نشارك قومنا فرحتهم وابتهاجهم في احتفالاتهم الوطنية بالاستقلال والتحرير، ونهنئ سمو الأمير بمرور 12 عاماً على حكمه الرشيد. كثير مما نردده عن سمو الأمير، هو بسبب صفات شخصية في سموه ساعدته على العبور بالكويت إلى بر الأمان بعد فضل الله تعالى، وقد صقلته تجاربه الطويلة فصاغها في سياسة واضحة أكسبته محبة شعبه له واحترامه الكبير له.لكن فرحتنا هذه يجب ألا تنسينا ما يدور حولنا من معضلات كبيرة على مستوى العالم. ولقد لخص تقرير مؤتمر دافوس 2018 حجم التدهور في الاقتصاد العالمي وحجم التهديد بالحروب التي يواجهها العالم اليوم، بينما تجمع أكثر من 3000 من أكثر الناس ثراء في العالم في بقعة صغيرة فوق جبال سويسرا!وقد حرك علماء غربيون عقارب «ساعة يوم القيامة» نصف دقيقة للأمام (وهو محرك وهمي يرتكز على حجم المخاطر التي يواجهها العالم) قائلين إن العالم أقرب ما يكون للفناء منذ ذروة الحرب الباردة بسبب رد الفعل الهزيل لزعماء العالم تجاه المخاطر! وقد تم استحداث تلك الساعة في العام 1947، وتم ضبطها على بعد سبع دقائق من منتصف الليل!لكن لو تركنا العالم الخارجي ومشاكله ونظرنا إلى واقعنا العربي والإسلامي، لشاهدنا أن كثيراً من المشاكل تنبع من دولنا، بل وتتفاقم مع مرور الوقت. فبعض الدول وللأسف قد شارفت على التفكك بعد أن تضاعفت المشاكل بينها، فهذا اليمن الذي كنا نأمل بأن يتحرر من بطش الحوثيين بعد 3 سنوات من الحرب الطاحنة بين شعوبه قد عاد إلى الانقسام إلى شمال وجنوب!أما ليبيا، فقد ازداد الشق بين مكوناتها. وبالنسبة إلى تونس، فبعدما تنعّم شعبها بالحرية والكرامة بعد أحداث «الربيع العربي» الدامية، عادت لتشهد اضطرابات وإضرابات مع ازدياد معدل الفقر والبطالة!غزة ذات المليوني مواطن المكدسين في بقعة لا تتجاوز 360 كيلومتراً مربعاً، انتقلت من سيئ إلى أسوأ، لاسيما بعدما شملتها لعنة دونالد ترامب المسلطة على جميع الفلسطينيين، فقد فقدت جميع مقومات الحياة وأصبح شعبها يعيش في أكبر معتقل مفتوح في العالم! وقد تفنن العدو الإسرائيلي في تقليص مساحة الصيد في بحرها إلى ستة أميال بحرية، وتوقف توليد الكهرباء فيها إلى أدنى درجة لا تكفي حتى لإبقاء شعبها على قيد الحياة! وآخر مآسيها هو منع المعونات الأميركية إلى شعبها لأنها رفضت الخضوع لسياسة ترامب في نقل السفارة الأميركية إلى القدس!طبعاً هذه هي الخطوة الأولى التي ستلحقها خطوات في تنفيذ مشروع «صفقة القرن» والتي ستنقل معظم الفلسطينيين إلى سيناء وتفريغ فلسطين من أهلها! لكن أملنا بالله كبير، نسأله اللطف والرحمة.
مقالات
نسمات
أفراحنا لا تنسينا واقعنا المرير
01:28 ص