في مقطع تصويري أرسله أحد الأخوة عبر البريد الالكتروني تعترض مجموعة من البشر في الهند على لجنة من الشرطة تقوم بإزالة مبان بشعة بنيت على أراضي الحكومة، فيقوم شخص خلسة بسرعة وينقض على الحضور بسيارته، ويحول الموجودين، شرطيهم وغير الشرطي، إلى أكوام من الأجساد المتناثرة. هذه هي عقلية هؤلاء البشر.
/>وأما عنـــدنا فـــي الكويت فـــقد كانت الندوات على قدم وســـاق، وارتفعت وتـــيرة المطـــالبة بعودة الدواوين، فبعد سكوت طـــويل تجاه الدواوين، وتســـاهل البعض في بنائها بتكلفـــات عالية وصلت إلى عشـــرات الألوف.
/>وقد سألت أحدهم أما تعلم بأن جرافات جاهزة لالتهام هذه الديوانية العامرة فقال: «لا... تو الناس ما أظن يقدرون يشيلونها الحين ومجـــلس الأمة شاد حيله»! والثاني مكث أشهرا لبناء ديوانية ذات غرف كثيرة، وعندما سألت عنه قال انه سمع خبراً صغيراً بأن الدواوين التي سيتم انـــشاؤها في المستقبل هي التي ستهدم، وهكذا استمرت حاله حتى وصلت إليه جرافات الحكومة مهددة له، فما كان منه إلا الاستسلام!
/>والعجب ليس من بناء الدواوين وجعلها وسيلة لصلة الأرحام، وتزاور الأهل والأحباب، والأحاديث المفيدة، وإنما فيمن جعلها سكناً خارج بيته وأجرها على الوافدين، أو بناها خارج بيته وأسكن فيها الخدم بصورة همجية غير منظمة، كأننا شعب في مخيمات المهجر، أو دولة متخلفة تعيش في صفائح الحديد! وأقصد البعض الآخر الذي جعلها وكراً للسهرات الليلية مع الأصحاب، وللحش والنم وتضييع الحقوق الشرعية والاجتماعية، وسمعت قبل فترة مقولة أحد الدعاة ورغم أنه يملك ديواناً داخل بيته، ولكنه للتواصل الأسري والبريء، يقول بالنص: «هذه الدواوين ينبغي لها أن تهدم». أي دواوين السوء. وندائي لأصحاب النوع الثاني من الدواوين السيئة... «رب ضارة نافعة»، و«إذا طار طيرك قول سبيل واستريح». ولا تأسف على ما فات فليست الدواوين مأساة القرن الحادي والعشرين لكي تجد كل هذا التطاحن بين الحكومة والمجلس، واقترح لمن يقرر شراء بيت أن يشتري بيتاً واسعاً، ووضع ديوانية محترمة لكي يرتاح ويريح الأمة، ومجلس الأمة، والحكومة.
/>حمد عبدالرحمن الكوس
/>