احتفى المجلس الأعلى للثقافة في مصر بالذكرى الـ25 للأديب المصري الكبير يحيى حقي، من خلال ندوة عنوانها «25عاما على رحيل صاحب القنديل»، واستمع الحضور فيها، إلى شهادات مهمة، تناولت سيرة ومسيرة الكاتب الراحل. وقال وزير الثقافة المصري حلمي النمنم: «بعد ربع قرن مضى على رحيل المفكر الكبير يحيى حقي، مازلنا نشعر وكأنه رحل عنا بالأمس، وهو ما يؤكد أن يحيى حقي ظاهرة فريدة في الأدب المصري، مشيرًا إلى أنه أديبًا متعدد المواهب وأبرز فرسان القصة القصيرة، وكاتب مقال بامتياز، وفي كل المجالات له إسهاماته المتميزة، مثل كتاب شخصية مصر لجمال حمدان، وأيضًا كتب عديدة نقرأها الآن».لافتا، إلى رصده لاختزال النقاد والصحافيين ليحيى حقي فقط في عمله الأشهر «قنديل أم هاشم»؛ برغم إبداعاته الكثيرة الأخرى.وأشار إلى أن المفكر والأديب يحيى حقي، استطاع الاقتراب بالعامية المصرية إلى مستوى الفصحى، كما أكد الوزير أن شخصية الأديب الكبير يحيى حقي تعد انعكاسًا للعبقرية المصرية. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في مصر الدكتور حاتم ربيع:«الأديب الكبير يحيى حقي رحل عن عالمنا وترك جيل بعد جيل يسير على دربه، فيحيى حقي هو الأديب والصحافي والمحامي، الذي واجه الجهل بالعلم، وارتقى بالذوق المصري والعربي، كما جسدت أعماله الأدبية الشخصية المصرية»، واكد، في حديثه أن حقي ولد أديبًا بالفطرة، ونقل الواقع من خلال أدبه.وعن تفاصيل أول لقاء جمع بينهما، تحدث وزير الثقافة المصري الأسبق الدكتور جابر عصفور، وقال:«كان ذلك في أواخر الستينات، حين نشر له يحيى حقي دراسة نقدية في مجلة المجلة التي كان هو رئيس تحريرها، وكانت الدراسة حول رباعيات صلاح عبد الصبور، وعندما وصلته رفض نشرها إلى أن يناقش كاتبها، ثم أخبرني بهذا، فذهبت إليه وطلب يحيى حقي مني أن أقرأها عليه، وهو ما جعلني استعلم منه إن كان هذا اختبارًا لي! فحثني أن اتابع القراءة، وبالفعل قرأتها كاملةً فتأكد أنني هو الكاتب الحقيقي لهذه الدراسة، فقال لي: امض في طريقك ولا تتوقف مهما كان، وهو ما أعطاني الدفعة الإيجابية التي جعلتني اتابع مشواري في حقل النقد الأدبي». وأوضح، أن يحيى حقي كان شخصا خفيف الظل، كما أنه كان شديد الاهتمام بأدق تفاصيل اللغة العربية.وقال، إنه كان ناقدا أدبيا بامتياز ومترجما بارزا أيضا، حيث أنجز ترجمات العديد من أعمال الكتاب الغربيين المهمة عن اللغة الإنجليزية، كما أنه كان يجيد الفرنسية بجانبها. وأعربت ابنته الكاتبة نهى يحيى حقي، عن عميق شكرها للمجلس الأعلى للثقافة على هذا الاحتفاء بوالدها.وأوضحت، أنه عاصر أحداثا عظيمة وخصبة شكلت صورة مصر، من خلال أعماله التي كان لها تأثيرها الكبير في الأدب المصري والعربي، وأنها تتمنى أن يلقي الضوء على سائر أعماله التي لم تنل حظ الأخريات من أعماله صاحبة الحظ الوافر، لأنها لا تقل أبدًا في روعتها، مثل روايته «امرأة مسكينة» وأيضًا مجموعته القصّصية «مجموعة دماء وطين»، التي يستشعر قارئها أنها كتبت البارحة برغم الزمن الطويل الذي مر على كتابتها وهو ما يؤكد إبداعه وعمق تجربته التي سبقت زمنها.
محليات - ثقافة
في الذكرى الـ25 لـرحيل صاحب «قنديل أم هاشم»
يحيى حقي... اقترب بالعامية إلى الفصحى
جانب من الندوة
11:15 ص