«الأغاني اللي عْمِلْتا إلِك»!  إنه الألبوم الرابع للفنان جوزف عطية، الذي يحقّق أصداء إيجابية في الساحة منذ اليوم الأول لإطلاقه. عطية، الذي يُراكِم النجاحات منذ تتويجه في العام 2005 نجم برنامج «ستار أكاديمي» في موسمه الثالث، وَضَع في ألبومه الجديد خلاصة نضجه الفني، عدا أنه تَدَخّل في كل تفاصيله الصغيرة والكبيرة، بعدما أصبحت لديه شركته الخاصة التي تُنْتِج أعماله. «الراي» تحدثت مع عطية الذي اعتبر أن «السوشيال ميديا» والمواقع الإعلامية على الإنترنت سهّلتْ انتشارَ بعض الأشخاص وحوّلتهم نجوماً من خلال أغنية واحدة، مؤكداً «أن هذا الأمر حاصل ولا يمكن تجاهله، ولكنه في الوقت نفسه يشدّد على أهمية احترام تاريخ النجوم الكبار الذين أثبتوا أنفسهم من خلال الاستمرارية والأعمال التي قدّموها على امتداد مسيرتهم الفنية الطويلة.وفي ما يأتي نص الحوار الذي تطرّق فيه عطية أيضاً إلى المنافَسة بينه وبين محمد عساف وسعد المجرد والفارق بينه وبين كل منهما.

• طرحتَ ألبومك الأخير بعنوان «الأغاني اللي عْمِلْتا إلِك»، والأصداء حوله كانت إيجابية منذ اليوم الأول، ويبدو واضحاً حرْصك على اختيار أغنياته وألحانه، فهل يمكن القول إنه شكّل نقلة نوعية في مسيرتك الفنية مقارنةً بألبوماتك السابقة مع أنها كانت ناجحة أيضاً؟- لا شك في أن كلّ ألبوم أطرحه يشكّل نقلةً في مكانٍ ما تتناسب مع اللحظة التي جاءتْ فيها. عندما طرحتُ مثلاً «حبّ ومكتّر» و«شو بتعمل بالناس»، كانتْ النقلة مناسِبة للعمر الذي كنتُ فيه حينها. والاختلاف في «الأغاني اللي عْمِلْتا إلِك» يأتي وليد نضج فني، وفي وقت صرْتُ أُجيد فيه الاختيار والتسويق لأعمالي أكثر، وهذا الألبوم له ميزة خاصة لأنني تدّخلتُ في كل تفاصيله، وأعتبر أنني اشتغلتُ وعشتُ كل تفاصيله أكثر من ألبوماتي السابقة، عدا أنه من إنتاجي الخاص. • هل هذا يعني أنكَ لستَ راضياً تماماً عن أعمالك السابقة لأنك لم تتدخّل فيها بنفس الطريقة التي تَصرّفْتَ فيها مع ألبومك الجديد؟- ليس بالضرورة. أولاً أنا لم أتدخّل فيها كما فعلتُ في هذا الألبوم، وثانياً طرحتُ ألبومي ما قبل الأخير قبل نحو عامين، ومع الوقت يكتسب الشخص خبرة أكثر ويَعرف ماذا يريد أكثر. في ألبوماتي السابقة كنتُ أقول ربما لو أنني تريثتُ قليلاً، لكنتُ قدّمتُه بشكل أفضل ومختلف. وفي كل مرة كنتُ أطرح ألبوماً كان ينتابني نوع من التساؤل، خصوصاً بالنسبة إلى بعض الأغنيات وليس تلك التي وصلتْ إلى الناس. ويمكن القول إن خلاصة النضج كلها انصبّت في ألبومي الأخير.• تستعدّ لتصوير أغنية «تغيّري» من الألبوم الجديد، كيف ستقدّم هذه الأغنية في ظل التراجع الذي تشهده الأغنيات المصورة؟