منذ القدم اقترن الصيد بالفروسية. وكان الصيد مما تكتمل به فروسية الفارس، فهو فن الرمي والإتقان في الإصابة وحسن التسديد مع حسن التصرف. كما أنه من كرم النفس وعفة اليد وصاحب القنص يتخلق بأخلاق الفرسان، وتقوى دربته للحرب ولقاء العدو. ويشار إلى أن سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه كان عائداً من القنص يركب فرسه ويحمل صقره فوق يده عندما سمع باعتداء أبي جهل على ابن أخيه النبي محمد ? فهب لنجدته معلناً اسلامه.أما الشعر فهو فاكهة الفروسية وأنس التعاليل في ليل تجمع الهواة بعد نهار مليء بالأحداث... فحول جمر الحكايات وهيل المحبة تحلو أناشيد القصيد العذب في الطير وفي الحبيب وفي الفقد واللقاء ووصف الطيور ورحلات القنص، وقد برع عدد من الشعراء في هذا المجال واشتهرت أبيات عديدة تغنت بالحرار وما حولها، فقال الشاعر الأمير خالد الفيصل يقارن بين حاله وحال طيره في الهوى والانطلاق:واهنيـك لــك جـنـاح تطـيـرلى طرى لك نزعت وطرت يم الهوا بين قلبي وبينك فـرق والله كبيـرلى كفخت انطلقت ولى كفخت التوى انت حايم وانا بالقاع دوبـي اسيـرفي صحاري زماني ذيب ليلي عوى فوق جوك سحاب وحدر جوي هجيرالقدم فوق رمضا والخفوق التـوى الحذر يا صقر لا يشبكونـك اسيـرويل صقرٍ يتله مربطـه لـى نـوى برقعته اللّيالي فـوق وكـرٍ قصيـرعقب صفقه جناحه بالهوا لى اهتوى كل حرٍ الى ضاق انتهـض للمطيـرحومته بالسمـا ساعـة لقلبـه دوا واعذاب الجناح اللّي يجـره كسيـركّلما فزّ مكسور النواهـض هـوىوفي الوقت الذي يدس الفيصل معاني الانطلاق والأسر والانقياد والاحرر في قصيدته فيستخدم رمزية مشبعة بالسعر ليرمي إلى شيء آخر، يستخدم الشاعر الشيخ عبدالعزيز سعود الصباح الوصف الواضح غير الرمزي في تشوقه لرحلة المقناص واقتراب موسمه الذي ينتظره عاشقه بفارغ الصبر، فيقول:بكره ليا ذعذع بـراد الصفـاريالقيض راح وقربت هدة الطيـر قرب هداد مصخـرات الحبـاري اللي لهن عند اهل الصنف توقير بأتلى شهر عشره وذيك المحاري يا كثرهم دوار بـرق الدواغيـر ويوافقه الشاعر شبيب المطيري في حالة الانتظار والشوق الشديد لموسم الأنس والمتعة والانطلاق من عالم المدينة وضجيجها الى فساحة الصحراء ولياليها المقمرة، فيقول:يا مرحبا بسهيل جتنا لياليه عسى علينا كل عام يعـود وقت نحبه والصقاقير ترجيه ونعد له في كل يوم اعدودي أما الشاعر سمير الهرشاني فيذهب إلى أمنياته في هذا المجال، ويبسط صورة جميلة لمقناص يحبه في مكان يختاره:يا زين هد الطير في وسط غابه اما طلوع الشمس والا الطفيليل ان شاف له جول تدراج عثابه جايع وشفقان على شوفهن حيل ولكن الشاعر سمير الهرشانيفي ابيات أخرى يصف خيبة ما من موضع ما فينقل الى صاحبة الحال غير الجيدة والوضع المزري للقنص في هذه الايام؛ فيقول:يا بو خليفه خل عنك الجماهيـردرب الصقاره والقنص سد ريعه يا دعيج مافي البر كود الخواضيرهن وام سالـم قوعهـن قطيعـه وقد سبقه الشاعر مرشد البذال رحمه الله بهذا الاحساس قبل سنين طويلة، فقال معزياً في حال القنص:اليوم قل الصيد من كل الاوطان زود على قل الطيور وغلاهـاآخر زمان ناقل الطير تعبـانيبحث خفايا صيدةٍ مـا لقاهـا أما الشاعر حمد السعيد فيصف طيره متغزلا به وباسمه حيث كان هدية من الامير عبدالعزيز بن سعود (السامر) فيقول:يالبازعي طيري طلع مثل راعيه زولٍ وفعـلٍ والمـواري تشابـه بالطلع موقف ما لقي من يماريهعساه يسلم سيدي يـوم جابـه له ماكرٍ في بر فـارس محاريـه كني اشوفه يوم خاطـوا قطابـه صفاة وجهه مع شدوده توديـه ضمن الحرار ولا وراها طلابـه النادر اللي يوم عزمـت اسميـه سميته السامر واشوفـه زهابـه ليا مسح وجهه ونهض مواطيـه يطري علي اللي عزيـزٍ جنابـه به من طبوعه مشبع اللي حواليه وماخذ من طبوعه ليان بصلابـه ويصف الشاعر سلمان بن دغيم تلك الجلسات الممتعة التي تجمع الأحبة في رحلات القنص التي يبقى طعم فرح القلب بها ليالي طويلة يتشوق من عاشها ان يستعيد ذكراها دوما:يا زين جمعتنا علـى شبـة النـارنـارٍ سناهـا لــدلال المباهـيـرامكرمـات وسطهـن بـن وبهـاروسوالفٍ تطرب سمـوع المناعيـر ناخذ لنا فالوقـت سجـة ومشـواربين الفياض اللي زهتها النواويـر أرضٍ خـلا مـا داجهـا كـل دوارغير الحباري واشقح الريم ماذيـر تلقى جرايرهن مع الروض عبـارزرق الغلب برق الظهور المخاميـر هي منوة الي بالصقارة لهـم كـارتشفق ضمايرهم على تلـة السيـر لا حولوا في فيضـة كنهـا الطـارويبدع الشاعر شبيب بن عرار النعيمي في وصف اجواء المقناص في هذه الأبيات:ياهل الطيـور مبعديـن المراويـحياللـي لكـم فالبـر والصيـد راده سهيـل بيّـن وأرزمـن المراويـحوالنود عقب القيض ذعـذع بـراده والجو زان وزان وقـت المساريـحوكل(ن) يجهـز ياالنشامـا عـتـاده من فوق مايدنـي بعيـد المشاويـحطرزه جديد ومركب أهـل السيـاده من مصنعه صمم لبوج الصحاصيـحومن مصدره صدر ومعـه اعتمـاده شفي اليا انحـن النجـوم المدابيـحاليـا اهتنـى للنـوم راس الربـاده تله على خط(ن) تعاوى بـه الريـحمسراه طـول اللـي مامـن هـواده ينصى الفياض اللي بها زايف الشيحقفر(ن) عليها الوسـم هـل القـلاده.