المبيعات العالمية من المنتج بنحو 8.3 في المئة، وهو أعلى مستوى منذ 4 سنوات، علاوة على ذلك تسببت موجات البرد في الصين، وكوريا الجنوبية برفع مستويات الاستيراد لهذا الوقود، بالإضافة إلى الفحم والغاز. ولفت التقرير إلى أن سوق وقود الطائرات لا يعتمد على الطقس وموجات البرد فقط، مشيراً إلى أن هناك سبباً آخر يتعلق بنمو حركة السفر في أوروبا، والذي ازداد بنحو 8 في المئة خلال العام 2017، وهو النمو الأسرع منذ 6 سنوات.وقال التقرير «تأتي حالة التنافس بالتزامن مع الصيانة التي تتعرض لها مصفاة (ساتورب) والتي تمثل مشروعاً مشتركاً بين (أرامكو) السعودية و(توتال) والتي تقدم وارداتها إلى أوروبا من وقود الطائرات»، مبيناً أن تسليم منتجات النفط إلى أوروبا في مسارها للانخفاض بنسبة 30 في المئة هذا الشهر، لتصل إلى نحو 56 ألف طن متري يومياً.من جهته، أشار مدير قطاع التكرير في «Facts Global Energy» ستيف ساوير، إلى أن أسعار وقود الطائرات تزداد بشكل طبيعي في فصل الصيف، في حين نرى أن فصل الشتاء يتسبب بزيادة الطلب على زيت الغاز، لكننا الآن نرى حدوث العكس، مشيراً إلى أن المسألة تتعلق بحالة عرض وطلب قصيرة الأمد، والتي من المفترض أن تنتهي خلال الأسابيع القليلة المقبلة بعد انقضاء فصل الشتاء، وانتهاء برامج صيانة المصافي.