لَقَدْ كانَ لُطْفًا مِنْكِ أَنْ تَسْكُني الْقَلْـباوَأَنْ تَمْلَـئيهِ يا كُـوَيْتُ لَنا حُـبّا عَشِقْنا... وَما الْعِشْقُ الَّذي أَنْتِ شَمْسُهُسِوى فَلَكٍ أَضْحى الْجَميعُ بِهِ شُهْبا تَسيرُ بِنا الْأَشْواقُ نَحْوَكِ دائِـمًا وَما مالَتِ الْأَشْواقُ شَـرْقًا وَلا غَرْباوَما كانَتِ الْأَيّامُ إلّا قَواحِلاً فَلَمّا رَأَتْ إشْـراقَكِ امْتَلَأَتْ عُشْبا وَأَلْقَى عَصاهُ الْحُبُّ فيكِ تَأَمُّلاً فَلَمْ يَرَ أَحْلى مِنْكِ أَرْضـًا وَلا شَعْبا وَفيكِ مِنَ النَّعْماءِ ما لا نَعُدُّهُ وَكَيْفَ يَعُدُّ النّاسُ في أَرْضِكِ التُّرْبا حَبيبَةُ شَعْبٍ أَنْتِ دَوْمـًا مُطاعَةٌ وَكَمْ طاعَكِ الشَّعْبُ الَّذي طاعَ مَنْ حَـبّانِداؤُكِ لَبَّيْناهُ قَبْلَ نِدائِنا فَأَنْعِمْ بِمَنْ نادَتْ وَأَكْرِمْ بِمَنْ لَبّى وَأَنْعِمْ وَأَكْرِمْ بِانْطِلاقَتِكِ الَّتي فَرَشْنا لَها مِنْ تَحْتِ أَقْدامِها الْهُدْبا إلى أَنْ سَمَتْ مِنْ فَـوْقِنا وَتَزَخْـرَفَتْ وَفي ظِلِّها الْأَطْيارُ صارَتْ لَنا صَحْبا وَقُمْنا إلى الْعَلْياءِ نَمْـشي تَبَخْتُرًا وَنَسْحَبُ فَوْقَ الزَّهْرِ أَثْـوابَنا سَحْبا وَنَرْعى الْـمُنى في حِضْنِ واحَـتِكِ الَّتييُظَلِّلُها تَمْثيلُكِ السِّلْمَ لا الْحَرْبا وَيَكْثُرُ مَنْ تَصْبو إلَيْكِ قُلوبُهُمْ فَما أَكْثَرَ الْعُشّاقَ فيكِ وَما أَصْبى هُوَ الْحُبُّ كَالْـماءِ الَّذي أَنْتِ نَبْعُهُ فَلِلّـهِ ما أَحْلاكِ نَبْـعًا لَنا عَذْبا وَفي كُلِّ ساحاتِ الْقُلوبِ تَجَسَّدَتْ خَـريطَتُكِ الْحَسْناءُ حَتّى غَدَتْ نُصْبا مُبارَكَةٌ شُطْآنُها وَقِفارُها وَفي جَوِّها الْأَسْرابُ قَدْ أَصْبَحَتْ سِرْباوَمِنْها نَرى كُلَّ الْقُلوبِ تَآلَفَتْ إلى أَنْ غَدَتْ قَلْـبًا شَغوفًا بِها صَبّا تَفَـرَّقَتِ الْأَيّامُ حَتّى جَمَعْتِها وَحَتّى غَدا جَدْبُ ابْتِسامَتِها خِصْبا وَعادَتْ بِنا الذِّكْرى إلى عَهْدِ مَنْ بَنَوْا عَلى أَرْضِكِ النَّهْجَ الَّذي زادَهُمْ قُرْبى مِنَ الْبَحْرِ وَالصَّحْراءِ قاموا وَلَمْ يَزَلْ تَطَلُّعُهُمْ يَهْدي تَطَلُّعَنا الدَّرْبا وَآفاقُهُمْ آفاقُنا.. وَكَمِ ازْدَهى بِهِمْ وَبِنا السَّكْبُ الَّذي لَمْ يَزَلْ سَكْبا وَمِنْ فَمِهِمْ سارتْ إلى سَمْعِنا الْـمُنى وَهَلْ تَجْهَلُ الْأَقْمارُ مَسْلَكَها