«الكويت رائدة وسباقة في كل الفنون». إنه أحد أبرز مؤلفي الدراما في الإمارات، الكاتب جمال سالم، متحدثاً عن مكانة الكويت الفنية كما يراها هو، ومشيراً إلى أن الرقابة لا تختلف بين البلدين الشقيقين. كاتب الأعمال الكويتية المعروفة - ومنها «الدريشة» و«حبر العيون» و«عيال الفقر» و«حاير طاير»، بجانب أعمال خليجية متعددة - كان ضيفاً على الكويت، وعضواً في لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان الكويت المسرحي الـ 18، حيث تحدث بصراحة عن قضايا متنوعة في الدراما بأنواعها تلفزيونياً ومسرحياً وغيرهما.سالم كشف النقاب عن عمله التلفزيوني المقبل، وهو كويتي يحمل عنوان «غياهب ليل»، إلى جانب زوايا أخرى تأتي في هذه السطور:
? بدايةً، ماذا عن جديدك... للتلفزيون؟- فرغتُ من كتابة مسلسل يحمل عنوان «غياهب ليل»، وهو عمل ستتم صناعته في الكويت، أي أنه سيكون عملاً كويتياً.? ولكن ألا ترى أن العنوان ثقيل على المتفرج العام، خصوصاً كلمة «غياهب»؟- بصراحة أنا لا أرى هذا، فكلمة غياهب ليست غريبة عن الناس بالشكل الذي تصفه، فهي تعني الظلمة الشديدة، وعلى العكس أنا أجدها كلمة موحية بالغموض والإثارة.? لكن، لماذا اخترتَ أن يكون عملك كويتياً؟- أولاً لأنني بعد «حبر العيون» للفنانة حياة الفهد لم أقدم عملاً كويتياً... لذا سوف أتوقف قليلاً عن الأعمال الإماراتية وأتجه إلى الكويت، وكما يعلم الجميع: العمل الكويتي أكثر انتشاراً وأوسع متابعة.? وحالياً، بدأت الأعمال الإماراتية منذ سنوات عدة تأخذ مساحة أكبر من الانتشار؟- ومع ذلك لا أزال أرى، بصراحة، أن الأعمال الكويتية تبقى مسيطرة على اختيارات الجمهور.? ومن خلال عملك... هل هناك فنانون كويتيون في ذاكرتك تجدهم مناسبين للقصة التي كتبتها؟- للأمانة... نعم، في بالي وجوه شبابية.? وما الأفكار والقضايا المسيطرة على نصك الجديد؟- سوف أقدم بعض القضايا التي تتعلق بالشباب... كي أغير من نمط كتاباتي.? في رصيدك كذا عملاً كويتياً... وبعضها صُوِّر في الكويت مثل «عيال الفقر» للفنان سعد الفرج والفنانة حياة الفهد، هل كنتَ راضياً عن الصورة التي ظهرت عليها أعمالك؟- أقدم عملاً تراثياً... ونحن نستعيد تراثنا، لكن طموحي من خلال «عيال الفقر» كان أكبر مما ظهر... والإخراج لم يكن كما تمنيتُه.? انطلاقاً من محبتك المعروفة للتراث... لماذا لم تفكر في كتابة عمل تراثي ينتمي إلى الأساطير الشعبية، مثلما ظهر في الدراما الكويتية بالثمانينات... وعلى سبيل المثال «مدينة الرياح» و«الغرباء» وغيرهما؟- سؤال جميل... لكن يجب ملاحظة أن لكل زمان مسلسلاته.? هل ترى أن الجمهور متشوق إلى هذه الأعمال الشعبية، والأساطير والخيال؟- نعم... لكن كثيراً من القنوات التلفزيونية ترفض هذه الأعمال، وتبحث عن نمط قديم وعفى عليه الزمن... وبغض النظر هناك من قدم أعمالاً في الفترات الماضية لكن لم يكن بقدر النجاح السابق... والأجيال تختلف وفقاً للزمن... ولكل جيل توجهاته.? ومسرحياً... ماذا لديك؟- حاليا تركيزي منصب أكثر على الدراما... وخلال 2018 سوف أفكر في العودة إلى الكتابة للمسرح.? ما الفرق بين الأجواء الفنية والرقابة في كل من الكويت والإمارات؟- الرقابة في الكويت تشددت في الفترة الأخيرة مدفوعة بسبب واضح، وهو الإساءة التي ظهرت خلال بعض النصوص والتي تسيء للبيئة الكويتية. وعن تقلص الأعمال أنا أعتبره شيئاً جيداً، وأتمنى أن يعود الكتاب والمنتجون إلى رصد القضايا والأعمال الأرقى والأنظف... ولا أجد فرقاً في الرقابة بين الكويت والإمارات.? من خلال عضويتك في لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان الكويت المسرحي الثامن عشر... كيف وجدتَ ما قُدم من أعمال؟- العام الماضي حضرتُ ضيفاً... أما هذه الزيارة فكنت عضواً ضمن لجنة التحكيم، وأتمنى التوفيق للجميع، وبالنسبة إلى المهرجان نحن دائماً نقول: الكويت رائدة وسباقة في المجالات الفنية كلها... ومن بينها المسرح.