- لا شك في أنّ مستوى الكليبات تَراجَع ولم يعد لها القيمة نفسها. ولذلك يجب أن نلجأ إلى «لعبة الذكاء» في تصوير الأغنيات. في عصرنا الحالي، من الممكن أن نصّور الكليب البسيط جداً وبأدوات بسيطة فينجح ويصل إلى الناس، كما يمكن أن نصوّر الكليب بمعدات وتقنيات متطوّرة، ولكنه لا يصل إلى الناس ولا يتقبّلونه. نحن نعيش اليوم عصر البساطة في الفيديو كليب، وكلما كانت الأغنية المُصَوَّرة بسيطة وقريبة من الناس وتشبههم، وصلتْ إليهم أكثر. • إلى أي حد يمكن القول إنك وناصيف زيتون ومحمد عساف وسعد المجرد، من أبرز رواد الأغنية الشبابية في الوقت الحالي؟- ربما كان هذا صحيحاً، ولكن كلّ واحد من خلال لونه الخاص.• وبماذا تتميز أغنيتك عن أغنيتهم؟- كل منا يقدّم إحساسه وأغنياته بطريقته الخاصة.• ومَن هو الفنان الأقرب إليك من بين تلك الأسماء التي ذكرناها؟- الكل جيّدون من دون استثناء ويقدّمون أعمالاً حلوة وتصل إلى الناس.• وهل يمكن القول إن المنافسة محصورة بينكم أنتم الأربعة بما أنكم من جيل فني واحد؟- الساحة الفنية مزدحمة بالأسماء، وأنا «ما عم بتدخّل بخبريّة مين عم بينافس مين». الدنيا تغيّرتْ وصارتْ تتسع للجميع. اليوم يمكن أن يَطْرح أي شخص فيديو على «فيسبوك» فيتقبّله الناس وتنتشر أعماله. الأمور صارت أسهل، ولذلك أعتقد أن هناك كماً كبيراً من المنافسة على الساحة الفنية، وهي مسألة إيجابية وفيها ثراء للفن.• وكأنك تقول إن الأغنية الجميلة التي تُطرح على أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي تُحَوِّل صاحبها إلى نجم؟- هذا ما يَحصل فعلاً. عندما يُطرَح فيديو لأيّ شخص يملك ميزات الفنان المقبولة شكلاً وصوتاً ويقدّم أغنية جميلة، فسيتداولها كل الناس ويتفاعلون معها بطريقة إيجابية، ويتناقلونها عبر الـ«share»، وهذا يُعدّ نوعاً من أنواع التسويق للأغنية. هناك أشخاص على المواقع الإعلامية تحوّلوا إلى نجوم وأصبحوا أكثر شهرة من النجوم الذين يَطرحون ألبومات. • ما تقوله يعني أن النجومية لا تتحقق من خلال الاستمرارية وبرصيد كبير من الأعمال؟- بل النجومية تتحقق بالاستمرارية وبالأعمال التي تُقَدَّم، وبالإضافة إليهما هناك عنصر مهمّ يكمن في الاهتمام بـ «السوشيال ميديا» والمواقع الإعلامية وبطريقة إيصال العمل عبر صفحاته. ثمة أشخاص «نجّموا»عن طريق الحظ عبر «السوشيال ميديا».• ولكنك قلت أيضاً إنه بات بإمكان أي شخص أن يَطرح أغنية ويكسب شهرة أكثر من نجم يعمل منذ سنوات طويلة على الساحة؟- طبعاً، وأصرّ على كلامي. وهذه المسألة لها وجهان، فهي «حلوة ومش حلوة». «مش حلوة» من ناحية أن للفنان تاريخاً يجب أن يُحترم، و«حلوة» لأن الشهرة صارت سهلة ويمكن أن تتحقق من خلال عمل واحد يُطرح عبر «السوشيال ميديا» وينتشر بسرعة بين الناس.• هل ترى أن مواقع التواصل الاجتماعي أفادت البعض وجعلتْهم لا يعيشون تحت رحمة برامج الهواة وقيودها؟- المسألة تتعلق بالشخص واقتناعاته. هناك أشخاص يحبّون الأضواء فيتجهون نحو برامج الهواة، وآخرون يكتفون بتفاعُل الناس معهم عبر «الإنترنت». هذه المسألة تتعلق بالسياسة الشخصية التي يفضّل أن يَنْتَهِجها الإنسان، وهو وحده مَن يقرّر الطريقة التي يريد أن يقدّم نفسَه من خلالها.