الواقع يشير إلى أن التطورات من الصعب التكهن بها? أو رسم مسار خطي للتغيرات المقبلة، وأعني تحديدا التغيرات التي ستطرأ على طريقة إدارة المؤسسات، لأن الحلقة الرابطة بين الوضع الحالي والمستقبلي مرهونة بحسابات جلها سياسي الطابع، والجميع يعلم بأن السياسة تتقلب حسب المعطيات وما تمليه الظروف والقناعات ولدينا خصوصا في بيئة العمل الكويتية تحدث حسب منظومة تدخل فيها الموازنات/المواءمات ورؤية مختلفة تمام عن المفروض اتباعه.لهذا السبب كثير من أحبتنا يواجهوننا باللوم... «لا تكلف نفسك فوق طاقتها... ما في الحمض أحد»، وهو قول البائس من الإصلاح.نحن متمسكون بالنظرة الإيجابية? وننظر للمضمون في المتعلق بأي مقالة نكتبها على إنها رسالة تتحدث عن مسألة متعلقة بقضية ما من منظور إداري/إستراتيجي/ثقافي/إعلامي تنفيذا للعهد الذي قطعناه على أنفسنا، وليس من الضروري أن تلقى الرسالة ذلك الاستقبال المتوقع... المهم هنا توصيل الرسالة إلى المعنيين بالأمر. فالمعلوم ان هناك نهجين للعمل ومنظومة اتخاذ القرار: الأول المنهج الاستباقي ProactiveApproach وهو يعني اتخاذ القرار الإصلاحي لأي قضية مثارة قبل أن تظهر أو تقع؟ والثاني هو منهج ردود الفعل Preactive Approoach والذي يعالج القضية/المشكلة بعد ظهورها أو وقوعها.وعليه? نجد إن الشاهد حسب المعطيات اننا في الكويت تأتي غالبية القرارات كردود أفعال، وهو مؤشر في غاية الخطورة ولا ينم عن حسن البصيرة لدى الكادر الاستشاري الذي يفترض عليه متابعة الأوضاع ومن ثم رفع التوصيات الإصلاحية الفورية قبل وقوع الفأس بالرأس، كما يقولون.والتوجه الذي يتبعه قليل من الزملاء المحايدين إنما هو بمثابة توجيه النصيحة في حينها... يعني نصيحة يستلمها أصحاب القرار قبل وقوعها القضية محل النقاش... أما النصيحة فيما بعد فلن تنفع لأنها ستكون متأخرة جدا وستكون اثارها شبه منعدمة.الزبدة:إذا أردنا أن نقفز إلى المستقبل المجهول بخطوات سريعة ومدروسة? فيجب أن تكون القرارات استباقية والذي يحدد هذا جمهور المتابعين وأصحاب القرار.الكل يبحث عن الإصلاح... ولا يختلف السواد الأعظم على هذا النهج، لكن الثابت ان المشكلة في الأشخاص بمعنى انني (على سبيل المثال) قد أنبه عن قضية ما تخص الوضع التعليمي? الصحي أو الخدمات أو الاقتصاد ولا يأخذ بها وإن كانت متضمنة الحلول من واقع دراية علمية وخبرة، ويأتي في ما بعد شخص آخر له قبول لدى أصحاب القرار أو البطانة المحيطة بهم ويعرضونها بطريقة مماثلة ويأخذ بها.مشكلتنا أساسها طبيعة تركيبة الكيمياء الشخصية. فمتى ما تعاملنا مع جميع أصحاب الرأي السديد وفق مسطرة واحدة بغض النظر عن أشخاصهم أو انتماءاتهم، فسننعم بقرارات استباقية وإصلاح سريع لمنظوماتنا الإدارية في القطاعين العام والخاص وفي ما يخص مجمل القضايا بما فيها القضايا الاجتماعية والسياسية.هذا نصيحتنا لأصحاب القرار... وما نكتب إنما هو نهج استباقي حيث بعد وقوع المشكلة أو ظهورها لن تنفعنا «النصيحة... فيما بعد»... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi
مقالات
وجع الحروف
النصيحة... فيما بعد!
08:09 ص