السيد أبو مشعل رجل حلو الكلام ومفيده، نبّه إلى أمر أخيراً، وهو أن الناس قد بدأوا بالتقليل من أحاديثهم داخل الدواوين، والكفّ عن بعض التعليقات، خشية أن يقوم بعض «الملقوفين» بتصوير أو تسجيل أحاديثهم عبر جهاز النقال، الذي انتشر بأيدي الناس أكثر من انتشار الساعات في سواعدهم، ثم بث ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، فيصبحون «فُرجة» للناس، و«عُرضة» للمساءلة القانونية، وأن مجالسنا لم تعد كما كانت أمانات.لقد أصبح همُّ هؤلاء الناس التقاط الفيديوهات والصور وبثّها بحثاً عن الشهرة أو التشهير بالخصوم، فيتم تصوير رجل كبير السن متواجد مع شابة من محارمه، ويوهمون المشاهد بأن هناك علاقة ما بين هذا الرجل وتلك الشابة، فيتأزم الوضع حتى يثبت «الشايب» براءته للناس.وآخرون مهتمون بتوثيق الحوادث و«الهوشات»، وينشغلون بتصوير الدخان والدماء عن الاتصال بالإسعاف أو الأمن، ثم يبثون تعليقاً على هذه الأفلام ملفقاً لإثارة الفتن.وفي الأسبوع الماضي تعرض المقام السامي لسمو ولي العهد لهذا النوع من الفيديوهات وفيلم آخر أظهر «مزحة سمجة» بين لاعبي منتخب الكويت وطبيبهم، وهذان الأمران يدلان على وجود هذه النوعية من محبي الأذية والفضائح والتشهير، وتستوجب سنّ قوانين صارمة تعاقبهم وتغرّمهم بقدر الأذى والخسارة اللذين يطالان ضحايا هوايتهم القذرة، ومطلوب من مشايخ الدين وأئمة المساجد توضيح أن هذه الأفعال لا تقل ضرراً عن الغيبة والقذف بحق ناس أبرياء.ونرد على من يتحدثون عن الحريات والتضييق عليها بأن الحرية مسؤولية ومن لا يتحمل أمانة هذه المسؤولية لا يستحق هذه الحرية.