في هذا الشتاء على غير ما اعتادت الأنفس والأرض، يكاد هطول الأمطار يكون معدوماً ونادراً أشد الندرة. في السنة الأخيرة شهِدت دول الخليج العربي أزمة هي في القوة كأزمة الغزو العراقي للكويت قبل 27 عاماً. فقط في العامين الأخيرين شهدنا ارتفاعا في أسعار الوقود، صدم المجتمع، خلال السنوات الأخيرة باتت تمرعلينا الأيام والأعياد والسنون كمرور البرق وسرعة انتقال الضوء، وهلّم جرا مما أشبه تلك الأحداث.تشاءم كثير من أفراد المجتمع واستاء عدد كبير. شرعنا في تحليل الأحداث والقضايا وتحديد الأفكار ووجهات النظر تجاهها، فعندما تذكر أحد تلك الأمورأوغيرها يُظهر الكل مدى حزنه وضيقه ورغبته الشديدة في حل الخلل وتصحيح المسار، ثم يرجع كلٌ منا ليومه وشأنه الذي يُلهيه.نعم! يُلهيه... يُغيّب عقله... يغمض عينيه عن واقع فيه الكثير من الألم والأسى، إننا نعيش حياة سريعة روتينية مادية مرتبطة ارتباطاً شديداً بحياة الغير وتفاصيلهم، ما أبعد الروح عن روحانياتها والعقل عن غذائه. وكلما ازداد هذا البعد انغمسنا في مشاكلنا اليومية من أبسطها إلى أضخمها بحثاً عن حل أو دليل، ولا ندري أننا كذلك نبتعد أكثر وأكثر عن حبل النجاة. إن الحل لأي مشكلة تواجهك وأي مأزق تقع فيه ولأي شيء يعوق مسيرك وحياتك هو برجوعك لربك... دينك... كتابك، لست أتحدث بصوت الواعظ أو الخطيب! كلا... لكنني أتكلم من واقع تجارب عشتها وحدي أو خضتها مع غيري، بعد فشل كل الحلول والخطط والأفكار لم يخِب دربٌ سلكته لله ومعه سبحانه. إن في أسماء الله الحسنى ما يغني عن ألف مستشار حياتي، وفي القرآن ما يكفيك من الخبرات والتجارب لأشخاص سبقوك وواجهوا الأقوى والأكثر إيلاماً. إن السبيل لحل كل مشاكلنا المجتمعية والإنسانية هو بإعادة غرس الإيمان وتجديده في قلوبنا كباراً وصغاراً.jasmine_m_alj@