هناك بعض المواضيع يسمح للجميع بالتطرق إليها ويخوض الغالبية في تفاصيلها من دون أي تحفظات، ويدلي الجميع برأيه سواء كان من أهل الاختصاص أم لم يكن.الجميع يستمع والجميع يتكلم. الصحة والتعليم من أفضل المواضيع لأي مرشح، فالحديث عنهما سهل ويمس الجميع، وأي مرشح يستمتع بالحديث عنهما، حتى أصبحت هي المواضيع الرئيسية لأي مرشح. إذاً حديثنا اليوم عن التعليم، لكن من زاوية يبتعد أي مرشح عنها، لأنها الزاوية التي تبعد الجمهور عنك، لأن أي مرشح يقف في الزاوية التي تجعله يرى أن الحكومة هي السبب ولا يوجد أي سبب آخر.إذاً ما هي الأسباب التي أدت إلى ضعف التعليم في البلد كما تدعي الدراسات الداخلية و الخارجية، وموضوع الدراسات سنتطرق له في المستقبل؟.لنركز قليلاً، فهناك أسباب يتحرج الغالبية عن ذكرها... إنها الأسرة والأب والأم والجد و الجدة. إن الأسرة أصبحت تنظر لنجاح أبنائها على أنه نجاح لها، فالابن أو البنت يتقدمان للامتحان والأب والأم ينتظران النتائج، خوفاً من أي عثرة. الأسرة تبذل مجهوداً أكثر مما يبذله التلميذ، لأنهم باختصار أقنعوا أنفسهم أن نجاح الابن أو البنت هو نجاح لهم، ودليل على تفوقهم، لذلك هم على استعداد لعمل المستحيل من أجل تجنب الفشل، لأنهم يعتقدون أن هذا الفشل في الاختبارات هو فشلهم... وهم على استعداد لدخول الامتحانات بدلاً عن أبنائهم لخوفهم من فشلهم وليس فشل أبنائهم في الامتحانات، لقد اصبحت بعض الأمهات تتفاخر بنجاح زائف لأبنائهم، نجاح ليس له أي طعم لدى الأبناء... نجاح يعلم الأهل أن أولادهم لا يستحقونه، لأنهم باختصار لم يبذلوا أي مجهود ليحصلوا عليه، ولأننا في مجتمع ينظر للمظاهر فقط، فقد تسابقت الأسر على السعي لنجاح أبنائهم بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة، لدرجة أن سعيهم غير المشروع أصاب العملية التعليمة بالوهن. لقد أصبحنا نسمع عن دروس خصوصية لطلبة الجامعات(...)! نسمع عن أمهات تقوم بعمل الواجبات المنزلية لأبنائهم الجامعيين(...)! الأم و الأب على استعداد لعمل أي شيء من أجل نجاح زائف خوفاً من الفشل. لكن ليعلم الجميع أن النجاح بعد الفشل له طعم خاص، فالفشل في الغالب هو ركن أساسي في الحياة العلمية والعملية، فهل يستوعب الأهل ذلك؟!