الرَّحْـبا مَضَوْا.. وَسَنَبْقى في حِماكِ مَسيرَةً وَمِنْ كُلِّهِمْ في كُلِّنا حُـبُّكِ انْصَبّا إلى أَنْ نَرى الْأَبْناءَ في السَّيْرِ بَعْدَنا وَكَمْ رَأَتِ الْأَشْجارُ أَثْمارَها عُقبى وَكَمْ مَلَأَ الْحُبُّ الْقُلوبَ وَلَمْ تَزَلْ عَلى رَغْمِ أَنْفِ الدَّهْرِ مَمْلوءَةً حُـبّا فَيا حَـبَّذا الْقَلْبُ الَّذي أَنْتِ حُـبُّهُ وَلا حَـبَّذا الْقَلْبُ الَّذي لَمْ يَعُدْ قَلْـبا وَلا ضاءَتِ الْآمالُ إلّا لِنَرْتَقي إلى ما نَراهُ يا كُـوَيْتُ لَنا طِلْـبا جَميلٌ مِنَ الْأَيّامِ تَقْديمُ كَسْبِنا وَأَجْمَلُ مِنْهُ أَنْ نُنازِعَها الْكَسْبا وَأَنْتِ لَنا الطِّبُّ الَّذي نَشْتَفي بِهِ وَهَلْ لَكِ إلّا أَنْ تَكوني لَنا الطِّـبّا إذا ما دَعا الدّاعي أَتَيْناكِ كُلُّنا بِأَفْئِدَةٍ قَبْلَ الْقُشورِ تَرى اللُّـبّا وَلَيْسَ لَنا إلّا أَميرَكِ قائِدٌ بِهِ هَـبَّتِ الْأَمْجادُ وَهْوَ بِها هَـبّا وَكانَ وَلِـيُّ الْعَهْدِ ساعِدَهُ الَّذي يَقولُ الَّذي يُطْـريهِ: أَكْرِمْ بِهِ نَدْبا سَنَشْدو بِما يُرْضي اسْتِماعَهُما.. وَكَمْبِسَمْعَيْهِما طابَ السَّلامُ الَّذي دَبّا سَلامٌ سلامٌ مِلْءُ أَفْـواهِنا وَهَلْ بِغَيْرِ السَّلامِ اسْتَوْعَبَتْ أَرْضُكِ الْعُرْبا وَيَجْـمَعُنا فيكِ الْوِئامُ.. وَلا نَرى بِغَيْرِكِ لِلصَّدْعِ الَّذي نَتَّقي رَأْبا عَلى الْفِطْرَةِ انْقادَتْ لَكِ الْأَنْفُسُ الَّتي بِطيبَتِها الْأَنْوارُ صارَتْ لَنا ثَوْبا وَلا ارْتَسَمَتْ في غَيْرِ عَيْنَيْكِ صورَةٌ بِها انْزَوَتِ الْأَحْزابُ حَتّى غَدَتْ حِزْباوَأَغْمَضَ عَيْنَيْهِ الظَّلامُ مُحاذِرًا سَناكِ الَّذي يَسْبي الْقُلوبَ وَلا يُسْبىنَرى الشِّعْرَ مِقْياسَ الشُّعورِ... وَإنَّنا بِرَسْمِ مَعاني الشِّعْرِ لا نَقْبَلُ الْكِذْبا عَـلَيْنا وَفينا لِلْغَرامِ شَواهِدٌ وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْها فَما صَدَّقَ الْكُتْـبا وَما كانَ لِلْأَشْواقِ لَوْلاكِ سُلَّمٌ بِهِ نَرْتَقي حَتّى نَرى تَحْـتَنا السُّحْبا وَيُزْهِرُ رَوْضُ الشِّعْرِ مِنْ مَدْحِـكِ الَّذيرَأَيْنا لِسانَ الْـمادِحينَ بِهِ رَطْـبا سَيَبْقى بِكِ الْعَيْشُ الْجَميلُ بَقاؤُهُ وَأَجْمَلُ ما في الْعَيْشِ أَنْ نَعْبُدَ الرَّبّا * شاعر كويتي www.waleed-alqalaf.blogspot.com