المجتمعات تتطور أو تحاول أن تتطور... بالطبع تتطور للأفضل، هكذا كان معظم المدرسين يرددون على مسامعنا. كانوا يرددون تلك الجمل الرنانة على مسامعنا على أمل أن نحفظ ما يرددون، لأن مسألة الاستيعاب ليس لها أهمية، وفعلاً رددنا ما سمعناه، والقلة استوعبت.أما الغالبية فقد رددت فقط، وكان المدرسون يطربون عند سماعهم ما تردده الغالبية. إذاً عندما تقدم على عمل ما أياً كان هذا العمل فإما أنك مقتنع به، أو مجرد تابع لا تستوعب الأعمال التي تقدم عليها.فإذا ركزنا على الرواية الشهيرة للكاتب القدير جورل أورويل «مزرعة الحيوان»، فإننا سنلاحظ أن مَنْ يعزز مكانة أي قائد هم الخراف. فقد صورها الكاتب على أنها الفئة التي تردد ما يقال لها من دون أي تفكير... تعشق ترديد الجمل الرنانة التي يطرب لها القائد وحاشيته من دون أن تحاول أن تفكر.لا ترغب في التفكير، وتردد ما يحب القائد أن يسمعه، وصوتها يعلو على صوت من يحاول أن ينتقد أو مَنْ يحاول أن يصلح الأوضاع. فكلما حاول أحد المصلحين الكلام قاطعته الخراف بترديد الجمل الرنانة التي تمجد القائد. الخراف تردد جملها بصوت عال وصوتها غالباً ما يعلو على صوت من ينتقد أو يحاول أن يصلح، لذلك نلاحظ أن من أحب الفئات لأي قائد أو رئيس هم الخراف. الآن انظر حولك وتمعن. الأمور ليست بتلك الصعوبة أو بحاجة إلى ذكاء خارق لكي تكتشف، إنما هي بحاجة للقليل من التركيز وستكتشف مَنْ هي الخراف التي تردد وتردد و يعلو صوتها على صوت كل مَنْ يحاول أن يصلح... تراههم صامتين، ولكن عند انتقاد أي قيادي يقاطعون الجميع و يطلقون الأصوات العالية للتشويش على الجميع، وصوتهم غالباً ما يعلو على صوت الجميع، هكذا الخراف تعشق أن تكون تابعة وألا تستخدم تفكيرها أبداً و أعدادها في تزايد ملحوظ.
مقالات
قبل الجراحة
قصة الخراف
08:36 م