عواصم - وكالات - في تقاطع غير مسبوق بينهما منذ اندلاع الثورة السورية العام 2011، فتحت دمشق وأنقرة، أمس، النار على واشنطن، وهددتا بقتال القوة الحدودية الجديدة التي يريد التحالف الدولي تشكيلها في شمال سورية، وتضم خصوصاً مقاتلين أكراداً.من جهتها، عبّرت موسكو عن قلقها من الخطط الأميركية، متهمة واشنطن بالسعي لتقسيم سورية.وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطاب بأنقرة أمس، إن «أميركا اعترفت بأنها تشكل جيشاً إرهابياً على حدودنا. ودورنا نحن أن نقوم بوأد هذا الجيش الارهابي في المهد».وأضاف: «نقول دائماً لحلفائنا، لا تحولوا بيننا وبين الإرهابيين ولا تقفوا بيننا وبين قطعان القتلة، وإلا لن نكون مسؤولين عن حوادث غير مرغوب بها قد تنشأ نتيجة لذلك. أزيلوا أعلامكم الموجودة في قواعد المنظمة الإرهابية حتى لا نضطر إلى تسليمها لكم».ولوّح بعملية عسكرية وشيكة ضد الأكراد في شمال سورية، قائلاً: «في أي لحظة قد تبدأ العملية (ضد) وحدات حماية الشعبي الكردية (في عفرين) ومن بعدها سيأتي الدور على مناطق أخرى، وستستمر حتى القضاء على آخر إرهابي».وأضاف: «القوات المسلحة التركية ستحل بإذن الله مسألتي عفرين ومنبج بأسرع وقت والاستعدادات استكملت، فالعملية يمكن أن تبدأ في أي لحظة».بدوره، وضع نائب رئيس الوزراء التركي الناطق باسم الحكومة بكر بوزداغ، الخطوة الأميركية في إطار «اللعب بالنار»، معتبراً أن دعم واشنطن لـ«الوحدات الكردية» يعد دعماً لمنظمات إرهابية، وليس مكافحة للإرهاب.من جهته، شدد النظام السوري على أن قواته المسلحة «ستعمل على إنهاء أي تواجد عسكري للولايات المتحدة وأدواتها» في الأراضي السورية.ودان مصدر في وزارة الخارجية السورية بشدة «إعلان الولايات المتحدة تشكيل ميليشيا مسلحة شمال شرقي البلاد والذي يمثل اعتداء صارخا على سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي»، مشيراً إلى أن «سورية تعتبر كل مواطن سوري يشارك في هذه الميليشيات برعاية أميركية خائناً للشعب والوطن وستتعامل معه على هذا الأساس».واضاف ان خطوة الولايات المتحدة «تأتي في إطار سياستها التدميرية في المنطقة لتفتيت دولها وتأجيج التوترات فيها وإعاقة أي حلول لأزماتها».وأكد أن شعب سورية وجيشها «أكثر عزيمة وصلابة على إسقاط المؤامرة المتجددة وإنهاء أي شكل للوجود الأميركي في سورية وأدواته وعملائه وبسط السلطة الشرعية على كل الأراضي السورية والحفاظ على سيادتها ووحدتها أرضاً وشعباً».وفي موسكو، عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلق بلاده من الخطط الأميركية للمساعدة في إنشاء مناطق حدود آمنة شمال سورية، متهما واشنطن بأنها لا تريد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.وقال في مؤتمر صحافي: إن «تشكيل الولايات المتحدة جيشاً في سورية يضر بوحدة ترابها ونطلب من واشنطن توضيحاً مفصلاً حيال ذلك»، مضيفاً «إن الأحادية الأميركية، ومشروعها المتعلق بتشكيل جيش في سورية، قد يخلق مشاكل في العلاقات بين الأكراد وتركيا، ولن يساعد في التخفيف من وطأة الوضع القائم في عفرين».واعتبر أن القرار الأميركي بإنشاء قوة حدودية في سورية، يعني أن منطقة كبيرة على حدود سورية مع تركيا والعراق ستصبح معزولة، وهو أمر يبعث على القلق.وأشار لافروف إلى استمرار العمل مع تركيا وإيران بخصوص مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي المقرر نهاية الشهر الجاري، معتبراً أنه سيدعم عمل الأمم المتحدة ومفاوضات جنيف.وفي موقف أكثر حدة، اعتبر عضو مجلس الشيوخ الروسي أليكسي بوشكوف، أن محاولة واشنطن تشكيل قوة أمنية حدودية في سورية تهدف إلى تقسيم البلاد، مؤكداً أن الولايات المتحدة «لا تريد أن تكون سورية موحدة».وجاءت المواقف السورية والتركية والروسية، غداة إعلان التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، أول من أمس، عن تشكيل قوة أمنية حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شمال وشرق سورية، بقيادة «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، التي تشكل «الوحدات الكردية» عمودها الفقري، وتعتبرها أنقرة تنظيماً إرهابياً.وحسب التحالف، فإن القوة الجديدة ستعمل على حماية الحدود، عبر تأمين نقاط التفتيش وإحباط أي هجوم معاكس قد يبادر إليه تنظيم «داعش».

بارجات روسية تقصف إدلب  بصواريخ بالستية

«الجزيرة نت» - قالت مصادر سورية معارضة إن بارجات روسية أطلقت صواريخ بالستية على محيط مدينة أبو الظهور بريف إدلب الشرقي وعلى بلدة الدير الشرقي بريف إدلب الجنوبي، في تصعيد جديد للهجمات التي كثفتها روسيا على المعارضة السورية منذ أيام.وأكدت وكالة «إباء» التابعة لـ«هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً) القصف الروسي، فيما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن قائد عسكري في غرفة عمليات «رد الطغيان» (التابعة لفصائل المعارضة المسلحة) نبأ سقوط صواريخ بالستية على بلدتي أبو الظهور والدوير في ريف إدلب الشرقي أُطلقت من بوارج روسية في البحر المتوسط مقابلة لمدينة طرطوس الواقعة غرب سورية.وأكد القائد العسكري «وقوع إصابات بين المدنيين، إضافة إلى دمار كبير في المناطق التي تعرضت للاستهداف». بدورها، أكدت مصادر حقوقية سورية أنباء القصف، وقالت إن انفجارات هزت مناطق في ريف محافظة إدلب الجنوبي والشرقي، ما أدى إلى سقوط جرحى، بينهم أطفال.وفي ريف إدلب أيضاً، نجحت فصائل مسلحة في السيطرة على قرى عدة بالريف الشرقي، وذلك رغم غارات جوية نفذها نظام بشار الأسد وحليفته القوات الروسية، وفق ما ذكرت شبكة «شام» الإخبارية.وشهد ريف حماة تطورات مشابهة، حيث تمكنت المعارضة من استعادة السيطرة على قرية بالريف الشمالي الشرقي، في حين شن طيران النظام غارات على بلدات بالريف الشمالي والشمالي الغربي.على جبهة أخرى، شهدت الغوطة الشرقية لدمشق اشتباكات عنيفة بين «جيش الإسلام» وقوات النظام بعدما حاولت الأخيرة التقدم بالمنطقة تحت غطاء من قصف مدفعي عنيف، وغارات جوية استهدفت تحديدا مدن حرستا ودوما وحمورية وعربين، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين.