تحتفل الكويت في هذه الأيام بعيدين غاليين على القلوب، العيد الوطني وعيد التحرير، حيث يتداعى الناس إلى الاحتفال وإبراز مظاهر الولاء والمحبة للكويت، فلطالما كان للكويت مكانة مرموقة على الساحة الدولية، على الرغم من صغر مساحتها وقلة عدد سكانها، حيث تمتزج على أرضها قيم الأصالة والديموقراطية، ويتعايش قاطنوها على المحبة والتسامح، ولأهلها باع طويل وإسهامات إنسانية وإصلاحية على المستويين العربي والعالمي، كل ذلك تحت قيادة ورعاية أميرها قائد الإنسانية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظهما الله ورعاهما. ومثلما الماء والهواء من ضرورات الحياة، كذلك الفرح والتعبير عن حب الوطن من أسباب السعادة عند الناس، ونلحظ ذلك في شتى أنواع الزينة التي تملأ البلاد، وكذلك في مسيرات السيارات التي ترفع الأعلام وصور الأمير وولي عهده الأمين حفظهما الله. وتحت رعاية العين الساهرة دائماً لرجال الأمن، ولكن أحياناً قد يحدث ما ينغص علينا هذه الفرحة من خلال بعض التصرفات والسلوكيات غير المسؤولة من بعض الأفراد، خصوصاً الشباب المراهقين الذين يعبرون عن الولاء للوطن بطريقة لا تليق بهذه المناسبة. فالتعبير عن حبنا للكويت من خلال الألعاب النارية والمفرقعات التي قد تسبب بالإضافة للإزعاج والأذى النفسي، إصابات جسدية تعرض حياة الناس خصوصاً الأطفال منهم للخطر.  والتمادي في المزاح ورش المارة والسيارات بمختلف أنواع المواد التي قد تكون خطرة وقابلة للاشتعال، ليست من الوطنية في شيء حيث يرى فيه البعض تعدياً عليهم وعلى خصوصياتهم.  فضلاً عن إعاقة السير وحركة المرور في الشوارع غير مخصصة للاحتفالات، وهذا فيه إعاقة لانسيابية حركة المرور والسيارات، وغيرها من التصرفات والسلوكيات التي تنغص علينا فرحتنا وتسلب منا البهجة والسرور، ولا تدل على حبنا وولائنا للوطن.إن التعبير عن الفرح في المناسبات حق لكل الناس، بحيث لا يتعارض ذلك مع حرية الآخرين وحقوقهم، وهذا أمر كفله القانون والشرائع السماوية، فلنعامل الناس بمثل ما نحب أن يعاملونا، لتكمل فرحتنا جميعاً بأعيادنا. فكما أننا لا نقبل التعدي على حقوقنا، لا ينبغي لنا أن ننتقص من حرية وحقوق الآخر.إنها دعوة لكل أهل الكويت والمقيمين على أرضها الطيبة، للفرح وللتعبير عن حب الكويت والاستمتاع والترويح عن النفس، خصوصاً في فترة الأعياد. آخذين بعين الاعتبار المحافظة على المرافق العامة، وعلى نظافة وصحة البيئة، والالتزام باحترام حقوق وخصوصيات الآخرين بدافع داخلي وذاتي ودون الحاجة إلى رادع خارجي، وعدم الإسراف أو التمادي الخارج عن العادات والقيم وتقاليد وسلوكيات المجتمع، لننعم ولينعم الجميع بالفرحة في هذين العيدين. إن حب الوطن ليس كلاماً وشعارات، بل هو سلوك وتصرفات تعكس مدى حبنا وولائنا للوطن، من خلال العمل على خدمته ورفعة شأنه والحفاظ على مقدراته وخيراته، واحترام الآخرين الذين يشاركوننا الحياة على أرض هذا الوطن الذي يسعنا جميعاً. * مستشار جودة الحياةTwitter: t_almutairiInstagram: t_almutairii talmutairi@hotmail.com