خلق الله السماوات والأرض وما فوقهما وما تحتهما، وأوجدنا لكي نعبده ونعمِّر أرضه، أرسل رسله... بيّن كتابه ونهجه القويم، فاهتدى كثير من عباده لذلك، وضل وابتعد من خلقه الكثير.كلماتي تخرج من قلبي لكلا الصنفين أتمنى أن تصل، وللذي هداه ربي أتمنى أن تؤثر وتنغرس.إن الأمر بتعمير الأرض عام وشامل لكثير من الزوايا والجوانب في الحياة، فالإعمار يكون في الحفاظ على البيئة. بتربية النشئ ليكون قوياً وواعياً وصالحاً. بإعطاء كل ذي حق حقه. بالإحسان. بالمساعدة والتعاون... والكثير الكثير مما لا يُعد ولا يُحصى. ولكننا أثناء انشغالنا بهذا الهدف الراقي لربما أبحرنا بعيداً عن الغاية وقريباً أكثر من الوسيلة، حيث أن الوسيلة هي الدنيا والحياة التي من المفترض أن تكون أداة للسعادة الأخروية لكنها شيئاً فشيئاً صارت هي المستقر والمنتهى.نعم، فكرة ضخمة عندما يعيها الإنسان ويتوقف عندها ليُعمِل عقله وقلبه في تفاصيلها! حقيقة مؤلمة إن وجد نفسه منغمساً في الدنيا الأداة عن الآخرة الهدف. ‏أثناء ذاك الانغماس المستمر لحد الانصهار والذوبان تتنزل أقدار الرب حكمةً في خلقه ولطفاً خفياً ليذكرنا بمدى حقارة هذه العيشة، فتُخبَر بوفاة أحدهم أو يُقرؤك آية توقظك من سباتك وغيبوبتك، إنه الله، جل جلاله، يريد لعبده أن يعي... يفهم... يقترب. إنه الودود... يحب عباده ويحب طاعتهم وعبادتهم له. إنه الحكيم يعلم الحاجات فيرزق ويعطي بحكمة ولطف.jasmine_m_alj@