«ولائي للموسيقى والغناء... يفوق كل شيء»! هذا ما أكدته الفنانة الشابة ولاء الصراف، التي شددت على أن الموهبة وحدها لا تساوي شيئاً، ما لم تكن مدعومةً بالثقافة والحضور، لافتةً إلى أن الموسيقى هواية محببة بالنسبة إليها ولا تعتبرها مصدراً للاسترزاق.الصراف، كشفت في حوارها مع «الراي» عن أن عشقها لأم كلثوم وفيروز وعبدالوهاب وعوض دوخي منذ طفولتها، عزز في نفسها حب اللون الطربي، ودفعها صوب قاعات الموسيقى في كلية التربية الأساسية، بعد أن قطعت دراستها لإدارة الأعمال في الجامعة الأسترالية. وقالت: «طموحي لا سقف له، فأنا حصلت على شهادة البكالوريوس، وسأسعى للماجستير ثم الدكتوراه، حتى أبلغ السلم الموسيقي بأكمله».ولم تُخفِ الصراف تعلقها بفرقة الكورال حتى يومنا هذا، موضحة أن كبار الفنانين تدربوا على فن الأداء وتمارين الصوت، من بينهم أسماء مرموقة جداً، وفقاً لكلامها. وفيما عبّرت عن فرحتها العارمة لغنائها أخيراً في مركز الشيخ جابر الثقافي، وصفت الصراف خشبة المسرح بأنها «وحدة القياس» الحقيقية لاكتشاف المواهب الواعدة، على عكس الغناء في الألبومات والأغنيات «السنغل»، التي عادة ما تتدخل فيها المؤثرات والتقنيات لفلترة الصوت ولإخفاء عيوبه.

?  في البداية، نود التعرف على ولاء الصراف... الإنسانة والفنانة؟ - أنا بسيطة وعفوية للغاية، أحب الحياة والموسيقى، عمري 29 سنة، لكنني «تولعتُ» بالغناء منذ الصغر، ففي تلك الفترة بدأت أشدو ببعض المقاطع الغنائية داخل البيت وبين أفراد أسرتي، ثم اتجهت إلى الرسم، غير أنني ما لبثتُ إلا قليلاً حتى عدتُ مرة أخرى إلى موهبتي الأساسية، بعدما شعرت بأن ولائي ينحاز أكثر إلى الموسيقى والغناء، وهو ما دفعني للمشاركة في الأنشطة الموسيقية المدرسية، بدءاً من المرحلة الإبتدائية مروراً بالمتوسطة، وبقيت في تلك الأنشطة حتى تخرجت من الثانوية العامة. بعدها درست بالجامعة الأسترالية في الكويت - تخصص إدارة أعمال - لكن وبالرغم من تفوقي في الجامعة، إلا أنني قررت عدم استكمال «الكورس الأخير»، والانخراط في كلية التربية الأساسية (قسم الموسيقى).? هل شعرتِ بعدها بأن قرارك بالانتقال من تخصص إلى آخر كان صائباً؟ - نعم، والحمد لله، خصوصاً بعد حصولي على البكالوريوس في الموسيقى، إلى جانب مشاركتي في أنشطة رسمية عديدة سواء مع فرقة الكورال ضمن أوركسترا مركز الشيخ جابر الثقافي، أو كمغنية «صولو»، فقد أديت بصوتي العديد من الأغاني لكبار الفنانين، من بينهم أم كلثوم وفيروز وعبدالوهاب، وباقة أخرى كبيرة من عمالقة الغناء العربي.?  هل تأثرت بفنانة بعينها في طريقتها بالغناء؟- أنا أؤمن بأنه لا بد أن يكون لكل فنان أسلوبه الخاص في الغناء، وألا يتأثر بأي فنان آخر مهما كان عاشقاً لصوته ولإحساسه، وإلا فإنه سيكون فناناً بلا شخصية. ?  ما سر تعلقك بالغناء الجماعي في «الكورال»، لاسيما أن الفرص لا تزال تنهال عليكِ لكي تكوني مطربة منفردة؟ - لأنني ومن خلال الكورال أخوض تمارين مكثفة على الصوت والأداء، وهذا ما لا أحظى به في مكان آخر، علماً بأن الغناء الجماعي الذي يكون ضمن قوالب معينة أصعب بكثير من المغني المنفرد، لاسيما أن الأخير يحظى بقدر كبير من المساحة والحرية لاستعراض طبقاته الصوتية. ?  هل كنتِ تطمحين للغناء على خشبة مركز الشيخ جابر كمغنية «صولو»؟ - صدقني... لم أخطط لهذا الأمر، بل إن الأمر جاء بالمصادفة، عندما رشحني مدرب الكورال الدكتور حمد المانع للغناء المنفرد على خشبة المسرح، وهذا ما أسعدني حقاً وأشعرني بأن هناك من يؤمن بموهبتي.?  هل لك أن تحدثينا عن انطباعك، حول تفاعل الجمهور معك، خلال الحفل الذي أحييته أخيراً في مركز الشيخ جابر الثقافي؟ - لقد غمرتني السعادة فور وقوفي على خشبة هذا الصرح الكبير لإحياء ليلة الفنان الراحل عوض دوخي، بمعية الفنانين مشعل حسين وسلطان المفتاح، إذ كانت الأجواء في قاعة المسرح بهيجة جداً، وهو ما جعلني أتسلطن طرباً برائعة «ويل ويلي» ورائعة «يا حبيبي هل جفاك النوم مثلي»... لكن مثل هذه الأوقات السعيدة تمضي مسرعة، حيث انتهت وصلتي كغمضة عين، إلى حد أنني نظرت إلى قائد الفرقة المايسترو الدكتور محمد باقر علّه يطلب مني الغناء مجدداً، لكنه لم يفعل لضيق الوقت. ?  ألم تشعري برهبة المكان، خصوصاً أنك تغنين في مركز جابر الثقافي وأمام جمهور«سمِّيع» لا يجامل، من بينهم بعض أفراد عائلتك؟- هذا صحيح، لكن وجود والدتي في مقاعد الجمهور أزاح عن عاتقي ما كان يعتريني من شعور كبير بالرهبة، فأنا عندما أغني لأشخاص أحبهم فإنني أقدم لهم أفضل ما لديّ، كما أن وجودهم بقربي يجعلني أقف بكل ثبات على خشبة المسرح.?  خلال دراستك الموسيقية، ما هي الآلات التي كنتِ تحبذين العزف عليها؟- لقد كان تخصصي الأساسي في قسم الموسيقى هو تعلم العزف على «البيانو»، كما تلقيتُ «كورسات فويس» عديدة، إلى جانب دراستي لمقرر أسس العزف على العود. للأمانة، كان لديّ شغف كبير بتعزيز ثقافتي الموسيقية، لأن الموهبة لوحدها تظل ناقصة إذا لم تُصقل بالثقافة والحضور.?  ألم تفكري باحتراف الغناء على نطاق واسع، عوضاً عن عملك في الكورال؟ - العمل في الكورال لا يقلل من قيمة الفنان إطلاقاً، بل إن هناك الكثير من المطربين الكبار - من دون ذكر أسماء - لا يزالون يعملون في هذا المجال لغاية الآن، وهذا ليس عيباً أو انتقاصاً من نجوميتهم، بل هم يدركون جيداً أن «الكورال» يعد مركزاً مهماً لتمرين الصوت ولتحسين الأداء. ? أيهما أفضل بالنسبة إليك، طرح الأغاني المنفردة والألبومات، أم الغناء اللايف على المسرح؟ - أنا مع الغناء اللايف على المسرح، لأنه يمثل «وحدة القياس» الحقيقية لاكتشاف المواهب الواعدة، على عكس الغناء في الاستوديوهات، الذي عادة ما تشوبه المؤثرات التي تخفي إلى حد كبير عيوب بعض الأصوات.?  لماذا اخترتِ اللون الطربي الصعب، وتركتِ الأغنية الشبابية السهلة نوعاً ما؟ - لأسباب عدة، أولها لأن أساتذتي في الموسيقى نصحوني بأن أسلك هذا اللون الغنائي، عطفاً على أن الأغنية الطربية الصعبة تساهم في تطوير إمكاناتي الصوتية. هذا لا يعني أنني لا أجيد إلا هذا اللون من الغناء، بل أجيد ألواناً مختلفة على غرار الغربي والشرقي والشبابي، وغيرها.? ما الذي تبحثين عنه في عالم الفن... الشهرة والأضواء أم إثبات الوجود؟ - بالنسبة إلى الشهرة، فإنها لا تعنيني على الإطلاق، لكنني أبحث عن إنجاز حقيقي أفتخر به لنفسي من خلال الموسيقى.  ?  الكثير من المغنيات اتجهن صوب التمثيل ثم إلى التقديم، وبعضهن أصبحن «فاشنيستات»، فهل تؤيدين هذا التنقل الفني؟ - لا طبعاً، لأن علاقتي مع الموسيقى تنبع من حبي لها، ولم أعتبرها مصدراً للاسترزاق، لكنني أفكر حالياً بالعمل في الإذاعة لكي يكون لديّ دخل ثابت.  ?  أنتِ من الفنانات القليلات اللائي يعترفنَ بأعمارهن الحقيقية... فهل نعزو الأمر إلى الثقة المفرطة بالنفس؟ - أنا صريحة وصادقة مع نفسي ومع الناس إلى أبعد الحدود، ولا أجد بداً من ذكر عمري الحقيقي، حتى وإن كنتُ في الخمسين، مع العلم أن البعض يتوقعون أنني أصغر سناً.?  وماذا عن اسمك... هل لديك واحد آخر للشهرة؟- ولاء الصراف هو اسمي الوحيد والحقيقي، وأنا أشعر بالفخر والاعتزاز لكوني أحمل هذا الاسم.?  ما سبب عدم زواجك لغاية الآن؟ - لا يوجد سبب معين، لكن الزواج مسؤولية كبيرة، ولا بد من أن تكون لدينا القدرة على تحملها، كما أنني أفكر جدياً هذه الفترة باستكمال دراستي في الموسيقى، ريثما أحصل على الماجستير ثم الدكتوراه، لذلك يبقى مشروع الزواج مؤجلاً بالنسبة إليّ حتى إشعار آخر. ?  كم عملية تجميل أجريتها حتى الآن؟ - لم أخضع لمشرط الأطباء في حياتي، عدا زيارتي مرة واحدة فقط لإحدى العيادات لحقن الشفاه، فأنا لستُ مهووسة بهذه الأمورعلى الإطلاق، ولا أحب البهرجة الزائفة.