«في بيتنا... شاشات خادشة للحياء»! صارت هذه العبارة هي لسان حال الكثير من الأسر، بعدما صار يتنامى - من فترة إلى أخرى - ظهور قنوات «غريبة وساخنة، ومثيرة» على القمر الصناعي المصري «نايل سات»، ليتجدد السؤال: «هل نايل سات ظالم، أم مجني عليه؟». والسر الذي جدد السؤال أن «نايل سات» يبث عبر تردداته عدداً من القنوات الإباحية التي تتصادم مع العادات والتقاليد المصرية والعربية عموماً، ومن ثم تشكل انتهاكاً لثوابت أخلاقية تعتنقها شعوب المنطقة منذ قرون سحيقة.ورصدت «الراي» عدداً من القنوات، من بينها: «قنوات للرقص الشرقي الخليع»، والتي تحتوي على مشاهد وحركات غير لائقة، بينما أصبحت قنوات أخرى متخصصة في عرض إعلانات تفتقر إلى الذوق، وتخل بالآداب العامة، فضلاً عن عدم التزامها بالمعايير والاشتراطات الفنية المتوافقة مع قواعد البث، ومن بينها إعلانات تعرض الملابس الداخلية النسائية بصورة خادشة للحياء، وكثير من هذه الإعلانات تعرض منشطات جنسية وأدوية ذات طابع جنسي بطريقة لا تتسم بالإثارة فقط، بل تتسم بمجافاتها للأصول الفنية والاجتماعية، معتمدةً أساليب «فجة» وصادمة للمشاهدين.ومن بين هذه القنوات: «دلع»، «نواعم»، «أصايل»، «كيد النساء» وغيرها، وجميعها بدأت في الظهور منذ منتصف العام 2017، من خلال القمر الفرنسي «يوتلسات» وأقمار أخرى، وتظهر على ترددات القمر المصري «نايل سات».وصرح مصدر مسؤول من داخل القطاع الهندسي للقمر المصري لـ «الراي»: «تُتخذ جميع الإجراءات الرسمية لحجب مثل هذه النوعية من القنوات على الفور قبل انتشار الترددات الخاصة بها، على الرغم من التكاليف الباهظة لحجب هذه النوعيات من القنوات، خصوصاً أنه بعد الحجب تنقل من خلال أقمار أخرى في المنطقة الجغرافية نفسها، وتُبث من بعض دول الخارج».وأكد المصدر «أن القنوات الرسمية على القمر المصري معروفة ومعلنة وهي 600 قناة فقط، أما ما يظهر لدى المشاهدين فهو قرابة 2500 قناة، أي أن هناك ما يفوق الـ 1900 قناة تعتبر قنوات غير شرعية على القمر، ويتم التقاط الترددات الخاصة بها بكل سهولة على (نايل سات)، نظراً إلى وجوده في المدار الخاص بالقمر نفسه»، مطالباً الأسر المصرية والعربية بأن تتفادى هذه القنوات بوضعها على القائمة السوداء في جهاز الاستقبال (الرسيفر) وغلقها بكلمة سرية، وموضحاً «أن هذا حل موقت إلى حين الوصول إلى حل دولي لإنهاء هذه الظاهرة».وقال مصدر في «نايل سات»، لـ «الراي» إنه تم أخيراً تشكيل إدارة خاصة لمتابعة جميع القنوات التي تظهر على القمر بشكل مستمر، من خلال أقمار «يوتلسات» و«نورسات» و«أموس» الإسرائيلي. ورأى مصدر مسؤول آخر من «نايل سات» لـ «الراي»، أن «مثل هذه الطلبات لحجب القنوات، غالباً ما تواجَه بالرفض من جانب الاتحاد الدولي للاتصالات، حيث إن المدار 7 غرب توجد به أقمار صناعية لخمس دول، ومن المستحيل أن يوافق الاتحاد الدولي على تفريغ المدار لمصلحة الأقمار الصناعية المصرية فقط، إذ إن الاتحاد يعمل على أساس معاهدات واتفاقيات دولية رسمية لن يوافق على تغييرها من أجل طلب الجانب المصري». المصدر أضاف «أنه في هذه الحالة سيطلب الاتحاد الدولي من الحكومة المصرية إجراء بروتوكولات أو اتفاقيات دولية مع الدول العربية والأجنبية المالكة للأقمار الدائرة في المدار نفسه (7 غرب)، تتناسب مع المطالب المصرية، وهي منع بث قنوات تُرفض أو تُغلق من الشركة المصرية للأقمار الصناعية (النايل سات) بشكل نهائي».من جانبه، أكد العضو المنتدب السابق بالقمر المصري المهندس صلاح حمزة لـ «الراي»، أن ظاهرة ظهور هذا القنوات، لن تُحل إلا إذا وافق «الاتحاد الدولي للاتصالات» على تغيير مدار القمر المصري «7 ـ غرب»، والذي يتداخل حالياً مع ثلاثة أقمار مختلفة: «نور سات»، «يوتلسات»، «أموس» وبالتالي أي قنوات تظهر على هذه القنوات تظهر أيضاً على القمر المصري. وأضاف: «مجلس الوزراء المصري بادر سابقاً بمخاطبة الاتحاد الدولي للاتصالات، للمطالبة بشكل رسمي بأن تمتلك مصر السيطرة الكاملة على المدارين 7 غرب و7.2 غرب، لكي يصبح مقتصراً على الأقمار الصناعية المصرية (فقط نايل سات، وإيجي سات)، لكي يُمنَع ظهور ترددات الأقمار العربية أو الأجنبية الأخرى». ولفت حمزة إلى أن قائمة هذه القنوات الدخيلة، تتضمن محتويات إباحية، وقنوات تقدم أفلاماً مصرية مسروقة، وهو ما عرَّض غرفة صناعة السينما لخسائر بمليارات الجنيهات خلال السنوات الأخيرة، أمثال قنوات «تتح»، و«قلب الأسد»، و«الأسطورة»، وغيرها من القنوات المشابهة.
خارجيات
يحمل قنواتٍ دخيلة تبث «الرقص والإباحية والإعلانات المثيرة جنسياً»... وحجبها مكلِّف
«نايل سات»... ظالم أَم «مجنيٌّ عليه»؟
09:42 ص