تفاجأت من اتصال زميل (دكتور مؤدب مثقف) يبدأ بالسؤال قبل السلام... أكيد فيه شيء!عسى خير... سلم اسأل عن الحال؟يسأل صاحبنا: «تعرف فلان الفلاني»؟ فأجبت بنعم ورد بالقول: «يا أخي صدمني... اليوم وأنا داخل إحدى الدوائر الحكومية وإذا به يعرف بنفسه للموظف، معاك... مرشح مجلس أمة! شصاير في العالم«؟نستطيع القول إن هذا التعبير يمثل آخر صرعات السلوك الاجتماعي الكويتي... مرشح ولا يوجد لدينا انتخابات مجلس أمة قريبة؟خذ عندك نماذج من تعويض النقص لدى البعض:- الفقير»يتسلف«للسفر في موسم العطلة الصيفية... عشان يقال عنه إنه سافر وصيف!- محدود الدخل يحمل نفسه الديون لبناء قسيمته على آخر طراز كي تظهرالتشطيبات بشكل ملفت!- يحصلون على شهادات وهمية لزوم الترقية أو فقط كنوع من البريستيج ليحصل على لقب»دكتور«!- البعض يشتري مركبة فارهة لزوم»الكشخة«وهو لا يستطيع تحمل صيانتها وكله»أقساط«!- والبعض يخلط بين العلمانية والليبرالية والقيم الاجتماعية الصالحة، ويعتقد بأن التحرر إلى درجة الانسلاخ من الثوابت هو الوسيلة الأصح!والأغرب ان بعضهم تجده حاضرا في دواوين الشخصيات الكبيرة ذات المكانة الاجتماعية كي يقال عنه»أحد رواد الديوان». وحضوره وغيابه لا يزيد أو ينقص، وهو في هالحالة سيصبح محل ازدراء من قبل «الكبار»... هذا «شيبي... راز عمره» !أما بعض دخلاء العمل السياسي تجده لا يحمل مؤهلات «مرشح مجلس أمة»، فهو وإن حمل شهادة تجدها وإن كانت رسمية لم يجن التحصيل العلمي... هذا بالنسبة للشهادات الجامعية، أما الدرجات العليا، وإن قيل عنه «دكتور» نلتمس ضعفه في التعبير وتركيب جملة مفيدة... فكيف اجتاز المناقشة للحصول على الدكتوراة، ناهيك عن غياب الرؤية ولا سيما إن درجة الدكتوراه تتطلب شخصية طموحة تسعى لبحث موضوع معين في مجال محدد يبدأ من حيث انتهى الآخرون ويواجه لجنة المناقشة.وصاحبنا هذا... الحمدلله الذي عافانا مما ابتلاه به وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلا، فهو يحاول سد النقص الذي يعاني منه في جزئية «البروز الإعلامي» أو «الجاه والنفوذ» ويستغل مسمى «مرشح مجلس أمة» كي يحصل على مبتغاه.تسميها «خبال» أو «آخر صرعات السلوك الاجتماعي الكويتي» أو أي مسمى يروق لك، تبقى مشكلة في طريقة تركيبتنا الاجتماعية.الزبدة:أنت كما كتب الله لك... لن يزيد من قدرك مسمى أو منصب أو سقوطك في خانة «مرشح مجلس أمة» بتوقيت لا انتخابات قريبة ستشهدها البلاد أو منزل جميل أو مركبة فارهة!أعتقد بأننا بحاجة لمراجعة السلوكيات الشاذة وتنوير المجتمع بكل فئاته العمرية حول السلوكيات الصحيحة المحاطة بأطر أخلاقية تجعل الآخذ بها قد صنف شخصيته بالمحترمة ولقى حضورا طيبا عند احتكاكه بالآخرين.جاء سؤال الزميل من باب الاستغراب... هل يعقل أن تصل الحال إلى هذا المستوى؟ وقس عليها المرشحين وأعدادهم بالمئات، فلو كل واحد منهم انتهت معاملته بالاستثناء لمجرد انه «مرشح مجلس الأمة»، فإننا نكون حينها قد «بصمنا» و«ختمنا على سلوكياتنا بعبارة» (يا لطيف)... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi
مقالات
وجع الحروف
آخر صرعة... معاك مرشح مجلس الأمة!
08:10 ص