عدلت أكبر البنوك في «وول ستريت» عن رأيها في شأن قدرة منظمة الدول المصدرة للنفط على إعادة التوازن للسوق ودفع الأسعار نحو الأعلى، متخلية بذلك عن الشكوك التي راودتها خلال الفترة الماضية حول قدرة المنظمة على تصريف فائض المخزونات العالمية، ورأيها بأن النفط الصخري في الولايات المتحدة يعد تهديداً مميتاً لخططها.ولفتت وكالة «بلومبرغ» إلى أن كلا من مجموعة «غولدمان ساكس» و«مورغان ستانلي» و«جي بي مورغان» أصدرت موجة من التوقعات تشير إلى ارتفاع الأسعار في الأسبوعين الماضيين، مؤكدة في الوقت نفسه أن تخفيضات إنتاج «أوبك» تؤتي أكلها وتنجح أخيراً في تصريف فائض المخزونات العالمية.وأفادت الوكالة بأن «غولدمان» عزز يوم الخميس الماضي توقعاته للسعر المستهدف لمدة 6 أشهر إلى 82.50 دولار للبرميل، في حين قدرت «جي بي مورغان» أن يصل متوسط أسعار برنت خلال 2018 إلى 70 دولاراً للبرميل، بزيادة 50 في المئة مقارنة مع توقعاتها التي أصدرتها في أوائل أكتوبر الماضي.وكان «غولدمان» وآخرون قد توقعوا في 2014 أن أي جهد تبذله «أوبك» للحد من العرض لن يجدي نفعاً، إذ إن صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة يمكنها رفع الإنتاج بسرعة كبيرة وأحجام من شأنها سد الفجوة، وكانت «أوبك» آنذاك قد وافقته الرأي، لكنها فاجأت السوق في سبتمبر 2016 بإعلانها عن نيتها خفض العرض.وأفادت «بلومبرغ» أنه وبما أن «أوبك» تملك سجلاً حافلاً بالتراجع عن وعود العرض، لأن إغراء زيادة الإيرادات يدفع الأعضاء إلى الغش، قالت البنوك في ذلك الحين، إن المبادرة الأخيرة ستسير بالطريقة نفسها، إذ توقّع «مورغان ستانلي» أن ينهار الاتفاق في غضون 6 أشهر، وتوقع «جي بي مورغان» أن ينتهي بحلول نهاية عام 2017.ولكن «أوبك» في المقابل لم تصغ إلى كل هذه التوقعات، إذ نفذ أعضاء المنظمة نحو 95 في المئة من التخفيضات التي وعدت بها العام الماضي، وحقق حلفاؤها 82 في المئة، وتحسن امتثال «أوبك» لخفض الإنتاج خلال ديسمبر إلى 129 في المئة. وعلى صعيد الأسعار ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 31 سنتاً في تداولات الخميس، ليبلغ 65.45 دولار للبرميل، مقابل 65.14 دولار في تداولات الأربعاء، وفقاً للسعر المعلن من «مؤسسة البترول».في الأسواق العالمية، تخلت أسعار النفط عن مكاسبها الأولية وهبطت أكثر من دولار أثناء التعاملات أمس مع صعود الدولار الأمريكي في أعقاب بيانات قوية للوظائف في الولايات المتحدة، رغم أن أسواق الطاقة ما زالت تلقى دعما من إلتزام قوي بتخفيضات انتاجية تقودها منظمة أوبك وتوقعات بأرتفاع الطلب العالمي في 2018 .وهبطت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق 1.44 دولار، أو 2.07 بالمئة، إلى 68.21 دولار للبرميل.وانخفضت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.20 دولار، أو 1.8 بالمئة، إلى 64.59 دولار للبرميل.وفي يناير، صعد الخامان القياسيان كلاهما لخامس شهر على التوالي مع تحقيق برنت مكاسب قدرها 3.3 في المئة، في حين سجل الخام الأميركي قفزة بلغت 7.1 في المئة، في أقوى بداية للعام لبرنت في 5 سنوات، وللخام الأميركي في 12 عاماً.وأظهر مسح لـ «رويترز» أن «أوبك» واصلت في يناير الالتزام باتفاق تخفيضات الإمدادات الذي تقوده المنظمة.من جهة أخرى، أعلنت «أوبك» أن سعر سلة خاماتها ارتفع يوم الخميس بواقع 55 سنتاً ليستقر عند 66.83 دولار للبرميل بعد أن كان 66.28 دولار للبرميل يوم الأربعاء.وذكرت نشرة وكالة أنباء «أوبك» أن المعدل السنوي لسعر السلة للعام الماضي كان 52.43 دولار للبرميل.من جهته، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس الجمعة إن إنتاج بلاده النفطي في يناير انخفض 301 ألف و200 برميل يوميا مقارنة مع مستويات إنتاج أكتوبر 2016.وأضاف نوفاك أن روسيا تمتثل بشكل كامل لتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق مع «أوبك». من ناحية ثانية، أظهر بيان من وزارة النفط العراقية أن الوزير جبار اللعيبي، قال في برقية لرئيس الوزراء حيدر العبادي إن إنتاج البلاد من غاز البترول المسال بلغ 6.125 ألف طن في اليوم. وقال الوزير إن «حرص العاملين في القطاع النفطي وتفانيهم ساهم في تحقيق زيادة كبيرة في الإنتاج وصلت إلى أكثر من 40‎ في المئة».