«برنامج مدن... سيحلّق بهواة السفر على أجنحة الترفيه، ويجوب أماكن لم تطأها أقدام المسافرين».هذا ما كشف عنه عمر العثمان، الذي يتهيأ هذه الأيام بمعية فريق عمله لزيارة «مدن» جديدة لا يعرفها الكثيرون، بعد أن فرغ أخيراً من تصوير 6 حلقات من أصل 13 حلقة، سيتم عرضها على شاشة تلفزيون «الراي» بدءاً من شهر فبراير المقبل. العثمان أزاح الستار في حواره مع «الراي» عن أهداف «مدن»، موضحاً أن البرنامج يعمل على تغيير الطريقة النمطية التي يتبعها معظم الناس في مواسم السفر، كما يلقي أضواء مكثفة على نوعية جديدة من الرحلات الأكثر تشويقاً وترفيهاً، متطرقاً إلى الكثير من الأماكن التي تحظى بطبيعة خلابة وساحرة، لكنها لا تندرج ضمن برامج السائحين.

• في البداية، نود التعرف على ما في جعبتك من جديد ببرنامجك التلفزيوني «مدن»؟- بعد توقف البرنامج لسنوات عن الشاشة الصغيرة، قررتُ العودة أنا وفريق العمل بشكل مُغاير عما جرى تقديمه في السابق. وبلا ريب، فإن مثل هذه النوعية من البرامج، التي تحمل أفكاراً مبتكرة وغير تقليدية تتطلب وقتاً وجهداً من فريق العمل، إضافة إلى كلفتها العالية في الإنتاج، بغية إعدادها وتحضيرها بالشكل المطلوب، لاسيما أن البرنامج يُعنَى بالسفر وبالوصول إلى أماكن ومناطق جديدة في العالم لم تطأها قدم السائح الكويتي من قبل، لذا كانت شركة بريزميك ميديا - الجهة المنتجة - تترقب الفرصة المناسبة لإنتاج البرنامج في الزمان والمكان المناسبين، وها نحن ذا نعكف الآن على تصوير حلقاته في مدن عدة. • هل يندرج برنامج «مدن» في قائمة البرامج الوثائقية أم الترفيهية؟- البرنامج ليس وثائقياً على الإطلاق، بل إنه يحمل في ثناياه الكثير من العفوية والمتعة والتشويق، إذ يحلّق في بلدان عالمية مختلفة، ويلقي أضواء مكثفة على السفر من زاويا أخرى لا يعرفها الكثير من السيّاح أو محبي السفر. على سبيل المثال، هناك من يزور العاصمة البريطانية لندن في مواسم مختلفة، لاسيما فصل الصيف، لكنه وإن ذهب فإنه يتوجه رأساً إلى قلب لندن، حيث الأماكن المعروفة لدى السيّاح بمعالمها وبأسواقها وبحدائقها الغناء، في حين أن هناك الكثير من القرى في المدينة نفسها تقام فيها الفعاليات والاحتفاليات المميزة، لكن معظم الناس لا يسمعون عنها أبداً، لذلك فنحن ومن خلال برنامج «مدن» نجوب هذه القرى غير المعروفة، في السيارة أو سيراً على الأقدام (وفقاً لتضاريس المنطقة)، عوضاً عن الذهاب بالطيران الداخلي، لكي نتعرف عن قرب على ثقافات سكانها، فضلاً عن تذوق مأكولاتها ومعرفة عاداتها وتقاليدها.• ما المدة الزمنية لكل حلقة من البرنامج؟- قررنا أن تكون مدة كل حلقة نصف الساعة فقط، لكي لا يشعر المشاهد بالملل، كما حرصنا على أن تكون اللقطات المختارة موجزة، وغير مألوفة في الحياة الطبيعية أو في البرامج التلفزيونية الأخرى، لأننا اعتمدنا على طريقة تصوير خاصة بنا لناحية دوران الكاميرا، حيث ستدور الكاميرات بشكل مستمر منذ لحظة الاستيقاظ من النوم وإعداد وجبة الفطور، مروراً بالرحلات التي نخوضها والمواقف المضحكة التي تحدث معنا، سواء في الطرق المقطوعة أو عبر المزارع والجبال أوغيرها من الأماكن. • لماذا اقتصر وقت البرنامج على 30 دقيقة فقط، بالرغم من شغف المشاهدين بهذا النوع من البرامج؟ - لأن سنقدم من خلال البرنامج خبرة معلبة بطريقة مناسبة للعين التي تراه، وهو ليس من نوعية البرامج السياسية أو الحوارية التي تعتمد على كثرة الكلام وتبادل الآراء، بل سترون ما لم تروه من قبل، من دون حشو أو تطويل، فمن خلال تجاربنا السابقة ارتأينا أن تكون مدة البرنامج نصف الساعة. • هل تتعاملون مع بعض المرشدين السياحيين، للاستعانة بهم في بعض الأماكن الجبلية الوعرة؟ - عادةً وقبل الذهاب إلى أي مدينة، نقوم باتصالات مع بعض الشركات السياحية هناك، إما لتوفير مرشد سياحي و إما لإعداد جدول معين أو لغرض الحصول على تصاريح خاصة من أجل التصوير، كما تعاملنا سابقاً مع شركات كويتية تعمل في هذا المجال، والحمد لله فقد وجدنا ترحيباً كبيراً بالتعاون مع جميع الشركات السياحية، إلى جانب حفاوة بالغة من أهالي المدن التي قمنا بزيارتها.• ما المدينة التي زارها فريق «مدن» وكان يكتنفها الكثير من الغموض والألغاز؟ - من دون ذكر الأسماء، فأنا مازلتُ أتذكر تلك المدينة التي أطلقت عليها بلاد العجائب، لسحرها ولتضاريسها الوعرة، حيث قضيتُ مع فريق العمل أسبوعاً بأكمله نواصل التصوير في الصحراء، كما تسلقنا الصخور نزولاً وصعوداً عبر الحبال، وهبطنا قرابة 65 متراً في نفق تحت سطح الأرض، وكان الأمر شاقاً جداً لكنه مشوق للغاية.• هل لديكم خطة عمل واضحة لدرء الأخطار في مثل هذه الرحلات؟ - بكل تأكيد، فنحن عادة وقبل الشروع بأي رحلة، نقوم ببحث شامل حول المدينة التي نود زيارتها، لتلافي المشكلات قبل حدوثها. ففي إحدى المرات اضطر كل شخص منا إلى تطعيم نفسه بأربع حقن من باب الوقاية، إضافة إلى تناول كبسولات خاصة مضادة لـ «الملاريا» في الدول التي يشاع فيها هذا المرض.• ما الأهداف التي تسعى إلى إيصالها من خلال البرنامج؟- أهدافنا لا تنحصر في استكشاف المدن الجديدة فحسب، فهو ليس برنامجاً ثقافياً، وإنما لا يخلو من بعض القفشات الثقافية، كما أنه غزير بالمواقف العفوية المضحكة. وللبرنامج أهداف جمة، من بينها تغيير الطريقة النمطية التي يتبعها الناس في السفر، وتسليط الضوء على نوعية جديدة من الرحلات، فهو يحمل رسائل مفادها أنه ليس من الضروري الذهاب إلى منتجعات وفنادق كبيرة ومعروفة، بل لا بد من تجربة أماكن نائية ومأكولات جديدة لم نتذوقها. • كم عدد الحلقات التي فرغت من تصويرها لغاية الآن؟- انتهينا من تصوير 6 حلقات من أصل 13 حلقة، سيتم عرضها مساء كل ثلاثاء على شاشة تلفزيون «الراي»، بدءاً من شهر فبراير المقبل، مروراً ببقية الشهور الأخرى، تمهيداً لعرض آخر الحلقات قبل حلول شهر رمضان الفضيل.• هل سيكون التصوير بالكاميرا اليدوية للمزيد من العفوية؟ - لا، فقد حرصنا على أن يكون التصوير بطريقة سينمائية، تتماشى مع الأسلوب الذي تنتهجه القنوات العالمية.• كيف تتوقع أن يكون صدى البرنامج عند عرضه قريباً على شاشة تلفزيون «الراي»؟- لا شك أن عرض البرنامج على شاشة تلفزيون «الراي» سيشكل إضافة إليه وإلى فريق العمل ككل، لاسيما أنها من المحطات المرموقة التي لا تنفك تبحث عن كل ما هو جديد ومختلف، وهذا ما اتضح جلياً منذ نشأتها وحتى يومنا هذا.

فريق عمل «مدن»

إعداد وتقديم عمر العثمان مصور البرنامج محمود الحوساني المخرج عبدالعزيز العنزي مدير الإنتاج عبدالله القلافالجهة المنتجة بريزميك ميديا