كثيرما يردد البعض مع أي تغيير عبارة «شالسالفة... وين الكفاءات»... ومفهوم الكفاءات أعتقد أنه أخطأ فهمه على الأقل على المستوى الثقافي لتركيبتنا الاجتماعية.كنت أقول لهم: مَن نحن... أجيبونا؟ ولا أعني من نحن من حيث التعريف. أقصد من أنتم وأنا عود من ضمن حزمة. ليعرّفوا لنا معايير الكفاءات من باب الشفافية والصدق في القول لأننا استنزفنا استخدام عبارات مثل «تستاهل... لا خلا ولا عدم... تحت أمرك... أبشر... ولا يهمك... أفا عليك... قريب إن شاء الله».أولاً: المجموعة التي تحدثني بلغ معها حالة اليأس من الإصلاح درجة مخيفة، وهنا أنا أمام أمرين: إما أن أكون معهم وتزداد الحال سوءا أو إنني أخفف عليهم عبر منهجية امتصاص العتب الممزوج بالغضب وبسط منهج الأمل في المستقبل للخروج من هذا الشعور... وحاولت أن أختار التهدئة مع مجموعة تمثل نوعية طيبة من أبناء الوطن الغيورين الذين يبحثون عن توجه يقوم الاعوجاج في المفاهيم.ثانيا: الكفاءات على حد علمي لا تأتي من نافذة «الكتلة/التجمع/القبيلة/الحزب أو الشلة» أوالمجموعة المقربة من صناع القرار، لأننا وبعد مضي عقود أثبتت لنا الوقائع أن الكادر الاستشاري حول صناع القرار يحتاج إلى تغيير فوري، إن أردنا الخير للبلد والعباد. تذكرت قولا طيبا بعثه لي زميل جاء فيه «أيقنت اليوم... أن بقاء البشر ورحيلهم مرتبط برغباتهم وليس بما تقدمه لهم? فمنهم من يبقى حتى وإن قل عطاؤك معه ومنهم من يرحل بالرغم من تفاديك». وأصبح هذا القول منطبقا على الحالة التي نعيشها. ما يحدث مرتبط بالرغبة و«المزاج ـ مستوى الارتياح/تطابق الكيمياء الشخصية» و«الولاء الشخصي في كثير من الأحيان».أظن أن الولاء تحديدا لا يفهمه إلا الكفاءات لأن الدرجة العلمية/الثقافة المكتسبة والخبرة وحسن السيرة والسلوك وارتفاع مستوى الرشد قد أحاطهم بإطارأخلاقي فيه الولاء للوطن وسموالأمير حفظه الله ورعاه خط أحمر... أما الولاء للأشخاص فهذا من وجهة نظري «فيه وفيه»، بمعنى أن أصحاب القرار مثلا عندما يختارون الكفاءات فالولاء يظهر من الإنتاجية و«حسن الدبرة» وفهم «عوامل المخاطرة» ويعرفون السبل المثلى لمعالجة الكوارث بمختلف أنواعها... وهي أدوات للقياس والتقييم.ولهذا السبب جاء في القول المأثور «قل لمن لا يخلص... لا تتعب». والإخلاص سلوك إداري «فني» وشخصي على حد سيان، وهو من أهم المعايير عند المفاضلة بين المرشحين (هذاعلى اعتبار أن المرشحين للمناصب القيادية من الكفاءات).الزبدة:إذا أردنا أن نمتص غضب الوطنيين والكفاءات منهم، فالأحرى بنا مراجعة من تم تعيينه في مناصب قيادية لاعتبارات لا علاقة لها بما نحن بصدده.البعض من الكفاءات يظهر وبكل أسف بمظهر «البائس» الفاقد للأمل في الإصلاح، وهو شعور تراكمي أفرزته قرارات عدة، بينها وبين المواطنة الحقيقية و«النفاق الاجتماعي» و«ضغوط المجاميع لإيصال ربعها»، مسافة طويلة الله أعلم بها. إن أردت أن تصنع وطنا، مد يدك للكفاءات و«اترك الأعراف والتقاليد المتبعة»، وكن شفافاً عندالاختيارعبرالسماح لكل كفاءة يرى أنه جدير بالتقدم للمنصب الشاغر. أما إن أردت أن تخضع للترضيات فكن على يقين بأن الوطنيين سينفلون من حولك ولن نتمكن من إقناعهم بالمشاركة في صناعة التاريخ وعندئذ لن نستطيع الإجابة عن سؤال: مَن نحن وأين موقعنا؟ فهل وصلت الرسالة؟ الله المستعان.terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi
مقالات
وجع الحروف
مَن نحن... أجيبونا؟!
08:10 ص