ينعقد في الكويت هذا الأسبوع، مؤتمر التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي... فكيف نستطيع مكافحة الدواعش ونضمن عدم رؤيتهم بيننا من وجهة نظر اجتماعية صرفة؟يعلم الجميع بأنني مهتم بملف التعليم وتطبيق القانون على الجميع من دون استثناء، ومبدأ العدل والمساواة وتكافؤ الفرص الدستوري... فما علاقة التعليم والعدالة والمساواة بـ«داعش»؟في التقرير الذي نشر يوم 23 يناير 2015 على «العربية» نقلا عن صحيفة «البيان» ومعنون بـ «رحلة في عقل إرهابي»، جاء فيه:«يرى علماء النفس أن المشكلة في جوهرها نفسية? فالبحث عن المعنى لدى الفرد يقوده أحياناً إلى ممارسات خاطئة رغبة منه في أن يجد معنى لحياته? فلذلك تجد النسبة الأكبر من الذين يتورطون في الأعمال الإرهابية هم الشباب صغار السن الذين يستغلون حماسهم ورغبتهم في تحقيق إنجاز في حياتهم.وربما تجتمع هذه الرغبة مع حالة إحباط من واقعه? فيجد في هذا الجو الملاذ الذي يمكن أن ينتمي له ويجد في داخله مجتمعا يحتضنه ويعطيه التقدير والاحترام الذي هو في أمس الحاجة له? فتحقيق المعنى في حياة الإنسان يرتبط بإنجاز أو نجاح أو حتى عمل عادي يستطيع أن يعيش حياة عادية»... انتهى الاقتباس.من يقرأ التقرير يفهم ما نعني بالحاجة إلى إصلاح حال التعليم وتطبيق مبدأ العدل والمساواة وتكافؤ الفرص? فكما أوصى ذلك التقرير بضرورة العمل بالمواجهة الفكرية بجانب المواجهة الأمنية ? نرى أن المواجهة الفكرية تبدأ من التعليم.الشاهد? أن الصغار بحاجة إلى تعليم سليم مغذى بمادة الأخلاق/‏الوطنية وحقيقة الولاء وأن تحرص الدولة على توفير القدوة الصالحة للصغار.قد يشعر الصغير في حال وقع «القدوة» الذي اتخذه لنفسه بحال من الإحباط، وهنا تدخل إفرازات النفس البشرية وضعف الوازع الديني القويم، وكذلك الحال بالنسبة لمضمون المواطنة الحقيقية والولاء من حس وطني ودستوري!وقد يشعر الكبير? الذي لا يحمل ثقافة صالحة? بالظلم وعدم الاحترام والتقدير، ومن ثم تنحرف سلوكياته ويرى في هذه الممارسات مجالا يحقق رغباته.لذلك? طالبت وأطالب بتكثيف جهود المواجهة الفكرية كي ننعم بحياة آمنة، فيها الفرد محصن من مراحل التعليم الأولى، ومن المؤكد أنه عند تطبيق الثوابت الدستورية يمنع ظهور أي فرد «داعشي» في مجتمعنا.الزبدة:أطالب أصحاب القرار بالالتفات إلى التعليم لتحصين الصغار والكبار والحرص على تنوير مختلف الفئات العمرية بحقوقهم والواجبات الملقاة عليهم، وذلك بالتوازي مع تطبيق العدل والمساواة وتكافؤ الفرص كي يحقق الاحترام والتقدير المعنى الذي يبحث عنه ضعاف النفوس.لا نتحدث عن الماضي... فكل ثانية تجاوزناها لا يمكن العودة إليها، لكن الحاضر والمستقبل هما اللذان نضع جل تركيزنا عليهما للخروج من الأزمة الثقافية، التي هي بالأساس ظهرت بسبب تردي مستوى التعليم وعدم احتوائه على مادة الأخلاق، إضافة إلى ضعف التواصل مع مكونات المجتمع عبر منتديات ولقاءات تلفزيونية يتحدث فيها علماء الدين التقاة والمختصون في علم النفس والاجتماع عن المفاهيم الصالحة لمجتمعنا الإسلامي بالفطرة، والذي ينبذ الإرهاب ومشتقاته من «داعش» وغيره من التنظيمات الضالة... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi